أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

الكاردينال ساكو: الفساد والميليشيات والسلاح المنفلت جعل التعايش هشًا في العراق

بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم يطالب خلال لقاء مع وزير خارجية النمسا ألكسندر تشالنبيرغ بجهد دولي كي يكون العراق دولة محترمة يسود فيها القانون والعدالة.

أربيل-الرافدين
حذر الكاردينال لويس ساكو بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، من هشاشة التعايش المشترك بين العراقيين بسبب الفساد والميليشيات والسلاح المنفلت.
وقال الكاردينال ساكو أثناء لقاء مع وزير خارجية النمسا ألكسندر تشالنبيرغ، في محافظة أربيل التي انتقل إليها تحت وطأة الضغط الحكومي في بغداد، أنه عرض على الوزير النمساوي بحكم اهتمام بلاده بوضع المسيحيين ومستقبلهم لـ “ثقافة الحياة المشتركة الهشة بسبب الفساد والميليشيات والسلاح المنفلت وعدم احترام كرامة الإنسان وحقوقه”.
وأشار إلى أنه تحدث خلال لقاء وزير الخارجية النمساوي عن “السلاح المنفلت الذي يخيف الناس ويقلقهم بشأن مستقبلهم”.
ونوّه إلى أن “الدولة غير مسيطرة على الوضع. أين دور الجيش والشرطة وهما أضعف من الكثير من الميليشيات”.
وأضاف “أوردت مثال سحب المرسوم من قبل رئاسة الجمهورية. كان لدي مرسوم لعشر سنوات وهو تقليد متبع منذ 14 قرناً”.
وتساءل “كيف يمكن لرئيس الجمهورية أن يسحبه من تلقاء نفسه؟ وما هو الهدف النهائي؟ ولماذا مني وليس غيري؟ هذه ليست عدالة، بل ظلماً”.
وأوضح أنه زار قائممقامية عينكاوة التي لديها 50 موظفاً “اشتكوا من عدم صرف رواتبهم منذ شهر تموز”.
وتساءل “كيف يعيش هؤلاء؟، فدفع الرواتب مسؤولية الدولة. لا يمكن أن تعاقب الناس بسبب السياسة. هذا خلل”.
وطالب بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، خلال اللقاء مع وزير الخارجية النمساوي بجهد دولي كي يكون العراق دولة محترمة يسود فيها القانون والعدالة.
ويأتي تحذير الكاردينال لويس ساكو بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، من هشاشة التعايش المشترك بعد أيام من تحذير هيئة علماء المسلمين في العراق، من الانجرار إلى ممارسات غير معهودة قد تؤثر على الهوية، داعية إلى الحرص على مقومات هذه الهوية والاعتزاز بها والدفاع عنها.
وقالت الهيئة في رسالة مفتوحة بشأن قواعد التعايش في المجتمع والضوابط الناظمة للسلوك الجمعي العام في بلد محتل “إن العراق مرّ بصورة من صور اضطراب التعايش المجتمعي بعد الاحتلال وتأسيس مشروعه السياسي فيه؛ حيث اشتغل دهاقنة الاحتلال والمتعاونون معه في هذا الموضوع كثيرًا، وسعوا ما أمكنهم لتفريق البلاد وتقسيمها؛ فابتدعوا لها نظام المحاصصة الطائفية والعرقية، وبنوا نظامًا سياسيًا على وفقه، وزرعوا بذور تفجير المجتمع من الداخل”.
وبيّنت الهيئة أن ذلك أورثنا مشاكل كثيرة كنا في غنى عنها؛ حتى بتنا لا نسمع عن التوافق والتعايش إلا في شعارات الأحزاب ومشاريعها لتقاسم السلطة وما يتبعها من مكاسب مادية ومعنوية.
وحذرت الهيئة مما يُراد لهذه القواعد العامة الناظمة للسلوك الجمعي العام أن تتخذ مطية لتحقيق أغراض أخرى أبعد ما تكون عن سبل التعايش الحقة، وفي مقدمتها محاولات التسييس التي تقف خلفها أحزاب وقوى بعينها؛ لجر الشعب نحو أهداف خاصة، وسلوكيات معينة، وإلزام مؤسسات الدولة ودوائرها وإدارات المحافظات بالمشاركة في إحياء مناسبات خاصة بقسم من أبناء الشعب لا كله، فضلًا عن التغطية على ما قامت به هذه الأحزاب والقوى من جرائم بحق العراقيين، ولا سيما المستهدفين منهم بمحاولات التغليب غير الشعوري للأفكار والمعتقدات؛ فقد وجبت الإشارة إلى بعض السلوكيات غير المفهومة وغير المبررة التي بدرت من بعض الجهات أو الأفراد خلال الأيام الماضية أثناء (الزيارة الحسينية)، ولا سيما ممن يتزيَّ بزي العلماء وطلبة العلم.
ونبّهت هيئة علماء المسلمين في العراق على أن هذه التصرفات لم تأت في -غالبها الأعم- في سبيل التعايش والتعاون والشعور بمشاعر أبناء الوطن، وإنما -للأسف- تحقيقًا لأهداف أحزاب السلطة، أو استجابة لنوازع داخلية ومصلحية، أو لضعف في الفهم والإدراك، ولا سيما بعد زيادتها عما كانت عليه في الأعوام السابقة.
وسبق أن كشف الكاردينال لويس روفائيل ساكو، ازدواجية تطبيق قرارات القضاء في العراق.
وتساءل الكاردينال ساكو في رسالة بعثها إلى الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد “لماذا لا تطبقون القانون على ريان الكلداني المستحوذ على بيت أحد المسيحيين في المنصور”.
وقال إن الكنيسة مستهدفة وتواجه أنواعا مختلفة من الإهانة والعنف، متسائلا “هل يمكن لرئيس الجمهورية أن يصدر بيانا أو مرسوما جمهوريا ضد المرجع الشيعي الأعلى، علي السيستاني، أو غيره”.
وأعتبر الكاردينال ساكو في رسالته مرسوم رئيس الجمهورية بسحب مرسومه الخاص “قراراً كيدياً ضد الكنيسة، ونوعاً ناعماً من الاضطهاد والتهجير”.
وكانت هيئة علماء المسلمين في العراق قد أكّدت في وقت سابق أن المسلمين درجوا منذ قرون على احترام الأديان ومراعاة حقها في اختيار ممثليها وعدم التدخل بشؤونها الداخلية، وذلك في إدانة تصعيد السلطات الحكومية وميليشياتها الخطير بتدخلها السافر بإدارة الكنيسة الكلدانية في العراق واستهدافها المسيحيين في البلاد.
واضح بيان الهيئة بعد قرار الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد سحب المرسوم الجمهوري الخاص بطريرك الكنسية الكلدانية في العراق “جاء هذا القرار بعد الخلافات بين البطريرك لويس ساكو من جهة وريان الكلداني زعيم ميليشيا بابليون المسيحي المتهم بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في مناطق سهل نينوى، وهي إحدى الميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي، والمتهمة من قبل البطريرك والطائفة المسيحية في العراق بسرقة أملاك المسيحيين وتشريدهم”.
وعبرت هيئة علماء المسلمين عن رفضها للقرار غير المسؤول من رئيس الجمهورية الحالي وتدخله السافر، ودعت ممن تسلط على رقاب العراقيين أن يكفوا عن تدخلهم في الشؤون الداخلية للأديان، وتسييسها لمصالح أشخاص وجهات يعرف القاصي والداني مشاريعها الخطيرة والمضرة بالعراق وشعبه. وطالبت بالتوجه لمعالجة المشاكل الحقيقية التي تعاني منها البلاد من الفساد المستشري وانهيار البنية التحتية وارتكاب المجازر بحق العراقيين وتشريد المواطنين وانتشار الفوضى وسرقة ثروات العراقيين والتلاعب بالقوانين وتسييسها لصالح دول عدوة للعراق وشعبه.
وعبّر الكاردينال ساكو؛ عن شكره لهيئة علماء المسلمين في العراق، وثنائه على موقفها الإنساني والوطني الذي اتخذته بشأن بالتدخل الحكومي السافر في الشؤون الداخلية للكنيسة الكلدانية.
وأكّد الكاردينال ساكو في رسالة وصلت الهيئة أن كلمات هيئة علماء المسلمين في العراق تؤكد على المبادئ السامية في ظل التعايش المتناغم بين العراقيين الذين تجمعهم الهوية العراقية التي لا ترضى إلا بالعدالة والاستقرار والأمان والعيش بكرامة.
وتعهد بطريرك الكنسية الكلدانية في العراق والعالم لهيئة علماء المسلمين بالوفاء في ظل الهوية العراقية التي لا ترضى إلا بالعدالة والاستقرار والأمان والعيش بكرامة على أرض العراق الخيّرة، التي ستستمر بإنجاب الرجال.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى