أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدولية

معركة طوفان الأقصى تركت بصمة واضحة في المشهد العالمي

الدكتور رأفت المصري الباحث في التفسير والدراسات الإسلامية والفكرية والمشرف العام على مؤسسة "مدارج": من تلطخت أيديهم بدماء أبناء الأمّة الإسلامية لن يكونوا أبدًا جزءًا من مشاريع نصرتها.

عمان- الرافدين
وصف الدكتور رأفت المصري المشرف العام على مؤسسة “مدارج” معركة طوفان الأقصى بأنها واحدة من الملاحم التأريخية التي تركت بصمة واضحة في المشهد العالمي، وهيأت منافذ جديدة تحقق الأمّة منها تقدمًا في مسارات النصر.
ونبه الدكتور المصري الباحث في التفسير والدراسات الإسلامية والفكرية في محاضرة بعنوان “قراءة إيمانية لطوفان الأقصى” إلى أن الاصطفاف الدولي مع كيان الاحتلال وتقديم الدعم له على هذه الشاكلة، فضلاً عن إجرام الصهاينة بحق المدنيين وتصويب آلة القتل على الأطفال؛ يعكس حجم الضرر الكبير في العدو بعد صولات المقاومة والانتصارات التي يحققها المجاهدون في القطاع.
جاء ذلك في المحاضرة التي استضافها مجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين في العاصمة الأردنيّة عمّان؛ بحضور ومشاركة عدد كبير من أبناء الجالية العراقية وضيوف الهيئة.
وتناولت محاضرة الدكتور رأفت المصري وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عددًا من المحاور بدءًا من طبيعة معركة طوفان الأقصى، والطريقة التي تمكنت فيها الثلة المؤمنة والمجاهدون في غزة من ضرب كيان الاحتلال في واحدة من الملاحم التأريخية التي تركت بصمة واضحة في المشهد العالمي، وهيأت منافذ جديدة تحقق الأمّة منها تقدمًا في مسارات النصر.
وأشار المحاضر إلى الترابط الوثيق بين قضايا الأمّة في مواجهة العدوان والاحتلالات التي تستهدفها، وإلى تشابه المعركة ومراحل الصراع بين العراق، وسورية، وفلسطين، وغيرها، لافتًا إلى أن القرآن الكريم نص على أن اليهود لا يمكنهم الاستعلاء إلا بإحدى طريقتين: إما بحبل وقوة من الله، مثلما حصل لبني إسرائيل في أزمان نبيّي الله داود وسليمان – عليهما السلام- وإما بحبل ودعم من الناس مثلما يحصل اليوم من الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي لكيان الاحتلال، مؤكدًا أن النوع الأول انتهى بأمر الله عز وجل، حينما ضل بنو إسرائيل وانحرفوا عن أمر الله، بينما الثاني ما يزال قائمًا وعلى الأمة المسلمة أن تعمل جهدها لقطع هذا الحبل.


مجلس الخميس الثقافي استقطب نخبة من رواده

واستعرض المشرف العام على مؤسسة مدراج الشواهد القرآنية ذات الصلة بالصراع مع اليهود، ومن ذلك ما جاء في سورة الإسراء من بيان استعلائهم وإفسادهم في الأرض، وشرح في هذا السياق أقوال أهل العلم وما ترجح منها في قوله تعالى {وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا}، مشيرًا إلى أهمية وعي الأمّة الإسلامية بالواجبات التي تقع على عاتقها بوصفها خير أمّة أخرجت للناس.
ولفت في هذا السياق إلى ضرورة تصحيح العديد من المفاهيم الرائجة خطأ في أذهان الناس ولا سيما ما يتعلق بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، موضحًا أن الأمة المسلمة إنما استمدت خبرتها من هذه الفريضة التي يجب أن تكون عالمية ودولية، وأن تُطبق في ميدان حركة الأمم وعد الاكتفاء بها على مستوى الأفراد أو في السياقات المحليّة.
وبيّن الدكتور رأفت المصري أن وسائل العمل لنصر غزة وفلسطين كثيرة، وأن الأفراد والكيانات والجهات والمؤسسات مسؤولون جميعًا عن القيام بالواجبات التي يفرضها الوقت عليهم، واستدل على ذلك بنصوص من القرآن الكريم والسنّة النبوية، وأحداث التأريخ، مؤكدًا أن من تلطخت أيديهم بدماء أبناء الأمّة الإسلامية لن يكونوا أبدًا جزءًا من مشاريع نصرتها.
وختمت المحاضرة بجولة من المداخلات والتعقيبات والتساؤلات التي أثرت موضوعها، وفتحت نوافذ جديدة للنقاش في قضايا أخرى تتعلق بالشأن الفلسطيني، وواقع المسلمين المعاصر، والأدوات والسائل المتاحة بكثرة ليعبر فيها كل فرد من الأمة عن صلته بإخوته فلسطين ويقدم لهم كل ما يستطيع من دعم ونصرة وجهاد وتضامن ونجدة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى