أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

أرواح الأبرياء تزهق في غزة وصنّاع القرار السياسي يتحدثون عن سلام مزعوم

هيئة علماء المسلمين في العراق: جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية؛ التي يواصل كيان الاحتلال الصهيوني ارتكابها بحق أهلنا في قطاع غزة على نحو متصاعد وبنمط من الغيظ والانتقام الخارق لنواميس البشرية والإنسانية؛ تكشف حجم الضرر البليغ والجروح الغائرة التي أصابته في معركة طوفان الأقصى المباركة.

عمان- الرافدين
أكدت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق على أن قضية فلسطين قضية الأمة الإسلامية قبل أن تكون تحت أي مسمى آخر، وأن فلسطين أرض إسلامية وهي موقوفة على المسلمين إلى يوم القيامة ولا يجوز شرعًا ولا يحق لأي أحد سواء كان رئيسًا لدولة، أو وزيرًا أو تحت أي مسمى آخر من المنظمات والهيئات أو غيرها التنازل عن أي جزء من أراضيها لأي سبب كان، وتحت أي ظرف أو ذريعة.
وشددت الهيئة في بيان صدر صباح الأربعاء على تأكيدها مرة أخرى على دعم المجاهدين في (غزة العزة) وسائر مدن فلسطين، ومساندتنا لهم، ووقوفنا معهم موقفًا واحدًا، ونحثهم على المزيد من الصبر ووحدة الصف ضد ما يواجهون من عدوان لا يكفي مجرد وصفه بالخطير لبيان مدى الأضرار والمفاسد الناجمة عن تداعياته.
وقالت “نحن في هيئة علماء المسلمين في العراق؛ نتابع عن كثب مجريات الأحداث في فلسطين ونتعاطى معها لحظة بلحظة، ونرصد ما يدور بشأنها من مؤامرات وخطط يُراد منها تمكين الاحتلال الصهيوني”.
وطالبت جميع أطياف المجتمعين الإسلامي والعربي وفئاتهما، والأحرار في العالم ممن لا ينصاعون لأنظمة الغرب وقواه الطاغية؛ إلى القيام بواجب نصرة غزة وفلسطين ومناهضة الاحتلال وحلفائه وأدواته، بكل وسيلة مشروعة وفاعلة.
وذكرت هيئة علماء المسلمين في العراق في بيانها أن “جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية؛ التي يواصل كيان الاحتلال الصهيوني ارتكابها بحق أهلنا في قطاع غزة على نحو متصاعد وبنمط من الغيظ والانتقام الخارق لنواميس البشرية والإنسانية؛ تكشف حجم الضرر البليغ والجروح الغائرة التي أصابته في معركة طوفان الأقصى المباركة، التي تواصل الفصائل الجهادية الفلسطينية تسطير أروع البطولات فيها؛ ملحقة بالعدو نكاية غير مسبوقة وإثخانًا تُشفى به صدور المؤمنين”.
وأضاف البيان “لكنّ الجرائم المتسلسلة لهذا العدوان الغاشم، والاستهداف الجماعي المباشر للمدنيين المحاصرين والمحرومين من الغذاء والماء والدواء ولوازم الحياة كافة؛ تفرض المزيد من المسؤوليات الدينية، والأخلاقية، والإنسانية، والقانونية؛ على الجميع أفرادًا ومجتمعات، ومؤسسات وجماعات، ودولًا وأنظمة؛ على اختلاف الاتجاهات، وتنوع الرؤى وتباين الألوان والأشكال، ولا سيّما أن القصف المتواصل والاستهداف المقصود للمدنيين، الذي لا يفرِّق بين رضيع وشيخ، ورجل وامرأة، ومقيم ونازح؛ يتم بصواريخ وقنابل بلغ تأثيرها مجتمعةً -حتى الآن- ما يوازي ربع قنبلة نووية، وفقًا لما أعلنت عنه مراصد معنية بحقوق الإنسان”.

هيئة علماء المسلمين في العراق: فلسطين أرض إسلامية وهي موقوفة على المسلمين إلى يوم القيامة ولا يجوز شرعًا ولا يحق لأي أحد سواء كان رئيسًا لدولة، أو وزيرًا أو تحت أي مسمى آخر من المنظمات والهيئات أو غيرها التنازل عن أي جزء من أراضيها لأي سبب كان، وتحت أي ظرف أو ذريعة.

وأوضح “إزاء الأزمة الإنسانية الكبرى التي تعصف بأهلنا في غزة، يتعمّد الاحتلال الصهيوني استهداف المرافق والمنشآت المدنية، وفي مقدمتها المباني المأهولة بالسكان والمكتظة بهم، ومحطات الطاقة، ومصادر المياه، ثم فرق الإنقاذ، وسيارات الإسعاف، علاوة على المشافي ومراكز العلاج، بحيث لم تعد في القطاع أماكن آمنة، وبات كلُّ شبر فيه معرّضًا للقصف والاستهداف، حتى أضحت أشلاء الضحايا تنافس أحجار غزة ورمالها عددًا وانتشارًا، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العظيم”.
وذكرت هيئة علماء المسلمين في العراق “في الوقت الذي بلغ الإجرام الصهيوني مستوًى خطيرًا تجاه أهلنا في غزة، عبر القصف الوحشي وجرائم الإبادة التي يرتكبها على مدار الساعة؛ ما زال الرأي العام باتجاهيه الدولي والإقليمي يمارس الانحياز لصالح كيان الاحتلال: إما بالدعم المباشر له عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا -فضلًا عن التحريض على غزة وأهلها المستمر من جانب وسائل وهيئات الإعلام والصحف العالمية والدولية- أو بالتقاعس عن اتخاذ موقف (ما) في نصرة فلسطين وقضيتها، والتخلي التام عن المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني، ولا سيّما في ظل الأحداث الجارية، التي لم يعد ثمة تعبير وافٍ وجدير بوصف حجم ونوع الكارثة والمأساة الإنسانية التي يعانيها القطاع المحاصر، والدليل على ذلك -من بين الأدلة الكثيرة جدًا- تمادي الكيان المجرم في ارتكاب مجزرة المستشفى المعمداني الأهلي الذي يرقد فيه الآلاف من الجرحى والنازحين الذين لا يجدون مأوًى من القصف، مما خلّف قرابة ألف ضحية أغلبهم أطفال ونساء”.
واختتمت الهيئة بيانها بالقول “بينما تزهق أرواح المئات من الأبرياء كل ساعة بسبب الإجرام الصهيوني، ينشغل صنّاع القرار السياسي سواء في منطقتنا العربية، أو في عالمنا الإسلامي، أو في الدوائر الغربية المتحكمة؛ بالحديث عن تهدئة تقود إلى سلام مزعوم، لا مقصد له سوى منح الاحتلال شرعية باطلة، ومكاسب مرحلية، وإفلاتًا من العقاب، ومصادرة لحقوق الشعب الفلسطيني وتجريده منها، وتجريم مقاومته؛ حيث تشير المطالبات التي يروّجها كيان الاحتلال بتهجير أهل غزة إلى سعيه الحثيث لفرض خارطة طريق جديدة لن تكون تداعياتها مهلكة للفلسطينيين وحدهم؛ بل لشعوب المنطقة كلها”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى