حكومة الإطار تنفذ قرارا إيرانيا بنقل عناصر حزب “آزاد كردستان” المعارض إلى جهة مجهولة
وزارة الخارجية الإيرانية تعلن أنها توصلت إلى اتفاق مع العراق لنزع سلاح حزب "آزاد كردستان" في إقليم كردستان العراق ونقل أفراده إلى أماكن أخرى الشهر المقبل.
بغداد- الرافدين
قال مصدر أمني في شمال العراق أن نقل الجماعات الإيرانية المعارضة من إقليم كردستان إلى جهة مجهولة، أتخذ في طهران وانصاعت حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني إلى تنفيذه.
وشدد المصدر الأمني الكردي على أن الخبر أعلن في إيران وليس في العراق مع أنه يتعلق بوضع داخل الأراضي العراقية، الأمر الذي يفند مزاعم السيادة أمام إيران التي طالما تذرعت بها حكومة الإطار.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية إنها توصلت إلى اتفاق مع العراق لنزع سلاح حزب “آزاد كردستان” في إقليم كردستان العراق ونقلها إلى أماكن أخرى الشهر المقبل. بينما اكتفت حكومة السوداني بالصمت أمام التصريح الإيراني.
وقال ناصر كنعاني، المتحدث باسم الوزارة، في إفادة صحفية أسبوعية “إيران والعراق توصلتا إلى اتفاق يلتزم بموجبه العراق بنزع سلاح المسلحين الانفصاليين والجماعات الإرهابية المتواجدة على أراضيه وإغلاق قواعدها ونقلها إلى أماكن أخرى قبل التاسع عشر من أيلول”.
ولم يحدد المتحدث الأماكن التي سيُنقل لها المسلحون. ولم يعلق العراق بعد على الأمر.
ويكشف تصريح كنعاني سطوة القرار الإيراني على حكومة الإطار التنسيقي عندما يتعلق الأمر بقرارات سيادية داخل الأراضي العراقية.
وعبر المصدر الأمني الكردي، عن عدم استغرابه أن يسبق ناصر كنعاني حكومة السوداني في الحديث عن وضع في داخل الأراضي العراقية.
وقال “القرار اتخذ في طهران وليس أمام بغداد غير التنفيذ”.
وسبق أن أكد الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يسيطر على محافظة السليمانية، أن جميع الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة لا تمتلك الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إطلاقًا.
وقال القيادي في الاتحاد الوطني، غياث سورجي، إن أفراد تلك الأحزاب وعائلاتهم والبالغ عددهم نحو 10 آلاف شخص ينتشرون في مناطق كويسنجق وبنجوين وأقضية أخرى في محافظة السليمانية، وإن جميع تلك المناطق، هي تحت نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني.
ويأتي ذلك بعد أيام من تطلع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، لاعتراف العراق رسميا بـ”بي كا كا” كتنظيم إرهابي. أثناء زيارته إلى بغداد وأربيل الأسبوع الماضي.
ويقارن مراقبون بين وضع الجماعات الكردية المسلحة الإيرانية والتركية في شمال العراق، وكيف تم انصياع حكومة السوداني للقرار الإيراني وعدم الرد على طلب وزير الخارجية التركي أثناء زيارته إلى العراق.
وقال فيدان “بموجب مبدأ الصداقة والأخوة مع العراق ننتظر أن يعترفوا رسميا بـ”بي كا كا” كتنظيم إرهابي”.
وشدد على ضرورة عدم السماح للتنظيم الإرهابي الذي يُعد العدو المشترك لتركيا والعراق بتسميم علاقات البلدين.
وأكد على احترام تركيا لوحدة الأراضي العراقية وسيادتها.

الدكتور رافع الفلاحي: حكومة السوداني مارست الصمت حيال طلب وزير الخارجية التركي بشأن حزب العمال الكردستاني، لكنها انصاعت بشكل واضح لأوامر كنعاني القادمة من طهران
ودأبت إيران على اتهام إقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق، بإيواء جماعات كردية معارضة متورطة في هجمات ضد إيران.
ولطالما استهدف الحرس الإيراني قواعد تلك الجماعات في الأراضي العراقية من دون أي استنكار أو رد من قبل الحكومات في بغداد.
وقالت السلطات المحلية في كردستان العراق إن الحرس الإيراني أطلق صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف للمسلحين في الإقليم، مما أسفر عن مقتل 13 شخصا.
وتستهدف إيران بشكل متكرر، إقليم كردستان العراق بهدف قصف ما تسميه “مواقع جماعات انفصالية وإرهابية”، في الوقت الذي تنفي فيه بغداد إيواء أي جماعات تهدد دول الجوار.
وسبق أن قصفت قوات الحرس الثوري مقرات “حزب آزاد كردستان” بالصواريخ والمسيرات الملغومة في أطراف مدينة كركوك.
وطالما قابلت الحكومات المتعاقبة في بغداد بالصمت الهجمات الإيرانية على مدن عراقية. فيما قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أثناء زيارته إلى مدينة أربيل في شهر آذار الماضي إن الهجمات التي تنشها إيران على الأراضي العراقية تنتهك سيادة البلد وتعرّض حياة عراقيين للخطر، معربًا عن إدانته لتلك الهجمات.
وقالت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، إن “إيران تمارس أفعالًا عدوانية وخبيثة في العراق تثير التساؤلات عن سلوكها بحال امتلكت سلاحًا نوويًا”.
وقال عضو اللجنة السيناتور كريس فان هولين، إن إيران تصعد هجماتها ضد العراق وتواصل قصف مواقع عدة خاصة في أربيل والسليمانية توازيًا مع اندلاع التظاهرات في عدد من المحافظات الإيرانية ضد سياسات خامنئي في محاولة من طهران لتصدير أزماتها للخارج.
ويتذرع الحرس الإيراني بأن الهجمات تشن على ما يصفه بـ “الجماعة الإرهابية الانفصالية” في مدن شمالي العراق.
غير أن مراقبين سياسيين يرون أن حكومة الإطار التنسيقي لا تمتلك السلطة والجرأة لمواجهة أو التنديد بأي عملية عسكرية إيرانية. لأن غالبية أحزاب وميليشيات الإطار لا تخفي ولاءها المعلن لطهران.
وقال المحلل السياسي الدكتور رافع الفلاحي، إن المقارنة غير واردة مع أي دولة مجاورة عندما يتعلق الوضع بأي قرار إيراني في العراق.
وأضاف الفلاحي في تصريح لقناة “الرافدين” “مصدر القرار في طهران وليس في بغداد، وهو أمر يدركه أي متابع، لذلك مارست حكومة السوداني الصمت حيال طلب وزير الخارجية التركي بشأن حزب العمال الكردستاني، لكنها انصاعت بشكل واضح لأوامر كنعاني القادمة من طهران”.
وتعتبر ميليشيا الحشد الشعبي سنجار منطقة استراتيجية لتواجدها بالتنسيق مع حزب العمال الكردستاني، وفق مخططات فيلق القدس الإيراني في شمال العراق، وأنها مستعدة للتعاون مع “الشيطان” من أجل التشبث فيها.
ويمثل الممر البري لإيران من طهران إلى بيروت مرورًا ببغداد ودمشق، منفذًا بريًا على البحر، وهو أمر بالغ الأهمية من الناحية الاستراتيجية، سيما أن طهران اعتمدت خلال السنوات الماضية على الطيران لإمداد ميليشياتها بالسلاح والمؤن.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن حزب العمال الكردستاني احتل سنجار ومخمور وقنديل والسليمانية ويسعى إلى توحيد هذه المناطق مع سوريا والعراق من خلال تجاهل الحدود.
غير أن الحال يختلف مع الحشد الشعبي عندما يتعلق الأمر بالجماعات الإيرانية المعارضة المتواجدة في شمال العراق، في ازدواجية مكشوفة.

غياث سورجي: جميع الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة لا تمتلك الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إطلاقًا
وسبق وأن توغلت قوات إيرانية في مناطق عراقية وعبرت قوات من الحرس الإيراني في ناحية سيدكان، في خرق فاضح للمواثيق الدولية ومنها ميثاق الأمم المتحدة.
وشن الحرس الثوري الإيراني هجمات صاروخية على منطقة برادو ست في ناحية سيدكان بمحافظة أربيل، أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء، فضلًا عن إخلاء سبع قرى، ونزوح مئات العائلات عن منازلها.
وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني وفاء محمد كريم، إن الأحزاب الكردية المعارضة لإيران داخل إقليم كردستان ليست لها أي أنشطة مسلحة داخل العراق حاليًا،



