السوداني استوعب رسالة بلينكن من أجل استمرار حكومة الإطار التنسيقي
بمجرد هبوط طائرة بلينكن في مطار بغداد لم يسمح لأي مسؤول عراقي باستقباله وتم نقله بطائرة مروحية إلى مبنى السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء.
بغداد- الرافدين
قال مصدر إعلامي مطلع إن رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني، عاش دور المترقب القلق بانتظار اللقاء مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي وصل إلى مطار بغداد مساء الأحد.
واقتصرت زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى بغداد التي أحيطت بالسرية وعدم الإعلان عنها على عقد اجتماع مع رئيس الحكومة محمد شياع السوداني حضره وزير الخارجية فؤاد حسين.
وذكر أنتوني زورشر مراسل هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” المرافق لوزير الخارجية الأمريكي في رحلته إلى العراق “وصل بلينكن إلى بغداد تحت جنح الظلام. وارتدى الوزير والوفد الدبلوماسي المرافق له صدرية الدرع الواقي من الرصاص والخوذات أثناء الرحلة القصيرة بالمروحية من مطار بغداد إلى السفارة الأمريكية، حيث توجه بعد ذلك بسيارة السفارة الخاصة إلى اجتماع مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني”.
وبدت الرسالة التي يحملها بلينكن واضحة منذ هبوطه في مطار بغداد، حيث ارتدى صدرية ضد الرصاص في إشارة إلى عدم ثقته بالقوات الحكومية، واهتزاز الوضع الأمني في البلاد.
وقال صحافي أمريكي آخر مرافق لزيارة بلينكن بأن السلطات الأمريكية لم تسمح لأي من القوات الحكومية في العراق في التدخل بمسار تحرك وزير الخارجية في بغداد، وتكفلت القوات الأمريكية في حمايته.
وأضاف بأنه بمجرد هبوطه في مطار بغداد لم يسمح لأي مسؤول في حكومة الإطار التنسيقي باستقباله وتم نقله بطائرة مروحية من مطار بغداد إلى مبنى السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء.
وشدد الصحافي الذي حضر المؤتمر مع بلينكن في مقر السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء واقتصر على مراسلين أجانب من دون السماح لأي عراقي في حضوره، على أن توقيتات تنقل بلينكن كانت من مسؤولية السفارة الأمريكية من دون أي تدخل من قبل حكومة السوداني.
وأحيطت زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن بالسرية مساء الأحد، وهي محطة مهمة في رحلته السريعة عبر المنطقة ما بين رام الله وبغداد وأنقرة، التي وصفت بالفاشلة بسبب الموقف الأمريكي الداعم لحرب الإبادة التي تشنها “إسرائيل” على المدنيين في غزة وعدم دعم خيار وقف إطلاق النار.

والتقى بلينكن برئيس الوزراء محمد شياع السوداني في بغداد لأكثر من ساعة. كما زار السفارة الأمريكية حيث تلقى إحاطة أمنية حول التهديد الذي تتعرض له المنشآت الأمريكية.
وحذر مسؤولون أمريكيون من تورط أطراف أخرى في الحرب المتصاعدة في غزة.
وقال بلينكن في بيان مقتضب “كان من المهم للغاية إرسال رسالة واضحة للغاية إلى أي شخص قد يسعى للاستفادة من الصراع في غزة لتهديد موظفينا هنا أو في أي مكان آخر في المنطقة، عليك ألا تفعل ذلك”.
وأضاف بلينكن للصحفيين إنه أبلغ السوداني بأن هجمات الميليشيات المدعومة من إيران ضد الأفراد الأمريكيين غير مقبولة، وستقابل برد حازم.
وشدد على أنه كرر على السوداني أن الولايات المتحدة “ستفعل ما هو ضروري لحماية أفرادنا ومنشآتنا العسكرية”.
يأتي ذلك فيما قلل مصدر سياسي عراقي مطلع من التهديدات التي تطلقها ميليشيات إيران في العراق، مؤكدًا على أنها تأتي ضمن المساحة المسموح بها في سياسة التخادم الأمريكي الإيراني في العراق.
وشدد على أن واشنطن وطهران متفقتان على إبقاء الوضع على ما هو عليه في العراق، وعدم السماح بانفلات الوضع بذريعة الحرب المستمرة في غزة.
وقال المصدر إن الجانب الأمريكي أوصل رسائل واضحة لحكومة السوداني بأن مجرد تخط أكثر مما مسموح به وفق سياسة التخادم مع إيران، يهدد بقاء حكومة السوداني بما فيها أحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي.
يأتي ذلك فيما كشفت مصادر إعلامية، بأن القوات الأمريكية قطعت “قنوات تبادل المعلومات” مع القوات الحكومية في قاعدة عين الأسد غربي العراق.
وأوضحت المصادر أن الأمريكيين يعتقدون أن إحداثياتهم داخل القاعدة كانت يتم تسريبها من قبل المطلعين إلى الميليشيات الولائية المدعومة من إيران.
على الجانب الآخر ينتهز زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ثأره من أحزاب الإطار التنسيقي بعد منعه من تشكيل الحكومة، في تحريك أتباعه.
وخرج الآلاف من أتباع الصدر مساء الأحد في مظاهرات للاحتجاج على زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بغداد.
وتجمع أتباع الصدر في ساحة التحرير بعد دعوة زعيمهم بتنظيم مظاهرات احتجاجية للتنديد بزيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى بغداد.




