أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

رومانسكي تبعث برسائل لا أخلاقية للعراقيين بإعادة تأهيل المالكي

تجربة السنوات التي قضاها نوري المالكي في رئاسة الحكومة كشفت للعالم طبيعته الطائفية وأنه فاسد للغاية ويفتقر بشكل فاضح إلى الكفاءة.

بغداد- الرافدين
استهانت السفيرة الأمريكية إلينا رومانسكي بمشاعر ملايين العراقيين بما فيهم المئات من ضحايا ثورة تشرين بالتزامن مع الذكرى الرابعة لاندلاعها، عندما أضفت المزيد من “الشرعية السياسية” والعمل على إعادة تأهيل نوري المالكي في لقاء سياسي بذريعة تقديم التهنئة له بـ “العيد الوطني”.
ويجمع عراقيون على أن السفيرة الأمريكية تبعث برسائل لا أخلاقية للشعب العراقي وهي تمارس التخادم مع أحزاب وميليشيات إيران في العراق، لإبقاء الوضع على ما هو عليه وتقديم المالكي من جديد بعد كل جرائم الفساد والقتل التي ارتكبها تحت أعين القوات الأمريكية.
وعزا مراقبون سياسيون زيارة رومانسكي إلى المالكي، إلى أن الإدارة الأمريكية تدرك أن مصدر القرار في حكومة الإطار التنسيقي التي يرأسها محمد شياع السوداني بيد نوري المالكي. محذرين من إعادة تأهيل المالكي من جديد لمنحه رئاسة الحكومة.
وقالوا إن تجربة الثماني سنوات في رئاسة الحكومة كشفت للعالم الطبيعة الطائفية للمالكي وأنه فاسد للغاية ويفتقر بشكل فاضح إلى الكفاءة.
ونصح، مراقبون عراقيون السفيرة الأمريكية بالعودة إلى برقية زميلها السفير الأمريكي السابق في العراق رايان كروكر في تحليليه لشخصية المالكي، التي سبق أن كشفت عنها وثائق ويكليكس.
ووصف كروكر في البرقية، المالكي، بالمريض نفسيًا بالارتياب من كلّ شيء، يتوجّس من ردم الفجوة بين سنّة وشيعة وأكراد العراق، فراح يضرب بشكل عشوائي، فأصاب الجميع.
وخلص السفير الأمريكي السابق إلى أن المالكي فقَد اتّزانه العقليّ في خريف العمر.


السفير الأمريكي السابق في العراق رايان كروكر: نوري المالكي فقَد اتّزانه العقليّ في خريف العمر

ويعدّ المالكي واحدًا من أكثر سياسيي المشهد العراقي الذين يعانون من الازدراء الشعبي، بينما ينظر إليه نشطاء ثورة تشرين بوصفه أكبر “تفاهة سياسية” في تاريخ العراق المعاصر.
ولا يكتفي المالكي بكونه أب الطائفية الأول وقائد عمليات القتل على الهوية في العراق إبان رئاسته للوزراء على مدار ثمانية أعوام، بل أنه وبعد التسريبات الصوتية على لسانه صار في نظر العراقيين والعالم مصدر الابتذال اللغوي والسلوكي والطائفي إلى حد غير مسبوق.
ويتهم العراقيون المالكي وحزب الدعوة الذي يرأسه بسرقة أموال العراق. ولا يزال الجزء الأكبر من ماكينة الفساد يُدار من قبلهما.
وقاد المالكي من أجل التمسك بالسلطة حربًا طائفية، ولم يتوان عن الدخول في حرب شيعية – شيعية بمجرد الاختلاف مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على توزيع الحصص والمغانم الحكومية، وهي جزء من فلسفة الحكم التي تبناها وحظي بالدعم الأمريكي الإيراني.
وحاول المالكي في لقاء رومانسكي بعث رسائل ولاء لواشنطن عبر خطاب ترحيبي بـ “ديمقراطية الانتخابات” والاستعداد لإجرائها.
بدورها جددت، السفيرة الأمريكية، بحسب بيان لمكتب المالكي، دعم بلادها لاستقرار العراق، مؤكدة الاستمرار في تقديم المساعدات الضرورية للعراقيين ضمن اتفاق الإطار الاستراتيجي بين البلدين.
وكان السفير الأمريكي الأسبق في العراق، رايان كروكر، قد وصف ما يجري في المنطقة الخضراء بأن الولايات المتحدة تراقب “الدراما عالية الإيقاع” و”الكوميديا الساذجة” التي يديرها المالكي.
ونصح، مراقبون عراقيون رومانسكي بالاستفادة من تحليل زميلها السابق كروكر لشخصية المالكي المتوجّس غريزيًا من السُّنّة عمومًا، ولم يكن يأمن للجيش العراقي وكان يخشى انقلابًا سنّيًا، من قلب الجيش، وهذا ما كان يكرّره لدى لقائه مسؤولي السفارة الأمريكية.
وكتب كروكر في برقية كشفتها وثائق ويكليكس “أسوأ من ذلك، أنّ المالكي أنشأ جيشه الخاص، مع محقّقين تابعين له، وسجون سرّية، يزجّ فيها المعتقلين السُّنّة. وكلّ هذه التجاوزات، مع أنّه يرأس ائتلاف دولة القانون في البرلمان، تدلّ على البارانويا التي يعاني منها المالكي”.
ولا يختلف غالبية المحللين السياسيين على أن المالكي أحد كبار مسببي المأزق السياسي المستمر في العراق بعد أن قضى أربع سنوات في رئاسة الحكومة تعد من أحلك ما مر على العراق في التاريخ المعاصر من عمليات سرقة الدولة والقتل على الهوية.

علي الصراف: نوري المالكي (أبو) النظام الطائفي ومؤسس نظام المحاصصة، وزعيم الدولة التي أصبح الفساد هو عنوانها وسبب وجودها الوحيد

وكتب المحلل السياسي، علي الصراف، “لكن، هذا هو النموذج السائد من الساسة في العراق، على أي حال. هم والتدليس شيء واحد. والمالكي ليس حالة فريدة. ولكنه هو النموذج الذي يُقتفى أثره، بوصفه (أبو) النظام الطائفي ومؤسس نظام المحاصصة، وزعيم الدولة التي أصبح الفساد هو عنوانها وسبب وجودها الوحيد”.
وأضاف: “المالكي هو الذي صنع النظام القائم ورعاه ودبر شؤونه ووزع أدواره وقسّم حصصه، وما من قوة سياسية موجودة الآن على الساحة تستطيع أن تنكر أن المالكي لعب دورًا في مكانتها. ولولاه ما كان للكثير من الكيانات السياسية القائمة أثر على الإطلاق”.
وأضاف: “نظام المحاصصات الطائفية هو نظام المالكي حصرًا. وهات اليوم من يستطيع الزعم أنه لم يستفد من هذا النظام. الكل كانت له حصة فيه. ولو لم يكن المالكي قد أصبح ثريًّا بما يكفي، فلربّما كان من الجائز له أن يفرض ضريبة شخصية على كل هذه الكيانات التي استنفعت من حكومتيه”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى