أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

تركيا تدخل القرن الجديد بفوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية

نتائج الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية أظهرت رغبة الشعب التركي في إرساء الاستقرار بالتجديد للرئيس رجب طيب أردوغان.

اسطنبول– الرافدين
بدأ الرئيس رجب طيب إردوغان الاحد بالدخول مع بلاده إلى عصر “قرن تركيا” في اشارة الى الطموح السياسي والاقتصادي للبلاد، بعد تحقيق فوز جديد بالرئاسة في تركيا في ختام الدورة الثانية من الانتخابات التي اظهرت رغبة الشعب في إرساء الاستقرار.
وذكرت الهيئة العليا للانتخابات التركية، أنه حتى اللحظة حصل أردوغان على 54.47 بالمئة مقابل 45.53 بالمئة لكمال كيليتشدار أوغلو، حسب أحدث المعطيات.
وقالت وكالة انباء الاناضول الرسمية بعد فرز اكثر من ثمانين في المئة من بطاقات الاقتراع أن اردوغان الذي يحكم منذ عشرين عاما يتصدر في شكل ملحوظ مع حصوله على اكثر من 53 في المئة من الاصوات مقابل اقل من 47 في المئة لخصمه الاشتراكي الديموقراطي كمال كيليتشدار اوغلو. بعد إحصاء نحو 93 بالمئة من صناديق الاقتراع.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أول الزعماء المهنئين للرئيس أردوغان بالفوز في الانتخابات الرئاسية متمنيا له التوفيق في ولايته الجديدة.
ونشرت هذه الارقام بعد ساعتين من إغلاق مكاتب الاقتراع.
وأعلن إردوغان الأحد فوزه في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تركيا ليواصل حكمه المستمر منذ عقدين.
وقال من على سطح حافلة متوقفة أمام مقر إقامته في اسطنبول وسط حشد من أنصاره “عهدت إلينا أمتنا مسؤولية حكم البلاد للسنوات الخمس المقبلة”.
وأضاف إردوغان الذي يحكم تركيا منذ عشرين عاما “سنفي بكل الوعود التي قطعناها للشعب”، مؤكدا أن “كل عملية انتخابية هي نهضة”.
وتابع “أظهرت هذه الانتخابات أن لا أحد يستطيع أن يهاجم مكتسبات هذه الأمة”.
وخرج أنصار لاردوغان للاحتفال في المدن الرئيسية في تركيا.
توقفت حركة المرور في ساحة تقسيم الشهيرة في إسطنبول وتجمعت حشود كبيرة خارج القصر الرئاسي في أنقرة.
من جهته، أعلن زعيم المعارضة كيليتشدار أوغلو أنه سيدلي بتصريح في وقت لاحق الأحد.
وتعرض الزعيم التركي الأطول عهدا إلى اختبار غير مسبوق، ويُنظر إلى هذه الانتخابات على نطاق واسع على أنها الأكثر أهمية في تاريخ الجمهورية منذ إعلانها قبل قرن.
لكن لا الرغبة في التغيير والانفتاح من جانب جزء من الناخبين، ولا التضخم المالي الحاد، ولا القيود المفروضة على الحريات والصلاحيات الرئاسية المفرطة، نجحت في تغيير المشهد السياسي.
ولم تساهم أيضا تداعيات الزلزال المدمر في شباط والذي أودى بما لا يقل عن 50 ألف قتيل وشرد ثلاثة ملايين شخص، في تراجع شعبية “الريّس” إردوغان الذي تصدر نتائج الانتخابات في المحافظات المتضررة التي تعهد إعادة إعمارها بسرعة.
من جهته، عانى كمال كيليتشدار أوغلو هزيمة رغم محاولته استقطاب مزيد من الناخبين في حملته للدورة الثانية من الانتخابات.
فقد غيّر الموظف الحكومي السابق تركيزه من الحديث على الوحدة الاجتماعية والحريات إلى الحديث أكثر عن الحاجة إلى إخراج المهاجرين من البلد ومكافحة الإرهاب.
واستهدف بذلك استقطاب ناخبي اليمين القومي الذين حققوا مكاسب في الانتخابات البرلمانية.
لكن شكك محللون في نجاح مناورة كيليتشدار أوغلو، إذ إن تحالفه غير الرسمي مع حزب مؤيد لقضايا الأكراد يصوره إردوغان على أنه جناح لحزب العمال الكردستاني المحظور، تركه عرضة لاتهامات بالعمل مع “إرهابيين”.
كما لم تكن مغازلته لليمين التركي المتشدد مجدية بسبب التأييد الذي تلقاه إردوغان من المرشح القومي المتطرف سنان أوغان الذي احتل المركز الثالث في الدورة الأولى للانتخابات قبل أسبوعين.
وبدا بعض أنصار المعارضة مهزومين بالفعل بعد خروجهم من مراكز الاقتراع.
وقال بيرم علي يوس في أحد الأحياء المناهضة لإردوغان في اسطنبول “اليوم ليس مثل المرة الماضية. لقد كنت أكثر حماسة حينها”.
وأضاف “تبدو النتيجة أكثر وضوحًا الآن. لكني مع ذلك أدليت بصوتي”.
ويحظى رجب طيب إردوغان بدعم واسع لدى الشرائح الأكثر فقرا وتلك الريفية من المجتمع التركي بسبب تشجيعه للحريات الدينية وتحديث المدن التي كانت متداعية في دواخل الأناضول.
وقال الناخب محمد أمين أياز لوكالة الصحافة الفرنسية في أنقرة “كان من المهم بالنسبة لي الحفاظ على ما تحقق مدى السنوات العشرين الماضية في تركيا”.
وأضاف الرجل البالغ 64 عاما “تركيا ليست كما كانت في الماضي. هناك تركيا جديدة اليوم”.
ويستفيد الاقتصاد التركي المضطرب من تأجيل سداد واردات الطاقة الروسية، الأمر الذي ساعد إردوغان على الإنفاق بسخاء على تعهدات حملته هذا العام.
كما أخّر عضوية فنلندا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) ولا يزال يرفض قبول انضمام السويد إلى التحالف الدفاعي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وعزز فرص أردوغان في الفوز الأغلبية البرلمانية التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية وحلفاؤه في انتخابات الرابع عشر من أيار. كما حصل أردوغان على دعم آخر يوم الاثنين بعد إعلان السياسي القومي سنان أوغان، الذي حل ثالثا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، تأييد الرئيس التركي في جولة الإعادة.
ودعا كيليتشدار أوغلو الناخبين إلى “التصويت من أجل التخلّص من نظام استبدادي”، بعد الإدلاء بصوته في مركز اقتراع في العاصمة أنقرة.
كذلك، دعا المقترعين إلى البقاء قرب مراكز الاقتراع بعد إغلاقها لأن “هذه الانتخابات جرت في ظروف صعبة جدًا”.
من جهته، دعا إردوغان المواطنين “إلى المشاركة والتصويت من دون تقاعس”.
وأدلى إردوغان بتصريحاته بعدما أدلى بصوته في حيّ أسكدار برفقة زوجته أمينة أردوغان.
وفي الدورة الأولى من الانتخابات، بلغت نسبة المشاركة في الاقتراع 87 في المئة.
وفي حي شيشلي السكني في اسطنبول كان أوزير اتايولو المهندس المتقاعد البالغ 93 عاما بين اوائل المقترعين “أحضر دائما في وقت مبكر لأكون أول المقترعين لأني أؤمن بالديموقراطية ومسؤوليتي كمواطن”.
وفي العاصمة أنقرة، أكدت زرين آلان (55 عاما) أنها “متحمسة جدا حتّى أنني لم أتمكن من النوم. وعلى الناخبين الاختيار بين رؤيتين للبلاد.
وتشهد نسبة 49.5 بالمائة من الأصوات التي حصل عليها إردوغان في الجولة الأولى في الرابع عشر من أيار على الدعم الواسع الذي لا يزال يلقاه في صفوف المحافظين رغم التضخم الجامح في البلاد.
وتجلى هذا الدعم حتى في المناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال العنيف في السادس من شباط وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 50 ألف قتيل وتشريد ثلاثة ملايين آخرين.
وأصيب كيليتشدار اوغلو بصدمة بعدم فوزه في الانتخابات الرئاسية من الدورة الأولى كما كان يتوقع معسكره إلا انه عاد إلى موقع الهجوم بعد أربعة أيام على ذلك.
في المقابل، كثف إردوغان من تجمعاته الانتخابية مستندا إلى التغيرات التي فرضها في البلاد منذ توليه السلطة كرئيس للورزاء في 2003 ومن ثم كرئيس اعتبارا من 2014.
وأكثر إردوغان الذي رفع الحد الأدنى للأجور ثلاث مرات في غضون سنة، من الوعود السخية خلال الحملة ومنها تقديم منح للطلاب الذي فقدوا أقارب جراء الزلزال.
وفي آخر نشاط له في الحملة الانتخابية توجه السبت إلى ضريح مرجعه السياسي رئيس الوزراء القومي-الإسلامي السابق عدنان مندريس الذي أطاحه عسكريون واعدموه في العام 1961.
ويتابع حلفاء تركيا خصوصا في حلف شمال الأطلسي من كثب نتائج الانتخابات.

تركيا أمام قرن جديد من الإنجازات
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى