أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدولية

مسرحية عناصر الميليشيات في طريبيل تثير تهكم العراقيين والفلسطينيين معًا

مجلس شيوخ عشائر الثورة العراقية، يحذر أهالي محافظة الأنبار، من اعتصام الميليشيات المشبوه، الذي يهدف للسيطرة على منفذ طريبيل ضمن إطار مساعيها في السيطرة على جميع المنافذ الحدودية لزيادة وارداتها الاقتصادية وتسهيل تهريب الممنوعات.

الأنبار – الرافدين
أثار اعتصام وكلاء إيران من ميليشيات الإطار التنسيقي قرب منفذ طريبيل على الحدود العراقية الأردنية بدعوى “نصرة القضية الفلسطينية” سخرية الشارع العراقي من إصرار هذه الميليشيات على ترديد الشعارات الزائفة والاستعراضات الفارغة دون فعل حقيقي مع دخول معركة طوفان الأقصى يومها العشرين.
ويكشف “الصراخ” من قبل ميليشيات إيران في العراق، عن منسوب التهريج السياسي بأوامر إيرانية دون أي فعل حقيقي على الأرض، فيما تنأى إيران بنفسها عن الدخول في الصراع بحسب تصريحات رسمية.
ويأتي ذلك بعد يومين من تحذير مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور مثنى حارث الضاري من إيران بوصفها عدوًا أظهر المودة والعون لفلسطين، وزعم أنه مستعد للمعركة، وأنه يريد أن يعبد الطريق من طهران إلى القدس، ولكن حين جاء وقت المعركة لم يفعل شيئًا.
وقال الدكتور الضاري أثناء مشاركته في ندوة حوارية بعنوان “من إدلب إلى غزة… الجرح واحد” نظمتها وزارة الإعلام في حكومة الإنقاذ السورية في الشمال المحرر؛ بمشاركة نخب وعلماء من العالم الإسلامي، أن إيران خذلت القدس وفلسطين، مؤكدًا أن الطرق المحرِّرة للقدس تكون من القاهرة، ودمشق وبغداد عندما تكون في يد أهلها.
فيما حذر مجلس شيوخ عشائر الثورة العراقية، أهالي محافظة الأنبار، من هذا الاعتصام المشبوه، مؤكدًا أن الهدف يكمن في السيطرة على المنفذ ضمن إطار مساعيها في السيطرة على جميع المنافذ الحدودية لزيادة وارداتها الاقتصادية وتسهيل تهريب الممنوعات كما يجري في منافذ رسمية وغير رسمية تديرها الميليشيات مع سوريا وإيران.
وأوضح المجلس، أن هذه التجمعات تأتي في سياق التغيير الديمغرافي الذي تعمل عليه إيران في العراق، ومحاولة فرض أمر واقع على قضاء الرطبة غربي محافظة الأنبار الذي يعاني أهله من التضييق المتعمد عليهم وعلى أرزاقهم منذ سنوات، الأمر الذي دفع بالكثير منهم إلى الهجرة منها قسرًا.
وأشار إلى أن عدم ذهاب الميليشيات إلى منفذ القائم المتاخم للحدود العراقية السورية، أو الطرق الأخرى المفتوحة إلى سوريا والواقعة تحت سيطرتهم، ثم إلى الجولان قرب الحدود مع فلسطين المحتلة يكشف عن نوايا مبيتة تقف خلف تجمعات الميليشيات على الحدود مع الأردن.
ويحتشد العشرات من أتباع ميليشيات الإطار التنسيقي عند منفذ طريبيل داعين إلى فتح الحدود للوصول إلى فلسطين فيما قال مراقبون إنه كان الأجدر بهذه الميليشيات التوجه عبر سوريا التي تربطهم علاقات وثيقة مع نظام بشار الأسد فيه والوصول إلى الجولان المحتل الذي لا يبعد سوى بضع كيلو مترات عن أقرب قاعدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي إن كانوا جادين في دعم المقاومة الفلسطينية.
وبحسب مصادر محلية فإن ميليشيات الإطار التنسيقي قامت بالاعتداء على سائقي الشاحنات المحملة بالنفط الخام المتجهة إلى الأردن ضمن اتفاقية عقدتها حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني في آذار الماضي، وأجبرتها على العودة إلى الرمادي.

سميح المعايطة: لدى إيران عقدة نتيجة فشلها في صناعة مخالب وأتباع لها في الأردن، وعليه تحاول التيارات السياسية والميليشيات التابعة لإيران عرقلة أي تعاون يجمع الأردن والعراق

وأكدت المصادر، أن الميليشيات بدأت بفرض إتاوات على سائقي الشاحنات بمعدل 500 دولار على كل شاحنة تمر عبر الحدود، وسط استياء وغضب السائقين من الصمت الحكومي إزاء ما يجري بحقهم.
وطالب أحد سائقي شاحنات النفط حكومة السوداني في مقطع مصور جرى تداوله في منصات التواصل على نطاق واسع بإيجاد حل لما يجري على الحدود من غياب لسلطة الدولة وطرد الميليشيات لشاحنات النفط على مرأى ومسمع منها.
وتسائل صحفيون ومدونون حول هدف الميليشيات من التجمهر عن الحدود مع الأردن، في حين أن المنافذ الحدودية مع سوريا مفتوحة لهم بالكامل، وتخضع لسيطرتهم، فضلًا عن مناطق نفوذ ميليشيا حزب الله اللبناني المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة.
وتساءل كفاح محمود المستشار الإعلامي لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، “لماذا اختاروا الحدود الأردنية طريقًا (للمقاومة) من معبر طريبيل التي تمر منه آلاف الشاحنات النفطية إلى الأردن، ولم يذهبوا إلى سوريا علمًا بأن الطريق مؤمن لها ومفتوح والطريق من الجولان أكثر ثوابًا!”
وقال “يقول القادمون من هناك بأن مفارز (المقاومين) تفرض 500 دولار على عبور كل شاحنة”، في إشارة لعمليات السلب الذي تقوم به الميليشيات قرب منفذ طريبيل.
ووصف وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة تواجد ميليشيات عراقية تتبع إيران قرب الحدود الأردنية بالتحرك العدائي الذي يتستر بغطاء نصرة فلسطين.
وقال، المعايطة في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن “لدى إيران عقدة نتيجة فشلها في صناعة مخالب وأتباع لها في الأردن، وعليه تحاول التيارات السياسية والميليشيات التابعة لإيران عرقلة أي تعاون يجمع الأردن والعراق”.
وجدد تأكيده على أن منع ميليشيات الحشد الشعبي ومن يواليها عبور ناقلات النفط إلى الأردن يأتي انطلاقًا من الموقف الإيراني المعادي للمملكة الأردنية خلال السنوات الماضية.
وبيّن، أن امتناع ناقلات النفط عن العبور إلى الجانب الأردني خوفًا من الاعتداء عليها من قبل الميليشيات شيء متوقع، لأن الجهات التابعة لإيران ترى في تصدير النفط إلى الأردن أمرًا سلبيًا لا يجب إتمامه.
وتهكم المحلل السياسي شاهو القره داغي على اعتصام الميليشيات المفتوح بحسب وصفهم قرب الحدود العراقية الأردنية بالقول “المشاركون إلى الآن لم يجدوا الطريق السالك للمقاومة والذي يمر من سوريا، لذلك قرروا البقاء على الحدود الأردنية”، متسائلًا عمن يحرك هؤلاء.

كفاح محمود: لماذا اختاروا الحدود الأردنية طريقًا (للمقاومة) من معبر طريبيل التي تمر منه آلاف الشاحنات النفطية إلى الأردن، ولم يذهبوا إلى سوريا علمًا بأن الطريق مؤمن لها ومفتوح والطريق من الجولان أكثر ثوابًا!

بدوره أشار الصحفي العراقي عثمان المختار إلى وجود عناصر من ميليشيا الحوثي في مسرحية وكلاء إيران الجديدة ضمن سلسلة مسرحيات الشعارات الكاذبة وألاعيب التصريحات التي تمتهنها المليشيات الولائية في حين أن إيران تمتنع عن المشاركة في الحرب ونصرة القدس وفقًا لما تقوله شعاراتها.
وكتب في تغريدة على منصة أكس، أن “ميليشيات قاآني اختارت التجمع قرب الحدود مع الأردن تحت مزاعم الاعتصام ودعم غزة” مضيفًا أنها “قررت اعتراض صهاريج نقل النفط الذي تبيعه بغداد للأردن (10 آلاف برميل يوميًا)”.
وأضاف أنه “خلال 18 يومًا من طوفان الأقصى وبدء المجازر الصهيونية بحق أهلنا في فلسطين قمت بإجراء حساب سريع للتصريحات الإيرانية، 11 مرة أعلنت عدم صلتها بعمليات المقاومة وحماس، 6 مرات أعلنت عدم رغبتها في التصعيد بالمنطقة” مؤكدًا على أن طوفان الأقصى تعرية شاملة وتعرية المتعري.
وضمن صراع الميليشيات على تصدر المشهد ومحاولة استغلال القضية الفلسطينية خدمة لأجنداتها وإعادة تدوير نفسها شعبيًا، وصف مقتدى الصدر الاعتصام الحالي لميليشيات الإطار التنسيقي وأنصارها عند منفذ طريبيل مع الأردن بأنه تجمهر مع الفاسدين.
وفي رد على سؤال أحد أتباع التيار الصدري حول المشاركة في هذه التجمعات، هاجم صالح محمد العراقي المعروف بـ “وزير الصدر”، والمقرب من مقتدى الصدر، المجموعات المتواجدة قرب الحدود الأردنية ووصفها بالفاسدة.
وعبر مدونون عن الازدواجية في مواقف مقتدى الصدر من القضية الفلسطينية، مذكرين بعمليات القتل التي مورست ضد فلسطينيي العراق بعد عام 2003 وتهجير الآلاف منهم على يد ميليشيا جيش المهدي التابعة للتيار الصدري والتي انشقت عنها ميليشيات العصائب و”حزب الله”.
وكانت مواقف إيران ووكلاؤها في العراق والمنطقة من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، قد كشفت زيف الادعاءات التي تنادي بها نصرة للقدس، والمتاجرة بالقضية الفلسطينية بعد أن تجاهلت دعوات المشاركة بالحرب، خشية الإضرار بمصالحها.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين إيرانيين، قولهم أن الأولوية القصوى لخامنئي اليوم، هي استمرار وجود جمهورية إيران، مع استمرار استخدام إيران لغة قاسية ضد “إسرائيل” مع الامتناع عن القيام بعمل عسكري مباشر.
وأكدت الوكالة أن وقوف إيران موقف المتفرج في حال الاجتياح البري الإسرائيلي سيقوض استراتيجتها المتبعة منذ 40 عامًا، إذ إن إيران تخشى أن تنظر الميليشيات الحليفة لتقاعسها على الأرض بأنه علامة ضعف، لذا فإنها تسعى للموازنة بين الحفاظ على استراتيجتها وتجنب الخسائر المحتملة.
فيما قلل تقرير لمعهد واشنطن من أهمية “مسرحية الميليشيات في الحشد الشعبي.
وذكر بأن الميليشيات المدعومة من إيران نسّقت بياناتها للتقليل من احتمال انخراطها المباشر في النزاع.
ويبرز هنا عنصر مسرحي، إذ تربط هذه الميليشيات انخراطها الحركي بتطوراتٍ غير مرجحة (أي اتخاذ إسرائيل أو الولايات المتحدة قرارًا بتوسيع نطاق الحرب في المنطقة)، مما يجعلها تبدو قوية عندما تُطلق تهديداتٍ فارغة على الأرجح.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى