أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

باحثان يحذران من الثمن الباهظ الذي يدفعه أطفال العراق منذ الاحتلال إلى اليوم

قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين يعقد ندوة عن أطفال العراق وما يواجهونه من استهداف مستمر ومستقبل مجهول في اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء.

عمان- الرافدين
اجمع باحثان على أن ما لحق بالعراق من جرّاء الاحتلال وتداعياته؛ شكل صورًا مرعبة لدى جميع الأطفال الذين بات أغلبهم يعاني من حالات الخوف المزمن والرعب والانهيارات النفسية والعصبية، وذلك نتيجة الوضع الأمني المتدهور، وتوالي عمليات التفجير والقتل بموازاة حرمان الأطفال من الدراسة وفي ظل فقدان أبسط وسائل العيش اليومية من قبيل الخدمات، الكهرباء، والماء الصالح للشرب، والرعاية الصحية.
وأكد الباحثان الدكتورة أسماء الكاظمي المختصة بعلم النفس والدكتور أيمن العاني مسؤول قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين، على أن العراق بات من أسوء البلدان بالنسبة للمرأة والطفل، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 80 بالمائة من الأطفال يعانون من العنف أو من تداعياته.
جاء ذلك في ندوة خاصة بعنوان “أطفال العراق استهداف مستمر ومستقبل مجهول” أقامها قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين في العراق بمقره في العاصمة الأردنية عمان بمناسبة اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال، الذي يوافق الرابع من حزيران.
وخصصت الأمم المتحدة يوم الرابع من شهر حزيران من كل عام يومًا دوليًا لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، بهدف تسليط الضوء على الأطفال الذين يتعرضون للعنف والانتهاكات والنزوح في مناطق النزاعات.
وسلطت الندوة الضوء على جانب من معاناة هذه الشريحة التي تفاقمت بعد احتلال البلاد سنة 2003، وما تزال في تصاعد مستمر.
وأكدت محاور ندوة قسم حقوق الإنسان في الهيئة على أن الغزو الأمريكي للعراق وما أعقبه من احتلال وفوضى عارمة ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية مستمرة؛ تسببت بكوارث إنسانية كبيرة وأزمات غير مسبوقة على الصعد كافة تأثرت بها جميع الفئات المجتمعية ولا سيما الفئات الضعيفة منها وفي مقدمتها الأطفال.
وحذر الباحثان من تزايد ما يدفعه الأطفال العراقيون من أثمان باهظة نتيجة استمرار أعمال العنف المختلفة وغياب البيئة الآمنة للعيش، وجرائم القتـل والإصابات والاختطاف والعنـف الجنسي والهجمـات علـى المرافق التعليميـة والصحية، فضلاً عن الحرمان من المساعدة الإنسانية في الوقت الذي يجدون أنفسهم عالقيـن بـن نيـران الأطراف المتناحرة على السلطة وبمستويات صادمـة.
وقدمت الدكتورة أسماء الكاظمي ورقة بحثية بعنوان “الآثار النفسية والاجتماعية للحروب والنزاعات على أطفال العراق”، بيّنت فيها أن تأثيرات الحروب والوضع الأمني على أطفال العراق وصلت مراحل متقدمة من التردي وبلغت آثارها السلبية على المجتمع العراقي مستويات قياسية أثرت على نشوء الطفل العراقي الذي ينمو متأثرًا بالوضع النفسي والصحي الرديء، بالإضافة إلى ما يلحق به من آثار نفسية واجتماعية ناجمة عن “صدمة ما بعد الفوضى” ذات التأثير المباشر على أدمغة الأطفال والتي تقود بدورها إلى تأثيرات طويلة الأمد، فضلاً عن الخوف من المستقبل وعدم الثقة بالبيئة والمحيط الاجتماعي التي تولد حالة من عدم التوازن الانفعالي.
واستعرضت أرقامًا وإحصاءات تتعلق بواقع أطفال العراق، وتكشف جانبًا من معاناتهم في ظل إهمال وتجاهل حكوميين في معالجة مشكلات المجتمع العراقي وانعدام سبل الحل لأزمة البلاد على كافة مستوياتها.
وتحدث الدكتور أيمن العاني مسؤول قسم حقوق الإنسان في الهيئة عن “أطفال العراق بالأرقام مع تتبع لمسار أوضاع الطفل في العراق خلال 2023″؛ في الورقة التي تناولت تفصيلات تتعلق بواقع الأطفال في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2023.
وشدد على أن العراق بات من أسوء البلدان بالنسبة للمرأة والطفل، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 80 بالمائة من الأطفال يعانون من العنف أو من تداعياته.
وكشف مسؤول قسم حقوق الإنسان عن أن أعداد الأطفال في السجون الحكومية المعلنة يقدّر بأكثر من تسعة آلاف طفل، منهم أكثر من 1000 طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره، وأن معظمهم ممن اعتقلوا بناء على أدلّة واهية، يعانون من الاكتظاظ الشديد ومن ظروف احتجاز سيئة للغاية ويتعرضون لشتى أنواع التعذيب وبأساليب وحشية.
وتطرق إلى واقع حال أطفال العراق النازحين، واليتامى، والمنخرطين في الأعمال التي لا تناسب أعمارهم، والنسبة التي تتجاوز الـ40 بالمائة من مجموع الأطفال في العراق الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، فضلاً عن المخاطر التي تواجه ملايين الأطفال من مثل القتل، والخطف، والتجنيد من قبل الميليشيات، وجرائم الاتجار بالبشر، والعنف الأسري، وغير ذلك.

الصدمة مستمرة والمستقبل مجهول
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى