أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

لم يعد هناك مستشفيات عاملة في غزة بعد أن أصبحت حمام دم

منظمة الإغاثة الدولية “أوكسفام”: 90 بالمائة من سكان غزة، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة، يواجهون الجوع الشديد ويزداد خطر المجاعة يوما بعد يوم ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

جنيف – قالت منظمة الصحة العالمية إنه لم يعد هناك مستشفيات عاملة في شمال قطاع غزة واصفة مشاهد مرضى متروكين يستجدون الطعام والماء بأنها “لا تحتمل”.
وأفادت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنها قادت بعثات إلى مستشفيَين أصيبا بأضرار بالغة هما الشفاء والأهلي في شمال قطاع غزة الأربعاء.
وصرّح ممثل منظمة الصحة في قطاع غزة ريتشارد بيبركورن “طواقمنا تعجز عن وصف الوضع الكارثي الذي يواجهه المرضى والطواقم الطبية” الذين ما زالوا هناك.
وجاءت تصريحاته فيما تتكثّف الجهود الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى هدنة للحرب التي أودت بحياة 20 ألف شخص في غزة 70 بالمائة منهم من النساء والأطفال.
وكانت منظمة الصحة العالمية قالت الشهر الماضي إن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات القطاع، بات “حمام دم”.
وأصبح المستشفى الأهلي آخر المؤسسات الاستشفائية التي لا تزال في الخدمة في شمال قطاع غزة، لكن مديره فضل نعيم أعلن توقف المرفق عن العمل الثلاثاء بعد اقتحام جيش الاحتلال “الإسرائيلي” له.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أشرف القدرة الخميس إن “الاحتلال دمر المنظومة الصحية بشكل كامل في شمال قطاع غزة”.
وكشفت البعثة التي تقودها منظمة الصحة العالمية أن المستشفى الأهلي الذي كان قبل يومين “مكتظا بالمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طارئة”، أصبح الآن “هيكلا فارغا”، وفق ما قال بيبركورن لصحافيين في جنيف عبر رابط فيديو من القدس.
وأضاف “لم تعد هناك غرف لإجراء عمليات بسبب نقص الوقود والكهرباء والإمدادات الطبية والطواقم الطبية من جراحين ومتخصصين آخرين. توقّفت عن العمل بشكل كامل”.
ومن بين مستشفيات غزة البالغ عددها الإجمالي 36 مستشفى، هناك تسعة فقط تعمل الآن بشكل جزئي، وكلها في الجنوب.
وتابع بيبركورن “لم تعد هناك مستشفيات قيد الخدمة في الشمال”.
وتعرضت المستشفيات المحميّة بموجب القانون الإنساني الدولي لقصف وحشي “إسرائيلي” بشكل متكرر في غزة منذ اندلاع الحرب.
وردا على سؤال حول الادعاءات “الإسرائيلية” بشأن تواجد المقاومة الفلسطينية في المستشفيات، قال بيبركورن “لم نر شيئا من ذلك على أرض الواقع”، مضيفا أن منظمة الصحة العالمية “ليست في وضع يسمح لها بمعرفة كيف يستخدم كل مستشفى”.
وأشار إلى أنه رغم أن الهدف من زيارة البعثة الأربعاء كان توصيل الوقود، فإن عدم وجود ضمانات أمنية يعني أنه لا يمكنهم سوى توصيل إمدادات طبية وأدوية، لكن ذلك لم يكن كافيا بحسبه.
وأوضح “من دون وقود وطواقم وأساسيات أخرى، لن تحدث الأدوية فرقا وسيموت جميع المرضى ببطء وبشكل مؤلم”.
وقال إنه في المستشفى الأهلي لم يتبق إلا 10 موظفين يفعلون كل ما في وسعهم لتقديم الإسعافات الأولية الأساسية، في حين يلجأ حوالى 80 مريضًا إلى كنيسة في أرض المستشفى وإلى قسم العظام.
من جهته، وصف شون كايسي رئيس بعثات منظمة الصحة العالمية إلى غزة والذي كان ضمن هذه البعثة الظروف بأنها “لا تصدق”.
وفي المستشفى الأهلي، كان الفريق يسير في ساحته حيث تراكمت جثث ملفوفة بأغطية بيضاء، فيما كان يسمع صوت إطلاق نار على مقربة من الموقع، وفق ما أفاد كيسي صحافيين من رفح في جنوب غزة.
وروى كايسي “في الكنيسة، رأينا مشهدا يفوق الاحتمال”، واصفا استجداء 30 مريضًا، بينهم أطفال صغار وبعضهم مصابون بجروح خطرة، الماء وليس الرعاية.
وأضاف “حاليا، هو مكان ينتظر فيه الناس الموت”.
وجدّد الدعوة الملحة بشكل متزايد إلى وقف إطلاق النار للسماح بدخول كميات كافية من المساعدات وكذلك إجلاء عدد أكبر من المرضى من غزة. وردا على سؤال حول ما إذا كان الوقت ينفد قال كايسي “أعتقد أن الوقت فات”.
وأوضح “نحن نتعامل مع بالغين وأطفال يتضورون جوعًا… في كل مكان نذهب إليه، يطلب منا الناس الطعام. حتى في المستشفيات… يطلب أشخاص مصابون بجروح تنزف الطعام”.


ممثل منظمة الصحة في قطاع غزة ريتشارد بيبركورن: طواقمنا تعجز عن وصف الوضع الكارثي الذي يواجهه المرضى والطواقم الطبية الذين ما زالوا هناك

وختم قائلا “إذا لم يكن ذلك مؤشرا على اليأس، فلا أعرف ما هو المؤشر”.
إلى ذلك قالت منظمة الإغاثة الدولية “أوكسفام” إن 90 بالمائة من سكان غزة، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة، يواجهون الجوع الشديد ويزداد خطر المجاعة يوما بعد يوم ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
جاء ذلك في بيان على حسابها بمواقع التواصل الاجتماعي، رداَ على البيانات التي شاركها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بشأن معدلات الجوع في غزة والتي ذكرت أن ما لا يقل عن 25 بالمائة من سكان غزة يواجهون الجوع الشديد.
وأكدت أوكسفام أن أكثر من 90 بالمائة من السكان يعانون من الجوع الشديد.
وأوضحت “إن جميع سكان غزة تقريبًا، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة، يواجهون الجوع الشديد ويزداد خطر المجاعة يومًا بعد يوم ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار”.
وأشار البيان إلى أن جميع الأسر في غزة تقريبًا تفوت وجباتها كل يوم، وشككت في التقييم الوارد في التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي التابع لبرنامج الأغذية العالمي بأن ربع سكان غزة يواجهون جوعًا كارثيًا.
وذكر البيان أن تقييم التصنيف المرحلي المتكامل تم إجراؤه في الفترة ما بين 24 تشرين الثاني و4 كانون الأول ولا يعكس الوضع الحقيقي فيما يتعلق بالجوع بغزة.
وأكدت أوكسفام “يقدم هذا التقرير (لبرنامج الأغذية العالمي) صورة قاتمة لانعدام الأمن الغذائي الذي تعاني منه غزة حاليًا ويكشف عن الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ”.
وأكدت عليمة شيفجي، نائبة الرئيس التنفيذي لمنظمة أوكسفام، والتي أدرجت تقييماتها في البيان، أن الناس يموتون من الجوع في غزة بينما امتنعت المملكة المتحدة عن التصويت وماطلت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقالت “أولئك في المجتمع الدولي الذين يرفضون كبح جماح الآلة العسكرية الإسرائيلية وعقابها الجماعي للفلسطينيين في غزة، يشعرون اليوم بالعار والتواطؤ، إن هذه الفضيحة تحت رقابتكم”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى