أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الدكتور مثنى الضاري: الطرق المحرِّرة للقدس تكون من القاهرة ودمشق وبغداد عندما تكونان في يد أهلهما

مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق: علينا عدم إغفال العدو غير الظاهر، وعلى الأمة حين تواجه العدو الصهيوني الآن في غزة؛ ألا تغفل عن العدو الآخر الروسي في إدلب، وعن النظام في سوريا، وعن إيران في العراق وفي سوريا.

عمان- الرافدين
أكد مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور مثنى حارث الضاري أن وحدة الأمة المسلمة هي أحد العوامل الرئيسة في نجاح أي مشروع جهادي ومقاوم على مدى التاريخ.
وقال الدكتور الضاري أثناء مشاركته في ندوة حوارية بعنوان: “من إدلب إلى غزة… الجرح واحد” نظمتها وزارة الإعلام في حكومة الإنقاذ السورية في الشمال المحرر؛ بمشاركة نخب وعلماء من العالم الإسلامي “إن التجارب والوقائع الدالة على هذه الوحدة من لدن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعصر الخلفاء الراشدين، والعصور الإسلامية إلى زمننا الحاضر؛ كثيرة جدًا، وتكاد تكون الكثير من الصفحات المضيئة في تاريخنا في هذا المجال مترابطة، تجد فيها الأمة مشتركة في الجوانب كلها”.
وأضاف مسؤول القسم السياسي “أن قضية فلسطين، تتمثل فيها وحدة الجبهات الإسلامية، ووحدة الجهود الإسلامية، وأنه لا تكاد تمر مرحلة من مراحل معاناة الشعب الفلسطيني منذ احتلال فلسطين إلى هذه اللحظة؛ إلا واشتركت فيها الأمة، عبر الجهود الرسمية منها والشعبية، حيث كان الجهد الشعبي هو الغالب، وفي مراحل عدة كان الرسمي – عندما كان فيه بقية خير- يتسابق مع الجهود الشعبية في ذلك، مشيرًا إلى أن قضية فلسطين وقضايا المسلمين ألأخرى؛ لم تكد تنحصر محليًا وتنحبس داخل الأسوار الداخلية إلا في العقود الأخيرة؛ بسبب سياسات الإقصاء والإبعاد، وتوطين الأفكار المحلية في بلادنا الإسلامية، ومحاولة إقصاء الأفكار الإسلامية الجامعة ومفاهيم الوحدة الإسلامية، والترابط الإسلامي، والتعاون الإسلامي”.
وبيّن الدكتور الضاري أن العقود الأخيرة ونتيجة الضغط على التوجهات الإسلامية والحركات الإسلامية وعلماء المسلمين وأهل الفكر منهم، شهدت نشأة أجيال جديدة مقترنة بالتطور التقني، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وقبل ذلك الفضائيات؛ بحيث بدأت تعزز المفاهيم المحلية، لا بين بلدان العالم الإسلامي جميعًا، وإنما حتى في البلد الواحد، ما بين الانتماء لمدينة أو قرية أو مقاطعة، الأمر الذي أثر بلا شك، على مجال الفكر والثقافة، محذرًا من مخاطر كبيرة في المستقبل تؤثر على أفهام أيضًا بعض القيادات العاملين في المجال الإسلامي أو بعض الناشطين في هذا المجال.

من إدلب إلى غزة... الجرح واحد
من إدلب إلى غزة… الجرح واحد

وأشاد بجهود علماء المسلمين المجاهدين الذين يربطون بين الجبهات، مثل ما بين سوريا وفلسطين، وبين حلب وحمص والقدس وغزة، مستشهدًا بالشيخ عز الدين القسام وأثره في ثورة 1935 وهو ابن الشام وخريج الأزهر والشهيد في فلسطين، والشيخ محمد نمر الخطيب، ابن حيفا وخريج الأزهر، وعالم بغداد الذي كان يخطب على منبر الشيخ عبد القادر الجيلاني في بغداد، حيث كانت ساحة جهاده في حيفا، ثم في القدس، ثم خرج مضطرًا بعد أن تعرض لمحاولة اغتيال وتعافى وتشافى في لبنان ودمشق، وواصل مقاومته للاحتلال الصهيوني من هناك، ثم انتقل إلى العراق وقضى سنوات طويلة من عمره، حيث فتحت له كل الأبواب للدفاع عن القضية الفلسطينية، وللمشاركة في الحياة السياسية العراقية، والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي المنكر، حتى على حكام العراق وقتها.
وطالب مسؤول القسم السياسي بإحياء الشعور بتكاتف الأمة جميعًا، وتعاونها من أجل نصرة قضاياها، فإن ضاقت على أحد ساحة، ذهب إلى ساحة أخرى، دون أن ينسى الساحة التي كان فيها، لافتًا إلى أن مما يعزز موضوع الوحدة والشعور عند شعوب الأمة، ويسهم في تحقيق حالة الصمود والتحرير؛ هو عدم إغفال العدو غير الظاهر، موضحًا أن على الأمة حين تواجه العدو الصهيوني الآن في غزة؛ ألا تغفل عن العدو الآخر الروسي في إدلب، وعن النظام في سوريا، وعن إيران في العراق وفي سوريا، مشددًا على أن الحديث في هذا الموضوع يُعدّ من الأولويات والمهمات حتى أثناء المعركة وتعالي الأصوات.
وحذر الدكتور مثنى الضاري من إيران بوصفها عدوًا أظهر المودة والعون لفلسطين، وزعم أنه مستعد للمعركة، وأنه يريد أن يعبد الطريق من طهران إلى القدس، ولكن حين جاء وقت المعركة لم يفعل شيئًا، موضحَا أن إيران خذلت القدس وفلسطين، مؤكدًا أن الطرق المحرِّرة للقدس تكون من القاهرة، ودمشق وبغداد عندما تكونان في يد أهلهما.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى