أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

حكومة الإطار “تنصاع” للتهديدات الإيرانية وتتعهد بإبعاد المعارضة الكردية

فؤاد حسين: نتوقع من الجانب الإيراني عدم استعمال العنف ضد كردستان العراق وبالتالي ضد سيادة العراق.

بغداد– الرافدين
تعهدت حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني بأنها ستبعد أي مجاميع إيرانية معارضة من الأراضي العراقية، على أمل ألا تقوم القوات الإيرانية بقصف المدن العراقية.
وبدت لغة “الانصياع الدبلوماسي” واضحة في خطاب المسؤولين في حكومة الإطار بعد ساعات من تهديد قائد العمليات في الحرس الإيراني، العميد عباس نيلفروشان، إقليم كردستان العراق ما لم ينفذ تعهداته، وفق الاتفاقية الثلاثة المبرمة أخيراً بين بغداد وطهران وأربيل.
وقال نيلفروشان إن “نهاية تنفيذ اتفاقنا المبرم مع العراق هي التاسع عشر من أيلول الجاري، إذا لم ينفذوا التزاماتهم سنعود نحن إلى الوضع السابق”.
وأضاف “إننا ملتزمون بفحوى الاتفاق المبرم لا كلمة أقل ولا أكثر”.
وأواخر آب قال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني إن “تاريخ التاسع عشر من ايلول لن يتم تمديده بأي شكل من الأشكال”.
وأوفدت حكومة الإطار التنسيقي رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافيل الطالباني، الذي تربط حزبه علاقات تبعية مع إيران، إلى طهران لإجراء مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين بشأن “ملف الأحزاب الإيرانية المعارضة الموجودة في الإقليم”، وسط مخاوف من تكرار طهران عملياتها العسكرية ضد تلك الجماعات.
وفي ظرف لم يتعدّ الأسبوع الواحد أعادت الخارجية الإيرانية تذكير حكومة بغداد بالمهلة الممنوحة لها لنزع سلاح الأحزاب الكردية المعارضة والمتمركزة شمالي العراق.
ودأبت القوات الإيرانية على توجيه ضربات بالمدفعية والطيران لمواقع تمركز المعارضين المسلّحين في المناطق الجبلية شمالي العراق إلاّ أن استعداداتهم وإتقانهم أساليب التحصّن في المناطق الوعرة جعل من تلك الضربات قليلة الجدوى.
وبدأت حكومة الإطار بإبعاد مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية عن المناطق الحدودية مع إيران، على ما أعلن الثلاثاء وزير الخارجية فؤاد حسين، مضيفاً أنه سيتوجه إلى طهران للدفاع عن التدابير التي اتخذتها بلاده وتجنب تصعيد جديد.
وقصفت طهران العام الماضي أكثر من مرة مواقع لمجموعات معارضة كردية إيرانية، تتهمها بالمشاركة في الحراك الاحتجاجي الذي هزّ إيران إثر وفاة الكردية الايرانية مهسا أميني في السادس عشر من أيلول 2022، بعدما تم تعذيبها من قبل قوات الشرطة الإيرانية.
ورداً على سؤال الثلاثاء عن هذا الموضوع خلال مؤتمر صحافي، قال وزير الخارجية الحالي إن تلك المجموعات متواجدة في كردستان العراق منذ حوالي 4 أو 5 عقود.
وأضاف إنه “تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإبعاد هذه المجاميع عن المناطق الحدودية وتم إسكانهم في مخيمات بعيدة في العمق العراقي وفي عمق كردستان”.
ودون أن يشير إلى نزع سلاح تلك المجموعات، أكد فؤاد حسين أن الجانب العراقي “بدأ بتطبيق الاتفاقية بين الطرفين”، مضيفاً أنه “سوف نحمل هذه الرسالة معنا” خلال زيارته طهران الأربعاء.
وقال “نتوقع من الجانب الإيراني عدم استعمال العنف ضد كردستان العراق وبالتالي ضد سيادة العراق”.
وأشار إلى أن المباحثات مع الجانب الإيراني تتعلق “بالسياسة العراقية الواضحة… بعدم السماح لهذه المجموعات وهي مجموعات معارضة بعبور الحدود واستعمال السلاح ضد الحكومة الإيرانية”، لكن أيضاً “نتباحث مع الجانب الإيراني بعدم التهديد باستعمال العنف أو عدم التهديد بقصف بعض المناطق في كردستان العراق”.
وفي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء قال نويد ميهراور القيادي في حزب “كومه له” (حزب كادحي كردستان) الإيراني المعارض، إن السلطات المحلية خصصت معسكراً في منطقة باليسان في كردستان العراق، لإيواء المقاتلين الذين يتمّ نقلهم من جبل هلكورد.
وقال ميهراور “نحن نقوم حاليا بسحب قواتنا إلى ذلك المعسكر”.
حتى الآن، لم تعلق حكومة إقليم كردستان على موضوع تطبيق تلك الإجراءات، على الرغم من أن لقاءات عدة عقدت بين مسؤولين في الإقليم ومسؤولين إيرانيين.
وسبق أن أكد الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يسيطر على محافظة السليمانية، أن جميع الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة لا تمتلك الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إطلاقًا.
وقال القيادي في الاتحاد الوطني، غياث سورجي، إن أفراد تلك الأحزاب وعائلاتهم والبالغ عددهم نحو 10 آلاف شخص ينتشرون في مناطق كويسنجق وبنجوين وأقضية أخرى في محافظة السليمانية، وإن جميع تلك المناطق، هي تحت نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني.
ويأتي ذلك بعد أيام من تطلع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، لاعتراف العراق رسميا بـ”بي كا كا” كتنظيم إرهابي. أثناء زيارته إلى بغداد وأربيل الأسبوع الماضي.
ويقارن مراقبون بين وضع الجماعات الكردية المسلحة الإيرانية والتركية في شمال العراق، وكيف تم انصياع حكومة السوداني للقرار الإيراني وعدم الرد على طلب وزير الخارجية التركي أثناء زيارته إلى العراق.
وقال فيدان “بموجب مبدأ الصداقة والأخوة مع العراق ننتظر أن يعترفوا رسميا بـ”بي كا كا” كتنظيم إرهابي”.
وشدد على ضرورة عدم السماح للتنظيم الإرهابي الذي يُعد العدو المشترك لتركيا والعراق بتسميم علاقات البلدين.
وأكد على احترام تركيا لوحدة الأراضي العراقية وسيادتها.
ودأبت إيران على اتهام إقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق، بإيواء جماعات كردية معارضة متورطة في هجمات ضد إيران.
ولطالما استهدف الحرس الإيراني قواعد تلك الجماعات في الأراضي العراقية من دون أي استنكار أو رد من قبل الحكومات في بغداد.
وسبق أن قصفت قوات الحرس الثوري مقرات “حزب آزاد كردستان” بالصواريخ والمسيرات الملغومة في أطراف مدينة كركوك.
وطالما قابلت الحكومات المتعاقبة في بغداد بالصمت الهجمات الإيرانية على مدن عراقية. فيما قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أثناء زيارته إلى مدينة أربيل في شهر آذار الماضي إن الهجمات التي تنشها إيران على الأراضي العراقية تنتهك سيادة البلد وتعرّض حياة عراقيين للخطر، معربًا عن إدانته لتلك الهجمات.
وقالت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، إن “إيران تمارس أفعالًا عدوانية وخبيثة في العراق تثير التساؤلات عن سلوكها بحال امتلكت سلاحًا نوويًا”.
وقال عضو اللجنة السيناتور كريس فان هولين، إن إيران تصعد هجماتها ضد العراق وتواصل قصف مواقع عدة خاصة في أربيل والسليمانية توازيًا مع اندلاع التظاهرات في عدد من المحافظات الإيرانية ضد سياسات خامنئي في محاولة من طهران لتصدير أزماتها للخارج.
ويتذرع الحرس الإيراني بأن الهجمات تشن على ما يصفه بـ “الجماعة الإرهابية الانفصالية” في مدن شمالي العراق.
غير أن مراقبين سياسيين يرون أن حكومة الإطار التنسيقي لا تمتلك السلطة والجرأة لمواجهة أو التنديد بأي عملية عسكرية إيرانية. لأن غالبية أحزاب وميليشيات الإطار لا تخفي ولاءها المعلن لطهران.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى