أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

زعماء الإطار يعيدون توزيع الحصص بينهم في حكومة السوداني

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يتربص بتصدع قوى وميليشيات الإطار التنسيقي للأنقاض على حكومة محمد شياع السوداني.

بغداد- الرافدين
وصف مصدر مطلع على شؤون الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الأحزاب والميليشيات الولائية، الاجتماع المقرر لقيادات الإطار هذا الأسبوع بأنه لإقالة مسؤولين فشلوا في إدارة مناصبهم، تزييفا لحقيقة الخلافات العميقة بين قوى الإطار.
وأكد على أن الخلافات التي شهدها الاجتماعان الأخيران قبل إجازة عيد الأضحى في منزلي زعيم ميليشيا بدر هادي العامري ورئيس المجلس الأعلى همام حمودي، شهدت تراشقا واتهامات واستخدام مفردات “نابية” ما بين زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.
وأكد على أن الانقسام قد دب بالفعل بين قوى الإطار على توزيع “حصص” الحكومة والتقسيم المرتقب ما بعد انتخابات مجالس المحافظات.
وأعتبر تصريح مصدر في الإطار بأن الاجتماع المقبل لمناقشة اقالة مسؤولون فشلوا في إدارة مناصبهم ولم يتحملوا المسؤولية، محاولة أخيرة لاسترضاء المتصارعين بمناصب جديدة.
وشدد على أن المؤشرات تؤكد أن الخلاف وصل إلى مرحلة كسر العظم وانفراط العقد الهش للإطار التنسيقي قبل إعلان قوائم انتخابات مجالس المحافظات المؤمل اجراؤها نهاية العام الحالي.
ونقل عن أحد زعماء الإطار خلال الاجتماع الأخير في منزل حمودي، بعد اشتداد التنافس، قوله إن “زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر سيكون سعيدا جدا لو عرف بهذا الخلاف، فلماذا تمنحونه هذه الفرصة الثمينة”.
وقال “إن مقتدى يتربص بكم، وهو على استعداد للانقضاض على حكومتكم في اللحظة المناسبة”.
ولوحظ في الاجتماعين أن السوداني انصاع لإرادة المتصارعين ولم يظهر انحيازا لأي من الأطراف، بانتظار التوافق والقبول بما يقرره زعماء الإطار.
يأتي ذلك في وقت وصفت مصادر سياسية مقربة من حكومة محمد شياع السوداني، أن ايعاز زعيم التيار الصدري لاتباعه في التظاهر احتجاجا على حرق القرآن الكريم، لا تمت بصلة للنازع الديني، بقدر ماهي استعراض قوة في الشارع ورسالة إلى خصومه بانه موجود وإن كان خارج الحكومة.
وقالت “إن أتباع الصدر أنفسهم سبق وأن دمروا مساجد وحسينات المتنافسين معهم وأحرقوا ما بداخلها، وأن الفرصة أتته من معتوه في السويد ليستعرض قوة أتباعه في المنطقة الخضراء وأمام أعين زعماء الإطار”.
وينتظر أن يناقش اجتماع زعماء الإطار التنسيقي بحضور رئيس الحكومة ملف تغيير المناصب الوزارية ومن هم بدرجة وزير أو وكيل وزارة، والمحافظين “غير الأكفاء وغير القادرين على تحمل المسؤولية” وفشلوا في إدارة المهام الموكلة لهم خلال الفترة الماضية.
غير أن مراقبين يؤكدون على أن هذا الإعلان هو اعتراف بتصدع الإطار والخلافات مستمرة في داخله على الزعامة. والتذرع بتغيير الفاشلين لا تغير حقيقة ما يجري داخل الإطار.
وقال المحلل السياسي بهاء خليل في تصريح لقناة “الرافدين” “قوى الإطار التنسيقي تعاني تصدعًا كبيرًا وخلافاتها طفت على السطح بشكل واضح بعد تشكيل حكومة السوداني وتفاقمت مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات”.
يأتي ذلك بعد أن عزا مصدر إعلامي مقرب من الإطار التنسيقي، الخلافات التي دبت داخل قوى الإطار تعود إلى الطموح الذي أعلن عنه زعيم ميلشيا العصائب قيس الخزعلي ليتزعم الإطار.
وذكر المصدر في تصريح مكتوب مرسل لقناة “الرافدين” أن الخزعلي يقدم نفسه كزعيم إلى قوى الإطار وبمثابة نسخة طائفية جديدة من نوري المالكي، الأمر الذي أثار الانقسام.
وظهرت الخلافات مع غياب المالكي عن الاجتماع الأخير لقوى الإطار التنسيقي في منزل زعيم ميليشيا بدر هادي العامري، الذي حضره رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، وغاب عنه المالكي.
ولم يخفِ الخزعلي وبعض الداعمين له خلال الاجتماع رفضه تفرد المالكي بالقرار فيما يتعلق بانتخابات مجالس المحافظات.
وأكد المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” على أن إيران أرسلت قياديا معروفا من فيلق القدس بالتزامن مع وصول قيادي من حزب الله اللبناني إلى بغداد، من أجل تلافي الخلاف على المصالح والزعامات داخل القوى والميليشيات الولائية قبل انتخابات مجالس المحافظات المؤمل إجراؤها قبل نهاية عام 2023.

بهاء خليل: قوى الإطار التنسيقي تعاني تصدعًا كبيرًا وخلافاتها طفت على السطح بشكل واضح بعد تشكيل حكومة السوداني

وقال إن الموفدين الإيراني واللبناني لم يحققا أي تطور في رأب الصدع داخل الإطار، وذلك ما يفسر غياب المالكي عن الاجتماع الذي حضره الخزعلي في منزل العامري.
وأكد على صحة الأخبار التي تحدثت عن زيارة هادي العامري وقيس الخزعلي ورئيس هيئة الحشد فالح الفياض إلى إيران الأسبوع الماضي وعقدوا اجتماعات عدة في العاصمة الإيرانية طهران، مع شخصيات بارزة لبحث التحالفات الانتخابية لقوى الإطار التنسيقي لخوض انتخابات مجالس المحافظات.
وشدد على أن الزيارة إلى طهران لم تسفر عن نتائج مرضية لهم، الأمر الذي يفسر زيارة القيادي في فيلق القدس المتواجد حاليا في بغداد على الرغم من إجازة عيد الأضحى المبارك.
وجاءت زيارة زعماء في الإطار إلى طهران بعد الخلافات الأخيرة حول تشكيل التحالفات الانتخابية لمجالس المحافظات.
وعاد الخزعلي والعامري والفياض، إلى العاصمة بغداد دون التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تشكيل تحالف انتخابي كبير يضم كل أطراف الإطار والفصائل المسلحة، خصوصاً أن الرغبة الإيرانية كانت تدفع بهذا الاتجاه.
وعزا مصدر سياسي متابع للخلافات بين قوى وميليشيات الإطار، زيارة المسؤول الإيراني إلى بغداد إلى محاولة طهران ضبط إيقاع قوى الإطار التنسيقي التي بدأت أطراف رئيسية فيها إظهار هذه الخلافات للعلن.
وشدد على أن هذا الصراع على المصالح والزعامة أنهك الإيرانيون بسبب حركة الذهاب والإياب لأجل حلحلة هذه الوضع.
وقال إن الخزعلي يحاول أن يكون المالكي الجديد من خلال إزاحته واللعب على وتر ثنائية العلاقات بين أمريكا وإيران، إلا مشكلة الخزعلي أنه بدأ يتصور نفسه أكبر من حجمه.
وأضاف أن زعيم ميليشيا العصائب يرى أن حكومة السوداني دون التيار الصدري فرصة لا مثيل لها، والمالكي كذلك يرى ذلك، ولكن كلاهما يريد من أن يكون السوداني منصاعا لمطالبهما ومصالحهما السياسية والمالية.
وقال إن ذلك لا يرضي إيران وفق تعليمات المرشد علي خامنئي الذي يضع “وحدة الطائفة فوق أي اعتبار وطني عراقي”.
وأضاف أن واشنطن تتوافق مع طهران على هذا التخادم وإبقاء الوضع علما ما هو عليه في حكومة السوداني.
وكانت السفيرة الأمريكية في العراق ألينا رومانوسكي قد زارت نوري المالكي وعمار الحكيم زعيم تيار الحكمة ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، مشددة على أنها لا تسمح بالخلافات داخل الإطار تنعكس على استقرار حكومة السوداني.
مقابل ذلك تحاول إيران ضمان عودة أو دخول التيار الصدري لانتخابات المحافظات لأجل إعادة التوازن إلى القوى الولائية التابعة لها وهذا الأمر لم يتحقق على الرغم من تحسن العلاقات بين طهران وزعيم التيار مقتدى الصدر.
وأقر القيادي في الإطار التنسيقي، عائد الهلالي، بوجود خلافات بين قوى الإطار التنسيقي حول موعد انتخابات مجالس المحافظات.
يأتي هذا فيما أكدت مفوضية الانتخابات عدم وجود ما يعرقل إجراء الانتخابات المحلية بموعدها المقرر في نهاية العام، وهو محل خلاف بين الأحزاب ويؤكد عدم الشفافية والتخوف من استغلال الأحزاب الكبيرة الموعد لتمرير مرشحيها على حساب الأحزاب الصغيرة التي تعاني من استحواذ الأحزاب والميليشيات الحاكمة على كل مفاصل الدولة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى