أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

هيئة علماء المسلمين: واشنطن استدعت الوفد الأمني لواشنطن لتؤكد وصايتها على حكومات بغداد

حين ينص بيان حوار التعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة وحكومة الاحتلال التاسعة على عقد حوارات تعاون بشأن تهديد داعش، دون أي ذكر للميليشيات المدعومة إيرانيًا؛ فإن دلالة التخادم بين واشنطن وطهران تكون أكثر بيانًا وأشد وضوحًا من ذي قبل.

عمان- الرافدين
قالت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق إن في حرص واشنطن بين حين وآخر على استدعاء المسؤولين الحكوميين، والإعلان عن عقد مثل هذا النوع من الحوارات؛ رسالة للرأي العام الدولي والإقليمي، تذكّر فيها بأن وصايتها على حكومات بغداد المتعاقبة قائمة وغير منقطعة، وأن مشروعها هو المتحكم في المشهد العراقي أساسًا، بيد أن المتعلقات الأخرى ذات الصلة بالمتخادمين معها في المنطقة، ولاسيما إيران، لها مقتضياتها وخصائصها التي لا يمكنها أن تستعلي على المصلحة الأمريكية في بقاء العملية السياسية بأي ثمن، ومنع انهيارها، ومحاولة تجديد دمائها،بلا طائل يذكر حتى الآن.
وذكرت الهيئة في بيان صدر الجمعة بشأن “حوار التعاون الأمني المشترك” بين الولايات المتحدة وحكومة الاحتلال التاسعة، “استدعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وفدًا من حكومة الاحتلال التاسعة ضم وزير الدفاع، ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب، ورئيس أركان الجيش، ونائب قائد العمليات المشتركة وعددًا من المستشارين والضباط من رتب مختلفة، وعقدت معهم اجتماعًا في مقر الوزارة بواشنطن تحت عنوان (حوار التعاون الأمني المشترك)، في السابع والثامن من آب ونتج عنه بيان مشترك تولى الطرف الأمريكي وضع بنوده”.
وبحسب البيان؛ فإن هذا الحوار هو امتداد لما يسمى “الحوار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق” الذي عقد في تموز-2021 وما تبعه من تشكيل “لجنة التنسيق العليا بين الولايات المتحدة والعراق” التي أعلن عنها في شباط 2023. وعلى الرغم من أن مخرجات الحوار الجديد ليست فيها زيادات تتعلق بمجريات المشهد العراقي؛ إلا أننا في الهيئة رصدنا في البيان عدة أمور؛ فضلا عن المخاطر التي تكمن في علاقة التخادم المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران المتحكمتين في العملية السياسية في العراق ومخرجاتها:
وذكرت هيئة علماء المسلمين التي تعد في مقدمة القوى الوطنية الرافضة للاحتلال الأمريكي وما نتج عنه من عملية سياسية تقسيمية “أكد البيان على التزام حكومة بغداد بحماية الأفراد والمستشارين الأمريكيين والتحالف الدولي، والقوافل والمنشآت الدبلوماسية، وهذا يكشف بوضوح عن بطلان مزاعم قوى الإطار التنسيقي حينما تدعي (المقاومة) ومعاداة الاحتلال الأمريكي، ويُظهر الأكاذيب التي روّجتها ميليشياته قبل أشهر باستهداف القواعد الأمريكية في أنحاء البلاد.
واضافت الهيئة “حين ينص البيان على عقد حوارات تعاون أمنية مشتركة لاحقة، واجتماعات ذات صلة لمناقشة التهديد المتطور من داعش، دون أي ذكر للميليشيات المدعومة إيرانيًا ودورها في تأزيم الواقع الأمني المضطرب في العراق؛ فإن دلالة التخادم بين الولايات المتحدة وإيران تكون أكثر بيانًا وأشد وضوحًا من ذي قبل، ولا سيما وأن ما جاء في البيان من اتفاق على تطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية، بما يضمن تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين، لا يفهم منه سوى ذلك؛ لأن الواقع يؤكد أن العمليات العسكرية التي تطلقها السلطات الحكومية باستمرار في مناطق العراق الوسطى والغربية وأحزمة بغداد بذريعة (محاربة الإرهاب) ولا تعلن شيئًا عن نتائجها؛ لها دوافع طائفية وأبعاد ديموغرافية، المنتفع الرئيس منها هو المشروع الإيراني”.
واوضحت هيئة علماء المسلمين في العراق “نفى البيان وجود أي قوات أمريكية ذات دور قتالي في العراق؛ لكنه تناقض حين قال (إن العسكريين الأمريكيين الموجودين على الأرض بدعوة من حكومة العراق لهم دور في التدريب وتقديم المشورة والمساعدة، وتبادل المعلومات الاستخبارية لدعم معركة العراق لضمان الهزيمة الدائمة لداعش)؛ وفي ذلك مغالطة مفضوحة تكشف عن تدليسات الإطار التنسيقي مرة أخرى بشأن مناهضة الوجود الأمريكي في العراق، حيث صادقت حكومته على أنها طلبت وجودًا عسكريًا أمريكيًا على الأرض، وهو ما تدل عليه مهام القوات الأمريكية في العراق التي أعلن عنها البيان، ولا سيما أن الحقائق المرصودة على الأرض تدل على ما هو أكثر من ذلك، وهو ما يدركه كثير من العراقيين ويشاهدونه عيانًا”.
وشددت على أن المشهد العراقي باتجاهيه السياسي والأمني، وما ينعكس منهما على واقع العراقيين اقتصاديًا وصحيًا، وتعليميًا، وعلى شؤون الحياة الأخرى كافة، ولا سيما الأمن الغذائي والخدمات؛ ما يزال يرزح تحت وطأة الاحتلال المزدوج الذي يتعاون طرفاه منذ عقدين على تحقيق مصالحهما بنَهَم، ولا تكترث أداوتهما من أحزاب السلطة وحكوماتها لأدنى حق من حقوق الشعب العراقي إلا حين تكون بحاجة للتحشيد الطائفي في موسم الانتخابات، ولا تضع اعتبارًا لمصلحة من شأنها أن تمنح البلاد شيئًا يحول دون استمرار نزيف جراحه، والتفريط بأراضيه ونهب خيراته.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى