أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

السفير الإيراني ينقذ مقار حزب الدعوة من أتباع التيار الصدري

الصراع بين أتباع التيار الصدري وحزب الدعوة تحت السيطرة الإيرانية، ولم يخرج عن الحدود المسموح بها في الخلاف. فيما تمارس حكومة محمد شياع السوداني دور المتفرج الصامت.

بغداد- الرافدين
وصفت مصادر أمنية وسياسية الصراع بين أتباع التيار الصدري وحزب الدعوة بأنه تحت السيطرة الإيرانية، ولم يخرج عن الحدود المسموح بها في الخلاف بين أحزاب وميليشيات إيران في العراق. فيما تمارس حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني دور المتفرج الصامت.
وذكرت المصادر أن الرسائل الإيرانية توالت على زعيم التيار الصدري بمجرد خروج أتباعه لمهاجمة مقار حزب الدعوة في عدة محافظات مساء الأحد.
ونقل السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق عبر أحد كبار العاملين في السفارة الإيرانية رسالة شفهية إلى التيار الصدري تشدد على وصية المرشد الإيراني علي خامنئي على أن “وحدة الطائفة فوق أي اعتبار سياسي أو وطني عراقي”.
وأعرب السفير الإيراني عن أمله في عودة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى العملية السياسية، مشددًا على أهمية وجوده في المشهد السياسي.
وعما إذا كان السفير الإيراني قد اتصل بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بعد مهاجمة أتباعه مقار حزب الدعوة، رفض مصدر مقرب من التيار الصدري تأكيد ذلك، مشددًا على أن الرسالة الإيرانية وصلت في النهاية إلى مقتدى الصدر.
وأكد على أن زعيم التيار الصدري قد حسّن العلاقة بشكل كبير مع الإيرانيين في الأشهر الأخيرة.
وكان مقتدى الصدر قد رد في بيان بعد قيام أتباعه بحرق مبان لحزب الدعوة في محافظات بغداد والبصرة والنجف وذي قار وديالى وميسان، نقله عنه صالح محمد العراقي المعروف بـ “وزير الصدر” “، اطلعت على بيان حزب الدعوة، بعيدًا عن توجّهات كبيرهم (في إشارة إلى نوري المالكي)، وبعيدًا عن ميليشيات مواقع التواصل الاجتماعي كحركة (بشائر الشر) – جناح يتزعمه ياسر صخيل صهر المالكي- فشكرًا لتجاوبهم مع مطلبنا بسنّ قانون يجرّم التعدّي على العلماء بغير وجه حق”.
وأكدت المصادر الأمنية أن بيان الصدر يؤكد “نجاح” التأثير الإيراني لمنع اندلاع شرارة التقاتل بين الأتباع في العراق”.
ولا تزال طهران تنظر إلى مقتدى الصدر على أنه حليف مفيد ويستحسن الاحتفاظ به على الرغم من انتقاداته العنيفة لاتباعها في الإطار التنسيقي في العراق.
ولم تتخذ إيران أي خطوة ضد الصدر، لأنها لا تزال تعتبره حليفًا يستحق أن تحافظ عليه.
وترى طهران أن بمقدورها استخدام أنصار الصدر، في ممارسة التخادم القائم بينها وبين الولايات المتحدة في العراق.
وسبق أن طالبت وكالة “تسنيم” الناطقة باسم الحرس الثوري الإيراني، بالتفاعل مع مقتدى الصدر وتياره ومنحه المكانة خاصة في “محور المقاومة” منوهة إلى أنه يجب ألا ينسى وجود فراغ داخل الإطار التنسيقي الموالي إلى طهران.
وطالب علي رضا مجيدي المقرب من الحكومة الإيرانية، بضرورة الحفاظ على مقتدى الصدر، معتبرًا إياه داعمًا للمقاومة.
وقال مصدر مقرب من الحرس الثوري الإيراني إنه لايزال الصدر معاديًا لأمريكا ولهذا فإنه ليس من مصلحتنا أن نكون في عداء مع هكذا شخص.
وشن أتباع التيار الصدري فجر الأحد عدة هجمات على مقار حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، انتقامًا من إهانة الحزب لمحمد صادق الصدر، والد مقتدى.
وقال عضو بارز في التيار الصدري، إن “تحرك التيار الصدري نحو إغلاق بعض مقرات حزب الدعوة في مدن عراقية مختلفة، جاء ضمن توجيهات مركزية صادرة من قيادة التيار”.
وأضاف في تصريحات تداولتها وسائل اعلام عراقية وعربية “هذا التوجّه رد فعل على توجيه الإساءة للمرجع الصدر من قبل شخصيات ومنصات تابعة بشكل رسمي لحزب الدعوة ومدعومة بشكل مباشر من زعيم الحزب نوري المالكي وحركة البشائر التي يتزعمها ياسر المالكي صهر زعيم حزب الدعوة”.
وتأتي الهجمات في إطار أحدث صراع على الحصص السياسية والمنافع بين الصدريين وحزب الدعوة بعد أن طبعت العلاقات بينهما حالة من الخصام والعداء الشديد منذ عام 2007، حين قاد المالكي وقتذاك حملة عسكرية ضد جيش المهدي التابع للتيار الصدري في البصرة وبغداد.
ونفت مصادر في حزب الدعوة، علم الحزب بالأسباب التي دعت الصدريين إلى هذا الفعل، لكنها رجحت أن تكون وراء ذلك دوافع انتخابية؛ إذ يسعى الصدريون إلى تأجيل الانتخابات المحلية المقررة في كانون الأول المقبل إلى تاريخ آخر يتزامن مع الانتخابات العامة في 2024.
وكان حسن العذاري، رئيس الكتلة الصدرية المستقيلة من البرلمان، قد استبق الهجمات الليلية ببيان انتقد فيه حزب الدعوة بزعامة المالكي وميليشيا العصائب بزعامة قيس الخزعلي، ودعا إلى سن قانون يجرّم الإساءة لمحمد صادق الصدر.
وظهر الصدر متبوعًا بالعذراي في جولة في محافظة النجف على مبان تعرضت إلى هجوم أتباعه.
واتهم حزب الدعوة بشن حملة إعلامية، هدفها الإساءة والتشكيك بشخص والد مقتدى الصدر.
بدوره، حذر حزب الدعوة، في بيان، مما وصفها بـ”الفتنة العمياء”، مؤكدًا موقفه المؤيد والمناصر لمحمد صادق الصدر، قبل عام 2003 وبعده.
وقال مسؤول أمني حكومي، إن قوات الأمن لم ترصد أي خسائر أو إصابات، كون مقرات حزب الدعوة كانت خالية من الأشخاص، لكن عددًا منها تعرض للحرق أو التخريب.
وأكد على أن المهاجمين من أعضاء التيار الصدري، ويظهر أنهم كانوا يتحركون بشكل متفق عليه سابقًا، على غرار أحداث سابقة للتيار الصدري.
وأعتبر أن عودة الصدريين للتحرك مجددًا يعني أن فترة الانكفاء سياسيًا وشعبيًا للصدريين انتهت. واصفًا ما حدث فجر الأحد، بأنه “استعراض قوة أمام باقي الأحزاب المنافسة”.
وقال علينا توقّع المزيد، خصوصًا مع قرب الانتخابات المحلية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى