أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدولية

الوضع الشعبي في العراق يعيش على وقع “قِدرْ ضغط كاتم” على وشك الانفجار

الاستعراضات الزائفة التي تقوم بها ميليشيات إيران في العراق بشأن العدوان "الإسرائيلي" على غزة محاولة مكشوفة لامتصاص الغضب الشعبي العراقي الحقيقي الداعم على مر تاريخه المعاصر للقضية الفلسطينية.

بغداد- الرافدين
قال مصدر سياسي عراقي إن تحذير الولايات المتحدة رعاياها بعدم السفر إلى العراق واخلاء رعاياها من غير العاملين في حالات الطوارئ، اعتراف حقيقي بـ “الهدوء الخادع” الذي كانت تزعم به السفيرة الأمريكية في العراق آلينا رومانوسكي وتروج له حكومة الإطار التنسيقي وزعماء العملية السياسية.
وأكد المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” مفضلا عدم ذكر أسمه لأنه يعيش في بغداد، على أن العراق يعيش على “قدر ضغط كاتم” سينفجر في لحظة ما عندما يجتمع الغضب الشعبي ضد العملية السياسية وفشلها مع الاستياء من التخاذل العربي لنصرة الفلسطينيين في غزة.
وأضاف أن التقارير السرية التي ترفعها السفيرة رومانوسكي إلى وزارة الخارجية الأمريكية تؤكد على أن موجة الاستياء الشعبي العراقي لم تتراجع، وأن الصراع والتنافس بين القوى السياسية والأحزاب على مغانم الدولة تستعر مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات.
وأشار إلى أن الاستعراضات الزائفة التي تقوم بها ميليشيات إيران في العراق بشأن العدوان “الإسرائيلي” على غزة محاولة مكشوفة لامتصاص الغضب الشعبي العراقي الحقيقي الداعم على مر تاريخه المعاصر للقضية الفلسطينية.
وشدد على أن الغضب الشعبي العراقي الحقيقي يكمن في أنه رافض للوضع السياسي المتردي والمستمر بالفشل منذ عشرين عامًا، فضلا عن القهر الذي يسببه العدوان الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين في غزة، وأن اجتماع الغضبين سيقرب لحظة الانفجار الشعبي في مدن العراق.
فيما قال الباحثان في “معهد واشنطن” الأمريكي مايكل نايتس وأمير الكعبي إن “الكثير من ردود الفعل العراقية هي بمثابة مسرحية، ولعديد من تهديدات الميليشيات كانت مشروطة بأحداث غير متوقعة، مثل التدخل الأمريكي المباشر او التصعيد، وهو استخدام للتهديدات يساهم في القليل من الغموض الاستراتيجي. وان ما يمكن اعتباره تدخلا مباشرا او غير مباشر، يخضع لتفسيرات مختلفة”.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد مددت حالة الطوارئ المتعلقة بالأوضاع في العراق، في رسالة عدم ثقة بزعماء العملية السياسية في العراق بما فيهم رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني.
وذكر البيان الذي رافق قرار التمديد ونشره موقع البيت الأبيض “لا تزال هناك عقبات تعترض إعادة الإعمار المنظم للعراق، واستعادة السلام والأمن في البلاد والحفاظ عليهما، وتطوير المؤسسات السياسية والإدارية والاقتصادية”
وقال المصدر السياسي العراقي إن الأحزاب المتنافسة وكبار موظفي السفارة الأمريكية في بغداد فشلوا في قراءة ردة الفعل المتوقعة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في الانتقام من خصوم العملية السياسية بعد سلب تشكيل الحكومة منه.
وأشار أن الانتهازية الكامنة في طريقة تفكير الصدر وهو يبحث عن الفرصة السانحة لتحريك تياره في الانتقام من خصومه الذين أرغموه على سحب أعضاء تياره من البرلمان الحالي.
وحاولت حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني الإيحاء بأن الأمور تحت سيطرتها، فيما القوات الأمنية الحكومية لا تستطيع الدخول في مواجهات مع الخصوم المتصارعين على المشهد بين ميليشيات الإطار التنسيقي وأنصار التيار الصدري.
يأتي ذلك بعد أن أجمعت دراستان لمركزي أبحاث أمريكي وهولندي على أن الهدوء السياسي الخادع، لا يعني أن حكومة الإطار التنسيقي برئاسة السوداني قادرة على التقدم خطوات سياسية جادة إلى الأمام.
وذكرت الدراستان اللتان نشرتا في معهد “بروكينغز” الأمريكي، ومعهد أبحاث “كليجنديل” الهولندي أن هدوءًا خادعًا قائمًا في العراق منذ مجيء السوداني إلى الحكم، إلا أن الخصومات والصراعات بين القوى والأحزاب الحاكمة ستؤدي إلى كسر هذا الهدوء.
يأتي ذلك في وقت طالبت وزارة الخارجية الأمريكية المواطنين الأمريكيين بعدم السفر إلى العراق بعد الهجمات التي تعرضت لها القوات والأفراد الأمريكيين بالمنطقة في الآونة الأخيرة.

السفيرة تؤهل أكبر تفاهة طائفية في تاريخ العراق المعاصر

وورد في تحذير السفر “لا تسافروا إلى العراق نظرا للإرهاب والاختطاف والصراع المسلح والاضطراب المدني ومحدودية قدرة البعثة في العراق على تقديم الدعم للمواطنين الأمريكيين”.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أن تحذير السفر يأتي عقب صدور أمر بالمغادرة لأفراد الأسر والموظفين الحكوميين من غير العاملين في حالات الطوارئ من السفارة الأمريكية ببغداد والقنصلية العامة بأربيل “نظرا لتزايد التهديدات الأمنية ضد الموظفين الأمريكيين والمصالح الأمريكية”.
وقالت الوزارة “نظرًا لدواع أمنية، نوجه موظفي الحكومة الأمريكية في بغداد بعدم استخدام مطار بغداد الدولي”.
وأرسلت الولايات المتحدة قوة بحرية كبيرة إلى الشرق الأوسط في الأسابيع القليلة الماضية، تشمل حاملتي طائرات وسفن دعم لهما ونحو 2000 من قوات مشاة البحرية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها سترسل منظومة الدفاع الجوي الصاروخي (ثاد) المضاد للأهداف على ارتفاعات كبيرة ومنظومة باتريوت للصواريخ الاعتراضية إلى الشرق الأوسط.
وقال متحدث عسكري حكومي الاثنين إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه الأجهزة الأمنية بتتبع العناصر المنفذة للهجمات على القواعد العسكرية الأمريكية.
ويرى مراقبون أن الرسالة الأمريكية في غاية الوضوح، بأن الهدوء السياسي الخادع الذي تعيشه حكومة الإطار التنسيقي ليس موضع اطمئنان، وأن واشنطن مع بقاء الوضع في العراق على ماهو عليه في الوقت الحاضر، إلا أن ذلك لا يعني أن زعماء العملية السياسية موضع ثقة دائمة.
وسبق أن نصحت وزارة الخارجية البريطانية بعدم السفر إلى جميع محافظات العراق، لضمان سلامة البريطانيين في بلد يعاني من الأوضاع الأمنية والسياسية القلقة.
وحذرت الوزارة في بيان نشر على موقع الحكومة الرسمي، من أن العراق لا يزال عرضة للتوترات السياسية والاحتجاجات الشعبية والتصعيد الإقليمي.
وأشارت إلى تعرض مدن شمال العراق في إقليم كردستان إلى هجمات متقطعة بالمدفعية والطائرات بدون طيار والصواريخ من دول جوار العراق. الأمر الذي يعرض حياة البريطانيين للخطر.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى