أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

السوداني يعيد نفس مشاهد الكاظمي ويبيع الوعود الزائفة للعراقيين

رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني يعد بالتوقف عن استيراد الغاز الإيراني خلال ثلاث سنوات بافتتاح محطة للطاقة الكهربائية في ميسان سبق أن أفتتحها سلفه الكاظمي.

بغداد- الرافدين
فند عراقيون مزاعم رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني بشأن إنهاء أزمة الكهرباء في العراق والتخلي عن استيراد الغاز الإيراني خلال ثلاث سنوات.
وأجمع عراقيون على أن السوداني لا يكتفي ببيع الوهم والوعود الزائفة للعراقيين، بل أنه أعاد افتتاح نفس محطة الطاقة الكهربائية في محافظة ميسان التي سبق أن افتتحها سلفه مصطفى الكاظمي في حزيران عام 2022.
وتداول عراقيون صورتين عن حفل الافتتاح حيث تظهر نفس الشخوص الذين رافقوا الكاظمي في حفل افتتاح المحطة مع السوداني.
وقال السوداني خلال مشاركته في افتتاح وحدتين لإنتاج الطاقة الكهربائية بطاقة 250 ميغا واط في محافظة ميسان “سيكون العراق أمام استحقاق مهم، وهو انتفاء الحاجة للغاز المستورد خلال مدة لا تزيد عن ثلاث سنوات حال إكمال هذه المشاريع، التي ستوفر أيضًا استقلالية الطاقة والاعتماد على الغاز العراقي”.
بينما قال الكاظمي خلال افتتاح نفس المحطة في حزيران عام 2022” هذه المحطة ستستخدم الغاز المحلي من حقول الغاز في محافظة ميسان؛ وهذا تطور نوعي جديد في مجال الطاقة وإنتاج الكهرباء؛ لأنها ستساهم في تقليل الاعتماد على الغاز والكهرباء المستوردين “.
ويحاول رؤساء الحكومات والوزراء اللعب على التصريحات الإعلامية والوعود الزائفة لتهدئة الشارع العراقي الغاضب من الفشل والفساد الحكومي في معالجة ملف الكهرباء وبعد عشرين عامًا من الوعود.
وتناقض تصريحات وزير الكهرباء الحالي عادل كريم، مزاعم رئيس الحكومة، عندما قال كريم “إن قطاع الكهرباء يحتاج إلى 3 تريليونات دينار عراقي كحد أدنى لسد احتياجات الصيف الحالي من الطاقة، ونحن أمام مستقبل ضبابي سينعكس سلبيًا على حياة المواطن”.
وقال مدير مركز الوقود في وزارة الكهرباء سعد فريح جاسم أن العراق بحاجة للغاز الإيراني لمدة من 6 إلى 10 سنوات.
وأضاف أن وزارة الكهرباء لديها عقدان مع الجانب الإيراني منذ عام 2017 في إطار الغاز المورد ويفترض في كل عقد تزويد العراق ب 35 مليون متر مكعب من الغاز.
ويتنافى هذا الكلام مع مزاعم السوداني بشأن إنهاء استيراد الغاز الإيراني خلال ثلاث سنوات.
واستهجن مدونون عراقيون تصريحات السوداني قائلين إن “رئيس الحكومة مصمم على عدم إعادة الكهرباء للعراق بتواطؤ مع أحزاب السلطة ليبقى في المنصب وتستمر سرقة الأموال”.
وأكدوا على أن أزمة الطاقة في العراق مثيرة للضحك فعلى الرغم من الأموال الكبيرة التي صرفت منذ 2003 على قطاع الكهرباء لكن لهيب الصيف ما زال يحرق أجساد العراقيين.
وليست المرة الأولى التي يلجأ فيها رئيس حكومة الإطار التنسيقي إلى الوعود الزائفة ومزاعم إنجاز المشاريع، الأمر الذي دفع مراقبون إلى وصفه بـ “بائع الوهم”.


سعد فريح جاسم: العراق بحاجة للغاز الإيراني لمدة من 6 إلى 10 سنوات

فسبق أن زعم السوداني بأن حكومته أنجزت 80 بالمائة من خطتها وبعد شهرين من إعلان الحكومة، كما زعم في احتفالات إعلامية بأنه سينهي أزمة السكن في العراق والقضاء على المخدرات.
وسقطت مصداقية رئيس الوزراء الحالي بعد أن وعد باستعادة أموال سرقة القرن خلال أسبوعين من إطلاق سراح نور زهير، المدان بسرقة 2.5 مليار دولار من أموال الضريبة العامة.
ولم يتحقق لحد الآن استعادة أموال سرقة القرن مع عروض السوداني ورئيس هيئة النزاهة حيدر حنون وسط أكداس من الأموال، حيث وصفتها وسائل إعلام دولية ب “الكوميديا المسرحية” للتغطية على لصوص الدولة.
وتبدو وعود السوداني بشأن التوقف عن اعتماد محطات الكهرباء في العراق على استيراد الغاز الإيراني مثيرة للتهكم في الأوساط العراقية.
وقال النائب أوميد محمد إن أزمة الكهرباء لن تنتهي إذا لم تشخص الحكومة العوامل المسببة للأزمة نفسها.
وأضاف أن أزمة الكهرباء ليست وليدة الصيف الجاري، بل هي ممتدة منذ عام 2003 حينما لم يتم حل المشكلة بسبب سوء إدارة الملف وعدم وجود إجراءات حكومية حاسمة في تصحيح أوضاعه.
وشدد على أن هدر المليارات من أجل زيادة الإنتاج، لن ينجح في استيعاب تنامي الطلب على الكهرباء.
وعزا الكاتب السياسي بهاء خليل أساس المشكلة التي يعاني منها العراق في إنتاج الكهرباء إلى “السياسة الخبيثة” التي انتهجتها حكومة نوري المالكي والتي وضعت الكهرباء في العراق رهينة بمدى رضا إيران عن الساسة العراقيين.
وقال “إيران لا تسمح حاليًا باستخراج الغاز العراقي ولا تسمح ببناء محطات حرارية ولا تسمح أيضًا بالربط الكهربائي مع دول الجوار وأي حكومة تقف بالضد من أوامر طهران ستجد نفسها أمام عمليات إرهابية تستهدف خطوط نقل الطاقة وأبراج الضغط العالي كما حدث في صيف 2021 من خلال تحريك ميليشياتها في العراق”.
وقال الباحث السياسي الدكتور هلال الدليمي إن “ملف الطاقة في العراق مليء بالوعود الحكومية الكاذبة فمنذ سنوات ونحن نستمع إلى الأحاديث الواهية بأن العراق سيحقق الاكتفاء الذاتي وسيصدر الكهرباء إلى جواره”.
وأكد الدليمي في تصريح لقناة “الرافدين” على أن المشكلة الحقيقية تكمن فيمن يدير ملف الكهرباء ولمصلحة من يعمل، فالمعلوم من الناحية الفنية أن كل الكوادر الفنية المتميزة قد تم الاستغناء عنها واستبدالهم بأشخاص مشلولي الحركة، أو ولاؤهم للخارج لمراعاة المصلحة الإيرانية.

مشهد الكاظمي سيتكرر مع السوداني
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى