أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

مسيحيون يقفون بوجه التغيير الديموغرافي لمدينة الموصل من قبل ميليشيا الحشد

مطارنة الموصل: ميليشيات الحشد الشعبي التي استولت على العديد من مراكز مدينة الموصل تمنع عودة الآلاف من العوائل المهجرة، وتسعى للاستيلاء على أملاكهم وإحلال آخرين محلهم.

نينوى- الرافدين
وقف مسيحيو الموصل بوجه عملية التغيير الديموغرافي التي تقودها ميليشيات الحشد الشعبي لمحو الطبيعة السكانية في المدينة، وفق مخطط استراتيجي إيراني يمنح طهران إطلالة على البحر المتوسط عبر طريق العراق سوريا لبنان.
وقاد رئيس أساقفة الموصل المطران نجيب موسى ميخائيل التظاهرة التي دعا إليها مجلس مطارنة محافظة نينوى بسبب عدم جدية حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني في حلحلة أزمات المسيحيين وبعد أن اتهم أساقفة الموصل قائد عمليات نينوى وقيادات لواء 30 بتكميم أفواههم.
ويقول مطارنة الموصل إنّ ميليشيات الحشد الشعبي التي استولت على العديد من مراكز المدينة تمنع عودة الآلاف من العوائل المهجرة، وتسعى للاستيلاء على أملاكهم وإحلال سكان آخرين محلهم.
ولا تتوقف ميليشيات الحشد، عن تنفيذ عمليات دهم وتفتيش تطال عدة مناطق في مدينة الموصل، وسط مخاوف من وقوع انتهاكات إنسانية.
وذكرت مصادر محلية، أن الميليشيات تواصل عمليات تفتيش واسعة تطال عدة مناطق غربي الموصل، مشيرة إلى أن القوات المقتحمة أقدمت على غلق مداخل ومخارج المناطق المشمولة بالتفتيش، ونفذت مداهمات بحجة البحث عن مسلحين.
وتسيطر الميليشيات على معظم مناطق محافظة نينوى، وتمارس عمليات قتل وخطف وسرقة على مرأى وسمع القوات الحكومية، كما تنفذ بشكل مستمر حملات دهم وتفتيش تعسفية تتخللها انتهاكات صارخة بحق المدنيين الأبرياء.
وتنتشر الأوقاف المعنية بالمسيحيين التي تعمل الميليشيات على الاستحواذ عليها عبر الميليشيا التي يتزعمها ريان الكلداني، في مختلف أنحاء العراق، ولكنّها تتركز في بغداد ونينوى، وتبلغ قيمتها الإجمالية المليارات من الدولارات.
وقال صحفيون إن ميليشيات الحشد الشعبي المسيطرة على بلدة قره قوش مركز قضاء الحمدانية شرق الموصل، ومنعت المراسلين من الدخول إلى البلدة لتغطية الوقفة الاحتجاجية للمسيحيين في القضاء احتجاجاً على التغيير الديمغرافي، وقامت بسحب بطاقاتهم الصحافية.
وشددوا على أن عملية الإيقاف تمت من قبل نقطة التفتيش التابعة للواء 50 من الحشد الشعبي في مفرق قضاء الحمدانية عندما كانوا يرغبون بدخول البلدة.
وذكر بيان باسم مئات المحتجين تلي في التظاهرة في بلدة قره قوش مركز قضاء الحمدانية، شرق الموصل، بأن “الصعوبات قد زادت والهم المسيحي قد تضاعف وباءت أحلامنا تتلاشى، حيث أصبح من الصعب علينا أن نختار من يمثلنا وأراضينا أصبحت بعيدة المنال ورموزنا الدينية تُهان دون حساب، وقواتنا الأمنية من أبناء منطقتنا أيضًا نالوا حصتهم من الانقسام والتفرقة، وعلى الرغم من المناشدات الكثيرة التي قمنا بها وخاطبنا الجميع وبصوت واحد، كانت النتيجة غير مرضية”.
وطالب المحتجون إيقاف محاولات التغيير الديموغرافي التي تجري في مناطق مختلفة من سهل نينوى، وباتت تهدد وجود المسيحيين على الأرض، وتشريع قانون انتخابي عادل، يتساوى فيه أبناء الشعب العراقي في انتخاب ممثليهم في السلطة، مطالبين بضرورة حماية حقوق العراقيين من قبل الحكومة دون أن يتدخل بها حزب أو قوى سياسية.


المطران نجيب موسى ميخائيل: حقوق المسيحيين منتهكة بشكل أو بآخر، ولا يرون أي دعم من الحكومة في بغداد

واتهم رئيس أساقفة الموصل قائد عمليات نينوى وقيادات لواء 30 بتكميم أفواههم، للتغطية على عمليات التغيير الديموغرافي الجارية في المدينة وغيرها من أطراف المحافظة.
وأكد المطران ميخائيل على أن حقوق المسيحيين منتهكة بشكل أو بآخر، ولا يرون أي دعم من الحكومة، وكذلك الحقوق من حيث التعيينات أو فرص العمل أو المساواة في قوانين الدولة.
وأوضح أن هنالك الكثير من الأمور في الدولة فيها إجحاف بحق المسيحيين وكذلك الإخوة الأيزيديين والكاكائية والصابئة المندائية وغيرهم، وما يجري لهذه المكونات الأصيلة الجميلة التي تعطي نكهة للعراق وحضارته القديمة يعد خسارة للجميع.
وكان رئيس كتلة (بابليون) التابعة للحشد الشعبي ريان الكلداني في مركز الاتهامات بسعيه للاستيلاء على أملاك تابعة للكنيسة الكلدانية تعادل المليارات من الدولارات، وذلك لخدمة مخططات الميليشيات التي يعمل لصالحها.
ونقلت صحيفة العرب اللندنية عن مصادر تأكيدها رفض ميليشيات الحشد الانسحاب من المناطق السكنية والبلدات المأهولة بالسكّان في الموصل. والأمر نفسه يحدث في صلاح الدين والرمادي، وذلك في إطار برنامج لإحلال أسر شيعية من أفراد الحشد محل السكان المهجرين الذين يتم حرمانهم من العودة.
ويطالب أهالي الموصل بإخراج فصائل الحشد الشعبي من المدينة، ووقف عسكرة المجتمع، وإنهاء صفحة “المدن منزوعة السكّان” التي تحتلها الميليشيات وترفض إعادة أهلها.
وقال مصدر في البرلمان الحالي إنّ “الفصائل المسلحة والميليشيات تعمل على أكثر من هدف في تلك المدن، فهي تمارس نشاطات سياسية وأمنية واقتصادية، إضافة إلى هدف خطير يحظى بدعم سياسي وخارجي، وهو التغيير الديموغرافي، نظراً إلى أنّ سكان بعض البلدات من طيف واحد.
ويشير المصدر إلى “تحويل الكثير من الأراضي الزراعية إلى منازل لقادة الميليشيات والقيام بنشاطات زراعية فيها، من دون علم أصحابها الذين يسكنون في خيام النازحين في مناطق متفرقة، من بينها إقليم كردستان، شمال البلاد”.
ومن أبرز الفصائل التي تقود عمليات التشييع كتائب حزب الله، وحركة النجباء، والإمام علي، وعصائب أهل الحق، والتي تملك ما لا يقلّ عن (50) ألف عنصر مسلح ينتشرون في نحو (25) مدينة وبلدة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى