أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

بلينكن للسوداني: سنتولى الأمور بأيدينا إن لم تلاحق الميليشيات

ثلاثة مسؤولين أمريكيين ووزير الخارجية البريطانية يضعون السوداني أمام سياسة "اللاخيار" بفرض سلطته على الميليشيات التي أوصلته لرئاسة الوزراء.

بغداد- الرافدين
وضع ثلاثة مسؤولين أمريكيين رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني أمام سياسة “اللاخيار” حيال خضوع حكومته إلى سطوة الميليشيات الولائية.
وطالب المسؤولون الأمريكيون السوداني بأن يمارس سلطته على الميليشيات التي تقوم بمهاجمة البعثات الدولية في العراق، في وقت نبه وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون السوداني من مغبة تهاونه مع الميليشيات الولائية.
وشدد كاميرون في الاتصال الهاتفي “وهو الثاني له مع السوداني خلال أسبوعين” على أن العراق غير مهيأ أن يلعب أي دور محتمل في الصراع القائم حاليًا في غزة، وعلى رئيس الحكومة أن يمارس سلطة أقوى لمنع الميليشيات المارقة من تجاوز ما مسموح لها وحماية الرعايا الأجانب في العراق.
وطالب كاميرون رئيس حكومة الإطار التنسيقي أن يفرض سلطته على ميليشيات تابعة للحكومة، لأن مجرد الانفلات في العراق فإن الحكومة لا تتحمل تكلفة ذلك خصوصًا مع النقمة الشعبية المتصاعدة في العراق.
بينما عبر المسؤولون الأمريكيون في رسائل حازمة للسوادني بأن صبر واشنطن ينفد على خضوعه لسطوة الميليشيات.
وأوضح وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن للسوداني بأن الهجمات ضد القوات الأمريكية يجب أن تتوقف.


مصطفى سالم: العواقب الوخيمة التي هدد بها مدير المخابرات الأمريكية رئيس الوزراء أكبر من صلاحيات السوداني وحكومة الإطار التنسيقي

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن مسؤول أمريكي قوله إن وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن قال للسوداني إن واشنطن تتوقع من المسؤولين العراقيين اتخاذ اجراءات اضافية لمنع مثل هذه الهجمات، وهي تعتقد أن بإمكانهم القيام بذلك.
كما نقل تقرير الوكالة عن مسؤول عراقي قوله إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز حذر السوداني خلال زيارته الأخيرة الى المنطقة من “عواقب وخيمة” في حال لم يتحرك العراق لوقف الهجمات.
ووفقا لمسؤولين عراقيين اثنين رفضا الكشف عن هويتهما، قالت الوكالة الأمريكية أن بلينكن خلال اتصال هاتفي مع السوداني في وقت سابق من هذا الشهر، قال إن الأمريكيين سيتولون الأمور بأيديهم، لأن بغداد لم تفعل ما يكفي لملاحقة الجناة.
وتتمتع إيران بنفوذ كبير في العراق من خلال القوى المدعومة منها والمنضوية في الإطار التنسيقي الذي أوصل السوداني الى رئاسة الحكومة، وأن بغداد تعتمد بشكل كبير على اعفاءات من العقوبات من جانب واشنطن من أجل أن تتمكن من الحصول على الكهرباء من إيران، غير أن الاحتياطات الأجنبية للعراق مودوعة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي منذ الاحتلال في العام 2003، ما يمنح الأمريكيين سيطرة كبيرة على حصوله على الدولار.
وندد السوداني بالهجمات على البعثات الغربية في العراق في محاولة لجلب استعطاف الموقف الأمريكي.
إلا الباحث في معهد “تشاتهام هاوس” البريطاني ريناد منصور عبر عن اعتقاده أن إيران تحاول ضمان أن تظل الهجمات أقل من المستوى الذي قد يثير رد فعل أمريكي كبير، موضحًا أن “كلًا من إيران والعراق حافظا حتى الآن على خط واضح مفاده أنه في الوقت الحالي، ليس بمقدور العراق أن يتحول الى ملعب يمكن أن يزعزع استقرار حكومة السوداني”.
وقال إن ذلك مرده جزئيًا دور العراق في تبادل الرسائل بين واشنطن وطهران، حيث إن السوداني يكون أحيانًا هو من ينقل الرسائل بين البلدين.
وأضاف أن واشنطن استخدمت الإعفاء من العقوبات “كإحدى أوراقها” في الجهود التي تركز على الاقتصاد للضغط على إيران والعراق.
وذكر تقرير وكالة “أسوشيتد برس” أنه بخلاف حزب الله اللبناني، الذي ينظر اليه على أنه اقوى وكيل لإيران في المنطقة، فإن الميليشيات العراقية لم تقم حتى الآن سوى بدور محدود في الصراع.


ريناد منصور: إيران تحاول ضمان أن تظل هجمات ميليشياتها في العراق أقل من المستوى الذي قد يثير رد فعل أمريكي كبير

وقال مسؤول في ميليشيا “كتائب حزب الله” المنضوية في الحشد الشعبي إنه في الوقت الحالي، لا يوجد سوى عدد محدود من عناصر الميليشيات من العراق في الجنوب اللبناني، بالقرب من الحدود الشمالية لإسرائيل، مضيفًا أن العراقيين يعملون على “ادارة المعركة” جنبًا الى جنب مع حزب الله.
ويرى مراقبون أن الرسالة الأمريكية والبريطانية المتزامنة في غاية الوضوح، بأن الهدوء السياسي الخادع الذي تعيشه حكومة الإطار التنسيقي ليس موضع اطمئنان، وأن واشنطن مع بقاء الوضع في العراق على ماهو عليه في الوقت الحاضر، إلا أن ذلك لا يعني أن زعماء العملية السياسية موضع ثقة دائمة.
وتؤكد التقارير السرية التي ترفعها السفيرة ألينا رومانوسكي إلى وزارة الخارجية الأمريكية على أن موجة الاستياء الشعبي العراقي لم تتراجع، وأن الصراع والتنافس بين القوى السياسية والأحزاب على مغانم الدولة تستعر مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات.
ويرى الكاتب السياسي العراقي مصطفى سالم أن العواقب الوخيمة التي هدد بها مدير المخابرات الأمريكية رئيس الوزراء أكبر من صلاحيات السوداني وحكومة الإطار التنسيقي.
وقال “القوات الأمريكية لا تواجه ضربات مؤثرة، لكن المرحلة بحاجة للتصعيد، وإصرار الميليشيات على استهداف قواعدها لا إسرائيل، لارتباطها بإيران وسياسة (الصبر طيب) المتبعة امريكيًا معها”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى