أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدولية

فرنسا تكشف عن وجهها القبيح بمحاسبة وكالة “فرانس برس” على عدم دعمها لعدوان “إسرائيل”

استدعاء فابريس فرايز رئيس وكالة “فرانس برس” إلى مجلس الشيوخ للإدلاء بتصريح حول سياسات البث التي لم تكن “موالية لإسرائيل” بما فيه الكفاية.

إسطنبول- الرافدين
تعرضت وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” لضغوط من الجمهور والسياسيين لعدم اتباعها سياسة بث “مؤيدة بشكل كاف لإسرائيل” خلال الحرب على غزة. الأمر الذي يكشف السقوط المريع لمزاعم المهنية والحساسية التي طالما أعلنت عنها الحكومات الغربية ووسائل الإعلام في “البلدان الديمقراطية”.
ووفقًا لتقارير في الصحافة المحلية الخميس، تم استدعاء فابريس فرايز رئيس الوكالة ومديرها التنفيذي إلى مجلس الشيوخ للإدلاء بتصريح حول سياسات البث التي لم تكن “موالية لإسرائيل” بما فيه الكفاية.
وأوضح فرايز في كلمته أمام المجلس، أن الوكالة متهمة “بزيادة معاداة اليهود” لأنها قالت “إن حماس معترف بها كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل” بدلا من القول “حماس إرهابية” وذلك منذ بداية الهجمات “الإسرائيلية” على القطاع.
ووصف فرايز هذه الاتهامات بأنها “خطيرة ودنيئة”، مؤكدا أن التغطية “المستقلة” التي تقدمها الوكالة للهجمات “الإسرائيلية” على غزة لا يمكن اعتباراها “منحازة”.
وتتعرض وكالة “فرانس برس” التي تتجنب استخدام عبارات مثل “معادة السامية، يهودي، إسلامي” في أخبارها، لانتقادات شديدة من السياسيين اليمينيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ والبرلمان منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
ولا تبدو وكالة الصحافة الفرنسية محايدة بما يكفي في كل تغطيتها لحرب الإبادة في غزة، وطالما روجت لـ “إسرائيل” وتبنت الخطاب المخادع على حساب الحقيقة.
وطالب نواب يمينيون متطرفون في البرلمان الفرنسي مرارًا وتكرارًا، الحكومة بمحاسبة وكالة “فراس برس” لعدم توفيرها تغطية كافية مؤيدة لإسرائيل.
ويرى الكاتب الصحافي كرم نعمة أن ما يحدث في وسائل الإعلام الغربية مع استمرار حرب الإبادة في غزة، ليس جديدًا فقد تنازلت عن حساسيتها الإخبارية منذ الترويج لأكاذيب حرب احتلال العراق. ولم تقدم اعتذارها حتى بعد اكتشاف بطلان تلك المزاعم.
وأضاف كرم نعمة المهتم بشؤون وسائل الإعلام وكان عنوان كتابه الأخير “السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي” أن الحكومات الغربية لا تشعر بأنها مكللة بالعار الإنساني في موقفها الداعم للحرب اللاأخلاقية في غزة، بينما وسائل الإعلام تحاول الحفاظ عن مصالحها مع هذه الحكومات وتتنازل عن جوهر نقل الحقيقة.


كرم نعمة: الجمهور الغربي عندما يبحث عن الحقيقة في حرب غزة فلأنه، لسوء حظ الصحافة، فقد الثقة بالصحافيين الذين تنازلوا عن المعايير إلى درجة أشعرت الناس بأنهم لا يجدون أنفسهم في التغطية الإخبارية التي صارت تعبر عن مفهوم نسبي للحقيقة
وأوضح كرم نعمة في تصريح لقناة “الرافدين” “لم تكن الصحافة التي تعيش زمنًا غير عادل بحقها، بحاجة إلى الموضوعية كما هي اليوم، في وقت تتعامل المنصات الرقمية مع المعلومات المضللة بشأن الاضطرابات السياسية والعنصرية والطائفية والاقتصادية، إلى درجة جعلت المجتمعات بما فيها الديمقراطية تعيش انقسامًا سامًا، لأن المجتمعات بحاجة إلى الحقيقة أكثر من أي وقت مضى، وتلك مهمة الصحافة وهي تتمسك بجوهرها في عصر ما بعد الحقيقة”.
وشدد على أن الجمهور الغربي عندما يبحث عن الحقيقة في حرب غزة فلأنه، لسوء حظ الصحافة، فقد الثقة بالصحافيين الذين تنازلوا عن المعايير إلى درجة أشعرت الناس بأنهم لا يجدون أنفسهم في التغطية الإخبارية التي صارت تعبر عن مفهوم نسبي للحقيقة أقرب إلى وجهات النظر. بينما التعريف الكلاسيكي للموضوعية بأنها التعبير عن الحقائق واستخدامها دون تشويه أو انحياز، والذي تجمع عليه القواميس الصحافية، ولم يتغير كثيرا مع كل التغيرات التي طرأت على صناعة الصحافة.”
وتتواصل هذه المواجهات بين وسائل الإعلام والحكومات الغربية على وقع حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” على غزة منذ 42 يومًا؛ وخلّفت 11 ألفا و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفًا و800 مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.
وتعرض مكتب وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” في غزة لأضرار مادية بالغة بعد إصابته بقذيفة.
وقالت وكالة “فرانس برس” إن أيًا من الموظفين الثمانية الذين يعملون في العادة بالمكتب في غزة لم يكن في المكتب في ذلك الوقت حيث تم إجلاؤهم بالفعل إلى جنوبي قطاع غزة.
وقال رئيس الوكالة فابريس فرايز في منشور على منصة “إكس” إن “وكالة الأنباء الفرنسية تدين بشدة الهجوم على مكتبها في مدينة غزة”.
وأضاف “موقع هذا المكتب معروف للجميع وتمت الإشارة إليه عدة مرات خلال الأيام القليلة الماضية، وعلى وجه التحديد لمنع مثل هذا الهجوم ولتمكيننا من مواصلة تقديم الصور على الطبيعة وعلى أرض الواقع”.
وتصاعدت ضغوطات الحكومات الغربية على وسائل الإعلام والصحف من أجل إظهار حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال “الإسرائيلي” على المدنيين في غزة بأنها “حرب أخلاقية تدافع فيها إسرائيل عن نفسها”! الأمر الذي أثار استهجان واستنكار الرأي العام في تلك البلدان بينما تستمر مجزرة الأطفال واقتحام المستشفيات في غزة.

فابريس فرايز: الاتهامات الموجهة لتغطيتنا خطيرة ودنيئة، فالتغطية “المستقلة” التي تقدمها الوكالة للهجمات الإسرائيلية على غزة لا يمكن اعتباراها منحازة
وسبق أن ونفت وكالتا “رويترز” و “أسوشيتد برس” وشبكة “سي.إن.إن” وصحيفة نيويورك تايمز علمها بالهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية، بعد أن نشرت منظمة “أونست ريبورتينج” مقالا تساءلت فيه عما إذا كان المصورون الصحفيون الفلسطينيون قد أبلغوا المنافذ الأربعة، التي استخدمت صورهم في تغطية الحدث، بالهجوم الذي شنه المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول.
وأثار الجدل تقرير لموقع HonestRerporting المؤيد لـ “إسرائيل” والمعني بتسليط الضوء على التغطية الإعلامية التي يعتبر أنها ليست في صالح حرب الإبادة التي تشنها “إسرائيل” على المدنيين في غزة.
وألمح الموقع إلى أن حركة حماس قد تكون أبلغت مصوّرين صحافيين فلسطينيين مستقلين في غزة يعملون لحساب وكالتي “أسوشييتد برس” و “رويترز” وشبكة “سي إن إن” وصحيفة نيويورك تايمز، بالهجوم مسبقًا.
وقالت رويترز إنها حصلت على الصور من مصورين مستقلين يقيمان في غزة وكانا على الحدود في صباح يوم السابع من تشرين الأول، ولم تكن لها علاقة سابقة بهما.
وأضافت الوكالة في بيان “نشعر بقلق بالغ إزاء عدم المسؤولية من جانب أونست ريبورتينج في نشر مثل هذه الاتهامات الجائرة. مديرها التنفيذي أقر بعدم وجود دليل يدعم التلميحات التحريضية الواردة في التقرير”.
وأوضحت “التكهنات التي لا أساس لها في منشور أونست ريبورتينج… شكلت مخاطر جسيمة للصحفيين في المنطقة، ومنهم الذين يعملون لدى رويترز”.
وأشارت وكالة “أسوشيتد برس” و “سي.إن.إن” وصحيفة نيويورك تايمز إلى بياناتها المنشورة مسبقًا والتي نفت فيها أنها كانت على علم مسبق بهجوم السابع من تشرين الأول.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى