أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

ميليشيات ولائية تستعرض تهديداتها بعد حجب تطبيق “تليغرام” في العراق

وزارة الاتصالات في حكومة الإطار التنسيقي تبرر حجب تطبيق "تليغرام" بالحفاظ على الأمن القومي.

بغداد- الرافدين
صعدت ميليشيات ولائية من حدة خطابها تجاه رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني في مسعى للحصول على المزيد من حصص الدولة عبر التهديد بحشد عناصرها واستهداف المصالح الحكومية والوزارات.
وشنت الحسابات التابعة للميليشيات على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة بعد حجب تطبيق “تليغرام” متهمة وزارة الاتصالات الحالية بالوقوف وراء حجب التطبيق في العراق ما عدته استهدافا لها.
جدير بالذكر أن غالبية الميليشيات تستخدم تطبيق “تليغرام” الذي يحظى بمتابعة واسعة في العراق، لتمرير رسائلها وتهديداتها.
وأعلنت وزارة والاتصالات الحالية، الأحد، حجب التطبيق في البلاد رسميا.
وقالت الوزارة في بيان أصدرته بعد الضجة التي أحدثها توقف التطبيق، إن “حجب تطبيق تليغرام جاء بناء على توجيهات الجهات العليا لمحددات تتعلق بالأمن الوطني، وحفاظا على البيانات الشخصية للمواطنين، التي خرق التطبيق المذكور سلامة التعامل، بها خلافا للقانون”.
وأضافت أن “مؤسسات الدولة، ذات العلاقة، قد طلبت مرارا، من الشركة المعنية بإدارة التطبيق المذكور، التعاون في غلق المنصات التي تتسبب في تسريب بيانات مؤسسات الدولة الرسمية والبيانات الشخصية للمواطنين، مما يشكل خطرا على الأمن القومي والسلم المجتمعي، إلا أن الشركة لم تستجب ولم تتفاعل مع أي من تلك الطلبات”.
وتحدث عدد من المدونين عن خبر توقف التطبيق في مختلف مناطق العراق، مبينين أن خللا أصاب التطبيق ما أدى إلى صعوبة استخدامه بشكل طبيعي.
وتوقف تطبيق تليغرام في العراق منذ يوم السبت بشكل مفاجئ ما أثار ضجة بين مستخدمي التطبيق مع تضارب في الآراء حول الأسباب الحقيقية وراء تعطل البرنامج.
وهددت ميليشيا “أصحاب الكهف” الموالية لإيران باستهداف المصالح الأمريكية في البلاد، ودعت إلى تظاهرات ضد حكومة السوداني. في محاولة لكسب المزيد من الخدمات والحصص السياسية من قبل الحكومة.
ودعت الميليشيا أنصارها إلى إعداد البرامج لسلسلة تظاهرات وصفتها بالعارمة أمام السفارة الأمريكية في بغداد.
وطالبت في بيان بتشكيل قوة وصفتها “بالشعبية الدينية” مضيفة أنه سيتم الإعلان عن موعد التظاهرات لاحقا.
واستمرت دعوات الميليشيات إلى التظاهر واستهداف الوزارات بعد توقف التطبيق، حيث هدد “فاطميون” وهي منصة إعلامية تابعة لميليشيا الحشد بتجاوز الخطوط الحمراء حسب وصفه.
وذكرت المنصة في تعليق على موقع “إكس” (تويتر سابقا)، إن “حجب الخدمة داخل العراق على منصة تليغرام قرار تعسفي وتكميم للأفواه من قبل الحكومة”.
وهددت إن لم يرفع الحجب بأنها سوف نتجاوز كل الخطوط الحمراء، وزعمت بأن “جميع قواعد البيانات متوفرة لديها ولن يسلم أي موقع لأي وزارة وأهمها وزارة الاتصالات ولا أي قواعد بيانات تابعة لأي وزير”.
فيما أصدرت ميليشيا تسمي نفسها بـ “أبناء أبي آلاء الولائي” رسالة تهدد فيها بوقف الدعم لحكومة الإطار التنسيقي في حال استمرار توقف خدمة تليغرام، مضيفة أنها ستعلن المعارضة لكل أنشطة الحكومة.
وتعمل غالبية الميليشيات تحت أنظار حكومة الإطار التنسيقي برئاسة السوداني، كما أنها مشاركة في ميليشيا الحشد ولدى بعضها ممثلين في مجلس النواب.
وتفند تهديدات الميليشيات باستهداف الوزارات، المزاعم الحكومية في أن تلك الفصائل تخضع لسلطة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وسبق للميليشيات التصادم مع القوات الأمنية في أكثر من حادثة كما في اشتباك ميليشيا كتائب حزب الله مع عناصر من الشرطة الاتحادية في منطقة الدورة جنوبي بغداد.
ويتهم السوداني منذ توليه السلطة بتمكين ميليشيا الحشد من مقدرات الدولة وتعزيز نفوذها على حساب القوات الأمنية، بعد اتفاق أحزاب الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية، بتشكيل الحكومة.
وتضاعفت ميليشيات الحشد إلى 238 ألف فرد وبميزانية تقدر بثلاثة مليارات دولار من الميزانية التي أقرت مؤخرا، وفق اللجنة المالية بالبرلمان الحالي.
ولا يعول غالبية المراقبين على تهديدات الميليشيات لحكومة السوداني، معتبرين البيانات مجرد ورقة ضغط واستعراض إعلامي لهذه الميليشيات في الأوساط العراقية.

رافع الفلاحي: الميليشيات التي هددت السوداني بسبب حجب تطبيق تليغرام تؤكد زيف مزاعم خضوعها لسلطة الحكومة

ويرون بأن قرار مهاجمة السفارات الغربية في بغداد يتخذ في فيلق القدس الإيراني وينفذه الأتباع في بغداد.
وقال المحلل السياسي رافع الفلاحي إن جميع الميليشيات التي أصدرت بيانات التهديد مجرد عصابات تتحرك وتتصرف تحت مظلة الحكومة وأمام أنظارها وتقرر ما تراه إيران لسياسة العراق.
وشدد الفلاحي في تصريح لقناة “الرافدين” على زيف المزاعم الحكومية بأن هذه الفصائل تخضع لأوامر القائد العام للقوات المسلحة وأنها جزء من الحشد الشعبي.
وأضاف “السلاح المنفلت بيد هذه الميليشيات أداة إيرانية تستخدمها وقت الحاجة سواء في الضغط أو الابتزاز والاغتيال والقتل على الهوية”.
وقلل من أهمية البيانات والتهديدات من قبل الميليشيات لحكومة السوداني، لأن مصدر القرار يتخذ في طهران وليس في بغداد، وجميع المؤشرات تجمع على أن سياسة التخادم الأمريكي الإيراني مستمرة في العراق وأن التهدئة بينهما قائمة للمحافظة على حكومة الإطار التنسيقي.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى