أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

بعد أكثر من 6 سنوات.. رفات الكثير من ضحايا الموصل ما زالت تحت الأنقاض.

ناشطون: ملف رفات الجثث التي ما زالت تحت أنقاض المباني المدمرة في محافظة نينوى مهمل بشكل كبير، ولا توجد تخصيصات مالية لإنهائه.

نينوى – الرافدين
انتشلت فرق الدفاع المدني في مدينة الموصل بقايا 3 جثث تعود لمدنيين من تحت أنقاض المنازل المدمرة في منطقة الميدان التي تسمى بالمنطقة القديمة، الواقعة في الجانب الأيمن من المدينة.
ومع مطلع الشهر الجاري أعلنت مديرية الدفاع المدني أن فريق البحث والإنقاذ لدى مركز رتل الطوارئ، انتشل رفات 11 جثة مجهولة من تحت الأنقاض في منطقة الميدان بمدينة الموصل.
وأوضحت المديرية أنه “تم تسليم رفات الجثث بمحضر رسمي إلى الطب العدلي”.
وقال مدير الدفاع المدني في نينوى، العميد حسام خليل، إن “فرق الدفاع المدني تواصل العمل لرفع الأنقاض من مدينة الموصل القديمة، وخلال ذلك البحث عن رفات الجثث، وتسليمها إلى الطب العدلي بحسب الإجراءات القانونية المعتمدة”.
وبين العميد حسام خليل أن “التأخير في رفع بعض الأنقاض وانتشال بقايا الجثث من تحتها، يعود لكون بعض المنازل والمناطق ما زالت تحوي قنابل ومقذوفات غير منفجرة ويمكن أن  تنفجر أثناء عمليات الرفع، وهذا أمر يتطلب مسحًا ميدانيًا تجريه الجهات الأمنية المختصة قبل دخول فرق الدفاع المدني”.
وقالت مسؤولة قسم الطب العدلي في دائرة الصحة نينوى، شهد عارف، إن “الطب العدلي في المحافظة، سجل حتى الآن انتشال ما يقارب بقايا 6 آلاف جثة، بينها أكثر من 1700 ما زالت مجهولة الهوية، وما زال الطب العدلي يستلم رفات الجثث من فرق الدفاع المدني التي تعمل منذ سنوات طويلة على انتشال رفات الجثث”.
وأضافت شهد عارف أن “الطب العدلي في نينوى يتسلم رفات الجثث بشكل شبه يومي، وحسب المعلومات فإن الكثير من الجثث ما زالت تحت الأنقاض التي لم تعمل فرق الدفاع المدني على رفعها وكشف ما تحتها”.
وشككت مراصد حقوقية وفرق تطوعية بالأعداد التي تعلنها الحكومة بين الحين والآخر مؤكدين أن هناك بقايا جثث تقدر بين 700 إلى 1000 جثة لمدنيين ما تزال تحت الأنقاض لغاية الآن، وهي البقايا المعلومة فقط، لكن قد يرتفع العدد إلى الضعفين في حال رفع أنقاض المنازل والمباني الأخرى التي ما زالت جاثمة لغاية الآن.
وقال الإعلامي زياد السنجري “على الرغم من انتهاء العمليات العسكرية منذ 6 سنوات ما زال الدفاع المدني ينتشل بقايا الجثث من مدينة الموصل القديمة”، لافتًا إلى أن محافظة نينوى تضم أكثر من 96 مقبرة جماعية مشخصة لم تقم الحكومات المتعاقبة بفتحها وتخصيص الأموال لذلك”.
وقالت الناشطة سرور الحسيني وهي مديرة إحدى الفرق التطوعية أن فريقها انتشل رفات نحو 1000 جثة من المدينة القديمة خلال عام واحد.
وأضافت الحسيني أن “عدد بقايا الجثث يزيد عن الأعداد التي تتحدث عنها الجهات الرسمية، ومن المؤكد أن العديد من رفات الجثث لا تزال تحت الأنقاض”.
وتتغاضى السلطات الحكومية عن المطالب المتكررة من آلاف العائلات في محافظة نينوى بمعرفة مصير أبنائها المفقودين منذ انتهاء المعارك في مدينة الموصل، وضرورة إجراء فحص الحامض النووي الوراثي لحسم هوية تلك الجثث وإبلاغ ذويهم بنتائج الفحوصات.
وحملت الناشطة في مجال حقوق الإنسان في نينوى، هدى المعماري، الجهات الحكومية مسؤولية إهمال ملف رفات الجثث التي ما زالت تحت أنقاض المحافظة، وخاصة في الموصل القديمة، مؤكدة أن “الملف مهمل بشكل كبير، ولا توجد تخصيصات مالية لإنهائه”.
ولفتت إلى أنه “على الرغم من الجانب الإنساني في الملف، ومعاناة ذوي المفقودين ممن لم يعرفوا مصير أبنائهم بعد، إلا أننا لم نشهد وضع خطط مناسبة لحسم ملف الأنقاض ورفع الرفات”، موضحة “وجود شكاوى كثيرة من الأهالي ومطالبات بإنهاء معاناتهم، فضلاً عن أهمية رفع الأنقاض التي تعد عائقًا يمنع عودة النازحين”.
ويربط الناشط حسين الحديدي تأخر رفع الأنقاض وانتشال رفات الجثث بالفساد المستشري في الموصل، ويؤكد أن أموالاً كثيرة صرفت في هذا المجال، لكن لم تنته عمليات رفع الأنقاض وانتشال رفات الجثث. مشيرًا إلى أن “الفساد وسرقة الأموال وصلت حتى إلى مساكن المنكوبين المدمرة، وإلى رفات جثث الضحايا الذين سقطوا خلال الحرب”.
وفي تعليق على سبب التأخر في عمليات انتشال رفات الجثث وإزالة الأنقاض، قال محافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي، إن “السبب الرئيس لتأخير عمليات رفع الأنقاض وانتشال رفات الجثث، هو سيطرة الميليشيات المسلحة على تلك المناطق ومنع فرق الدفاع المدني من الاقتراب منها، إلا بعد أن تجري هي عمليات بحث عن الأموال التي تركها الناس في منازلهم”.
وبين النجيفي أن “تلك الميليشيات تعمل على سرقة “السكراب” الذي يباع بعد جمعه، ولهذا كانت تؤخر عمليات البحث عن رفات الجثث من تحت الأنقاض طيلة السنوات الماضية، كما تعرقل أي جهود تهدف لعودة الحياة إلى طبيعتها في مدينة الموصل القديمة”.
وتفاعل مدونون على منصات التواصل الاجتماعي مع ملف انتشال رفات الجثث في الموصل والإهمال الحكومي المرافق له وقال المدونون “إلى اليوم توجد رفات جثث تحت الأنقاض وتم منع دخول فرق البحث إلى الكثير من المناطق وتم بيع حطام المنازل لمعامل الحديد وتم العثور على عظام أهل الموصل مع حديد “السكراب” وهناك الكثير من الأدلة على ذلك”.
وأضافوا “بعد أكثر من 6 سنوات من عمليات استعادة محافظة نينوى لا زالت عملية انتشال رفات جثث المدنيين من تحت الأنقاض مستمرة لتكون شاهدًا على “تحضر” القوات المهاجمة، فكم تحتاج غزة من وقت لانتشال الجثث ؟!”.
ولفتوا إلى أن “خبر انتشال رفات الجثث بات يمر مرور الكرام على العالم بأسره، دون أن يتحرك له ضمير وأن رفات الضحايا ما زالت تحت أنقاض مدينة الموصل تنتظر موعد دفنها”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى