أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

تواطؤ حكومة السوداني يزيد من عمليات التعذيب في السجون العراقية

قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين: المعتقلون في سجن التاجي شمال بغداد يتعرّضون للابتزاز والانتهاكات في ظل ظروف لا إنسانية متفاقمة.

عمان- الرافدين
وثّق قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين في العراق؛ استغاثة المعتقلين في سجن التاجي شمال بغداد التي يطالبون فيها بإيقاف عمليات الابتزاز التي يتعرض المئات منهم لها من قبل الضباط والمراتب المسؤولين عن إدارة السجن.
وقال القسم في تصريحات أدلى بها الاثنين السادس والعشرين من حزيران، إن معتقلي سجن التاجي يشكون انقطاع المياه عنهم في هذه الأيّام شديدة الحرارة من فصل الصيف، إلى جانب تعرّضهم للابتزاز من قبل إدارة السجن التي تطلب منهم أموالاً مقابل توفير الماء.
ويتزامن تصريح قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين مع اليوم الدولي للأمم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب.
ويبرز اليوم الدولي للأمم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب في السادس والعشرين من حزيران، اليوم التي دخلت فيه اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو غير الإنسانية أو المهينة حيز التنفيذ في عام 1987.
وتوجد 173 دولة من بينهم العراق طرفا في هذه الاتفاقية. غير أن العراق شهد جرائم تعذيب مروعة منذ عام 2003 بعد احتلاله من قبل القوات الأمريكية.
وتجنب الرئيس الأمريكي جو بايدن في اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب وهو يوجه انتقادات لـ”وحشية مروّعة” تمارسها السلطات الروسية على أراضيها وفي أوكرانيا، الاشارة الى جرائم التعذيب التي ارتكبتها قوات بلاده في العراق وافغانستان وقاعدة غوانتانامو العسكرية الأمريكية في كوبا.
وأوضح قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين أن الإجراءات التي تشهدها المعتقلات والسجون الحكومية المعلنة في العراق تعد من أسوأ وسائل الابتزاز بأنواعه المختلفة التي تمارسها السلطات بحق المعتقلين والمحكومين، فضلاً عن الإهمال والحرمان المعتمدين من جانب إدارات تلك السجون .
وقال مسؤول قسم حقوق الإنسان في الهيئة الدكتور أيمن العاني بأن الاستغاثة التي أطلقها المعتقلون في سجن التاجي جاءت بعد سلسلة من الإجراءات العقابيّة الجماعية ضد السجناء، ردًا على مطالبهم بتوفير المقومات الأساسية للحياة.
وأضاف أن هذا قد يفسر إصرار وزارة العدل في حكومة الاحتلال التاسعة على مواصلة منعها المنظمات الحقوقية من زيارة السجون والاطلاع على ما فيها.
وطالب قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين في العراق؛ جميع المنظمات والمراكز والهيئات الحقوقية المعنية بأوضاع السجون و السجناء؛ بممارسة الضغط على حكومة بغداد الحالية للسماح لكل من له مصلحة بزيارة السجون الحكومية للوقوف على حقيقة ما يجري فيها، مشددًا على أنها تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
وسبق أن أكد المرصد العراقي لحقوق الإنسان على أن السجون الحكومية في العراق ما تزال تشهد عمليات تعذيب بعد عقدين على احتلال البلاد.
ويتخذ السجانون في العراق أساليب متعددة في التعذيب، ويحاولون إبراز قوتهم على السجناء. ولا يقتصر التعذيب على مرحلة السجن، بل يكون في مراحل عديدة، منها الاعتقال، والتحقيق.
وشهدت الأعوام الأخيرة وفاة عدد كبير من المعتقلين بسبب عمليات التعذيب، وعلى الرغم من المبالغ الطائلة التي صرفت لتدريب المحققين والسجانين، إلا أن التعذيب ما زال مستمرًا وبات نهجًا.
وأكد رئيس المركز علي العبادي، على استمرار تعرض المعتقلين في السجون الحكومية لعمليات التعذيب الممنهج، فضلًا عن وجود حالات فساد في إدارة السجون.


الدكتور أيمن العاني: وزارة العدل في حكومة الإطار التنسيقي تمنع المنظمات الحقوقية من زيارة السجون والاطلاع على ما فيها

ودعا العبادي السلطات الحكومية إلى فتح السجون أمام المنظمات المدنية لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان هناك.
وتحدى رئيس المركز العراق لحقوق الإنسان رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني على نفي وجود حالات التعذيب في السجون.
وأضاف أن هناك وثائق وصلت للمركز من عدة سجون في البصرة وغيرها من المحافظات تثبت تعرض الموقوفين والمعتقلين إلى التعذيب.
وبيّن أن التعذيب في السجون يعطي إشارات ودلائل على انفلات الأوضاع رغم وجود قوانين ومواثيق دولية تمنع الانتهاكات ضد المعتقلين.
وقالت صحيفة “لو أورينت” الفرنسية إن السجون في العراق مليئة بالمعتقلين ظلمًا الذين تعرضوا لكل أنواع التعذيب مثل الصعق بالكهرباء، والخنق بأكياس بلاستيكية.
وطالبت الصحيفة بضرورة محاسبة المسؤولين عن ارتكاب هذه الانتهاكات بحق الأبرياء.
وذكرت أن معظم المعتقلين الذي تعرضوا لشتى أنواع التعذيب تم زجهم بوشاية المخبر السري على أساس طائفي أو شاركوا في تظاهرات ثورة تشرين.
وشددت على إجراء تحقيقات تكشف عن الانتهاكات المستمرة بحق المعتقلين، ويجب أن تشمل هذه التحقيقات جميع الحالات التي تعرضت للتعذيب بعيدا عن الانتقائية أو الإقصاء أو الاستهداف.
وشهدت السجون في المدن العراقية وفاة عدة معتقلين خلال الاسابيع الماضية تحت وطأة المرض وتردي اوضاع المعتقلين وانعدام الرعاية الصحية واللامبالاة الحكومية.
وتوفي معتقل في سجن الحلة الكبير نتيجة التعذيب والإهمال الطبي المتعمد.
وقال مصدر اعلامي إن المعتقل من أهالي الموصل وهو محكوم بالسجن المؤبد وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب، وقد توفي في المركز الصحي التابع للسجن نتيجة مضاعفات مرض التدرن.
يذكر أن العديد من المعتقلين يلقون حتفهم في السجون الحكومية بسبب التعذيب والإهمال الطبي المتعمد.
وتوفي أحد المعتقلين، في سجن الناصرية المركزي بمحافظة ذي قار؛ جرّاء التعذيب والإهمال الطبي المتعمد.
وأكد مصدر أمني وفاة معتقل بسجن الناصرية المركزي بعد تدهور حالته الصحية، مشيرًا إلى أن المتوفى من أهالي العاصمة بغداد، ويبلغ من العمر (46) عامًا، ومحكوم عليه بالإعدام وفق المادة 4 إرهاب الذي توظفه الحكومة لدوافع طائفية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى