أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الرأي العام بات عاجزًا عن تجاوز حدود الإدانة المجردة أمام جرائم الاحتلال في غزة

هيئة علماء المسلمين في العراق: على الرغم من عمق الجراح التي أصابت أهلنا في قطاع غزة وشدّة إيلامها؛ فإن المقاومة الفلسطينية ما زالت تلحق بالعدو خسائر غير مسبوقة، وتتسبب بفقدانه توازنه.

عمان- الرافدين
قالت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق، إن المجزرة الجديدة التي طالت أهلنا في مخيمات المنطقة الوسطى من قطاع غزة؛ تأتي مكمّلة لسلسلة جرائم الإبادة، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية التي يواصل الاحـ ـتـ ـلال الصـ ـهـ ـيوني ارتكابها على مدار الساعة، وخلّفت هذا العدد الكبير من الضحايا بالتوازي مع تصاعد حجم ونوع الدمار الذي طال كل شيء في القطاع، وأحال مناطقه كافة إلى ركام، أمام أنظار الرأي العام الذي بات عاجزًا عن تجاوز حدود الإدانة المجردة والانتقال إلى الفعل الحقيقي، الذي من شأنه أن يلجم كيان الاحـ ـتـ ـلال ويوقف داعميه عند حدودهم.
وذكرت الأمانة العامة في بيان لها صدر الاثنين الرابع والعشرين من كانون الأول الجاري “شنّ طيران الاحـ ـتـ ـلال الصـ ـهـ ـيوني بعد منتصف الليلة الماضية أكثر من خمسين غارة في آنٍ واحد استهدفت المنطقة الوسطى من قطاع غزة، ولا سيّما المجمعات والمربّعات السكنية الآهلة بالنازحين والمدنيين في مخيّمات: (المغازي) و(البريج) و(النصيرات)؛ وأدّى ذلك إلى استشهاد أكثر من (95) شخصًا أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن، ممن أصبحوا في عداد ضحايا الإجرام الصـ ـهـ ـيوني، الذين تجاوزوا العشرين ألفًا منذ بدء العدوان، إلى جانب عشرات الآلاف من الجرحى والمرضى، الذين يواجهون صعوبات جمّة في تلقي العلاج؛ نتيجة استهداف الاحتلال المستشفيات والفرق الطبية، ومنعه إدخال المساعدات الإنسانية؛ إيغالًا منه في جرائم الإبادة والمجازر التي يواصل ارتكابها على مدى ثمانين يومًا خلت”.
وأضاف بيان هيئة علماء المسلمين في العراق “على الرغم من عمق الجراح التي أصابت أهلنا في قطاع غزة وشدّة إيلامها؛ فإن المقاومة الفلسطينية ما زالت تلحق بالعدو خسائر غير مسبوقة، وتتسبب بفقدانه توازنه على الرغم من جميع صور وأشكال الدعم الممنوح له دوليًا وإقليميًا”.
وشدد على أن استمرار جرائم الاحـ ـتـ ـلال الصـ ـهـ ـيوني في قطاع غزة على هذه الشاكلة من أنماط الإبادة والأرض المحروقة ومحاولات استئصال الجنس البشري، في ظل عدوان يحظى بـ(حصانة دولية) تتيح له الإسراف في القتل والإفراط في التدمير -وهو يقترب من دخول شهره الثالث- دون ظهور تحرّك معتبر ومشروع حقيقي يُنصر فيه المستضعفون ويُقهر فيه العدو وتُدعم فيه المقاومة؛ هو إخلال فادح بالواجب المناط بالأفراد والجماعات والنخب والهيئات والأنظمة على حد سواء، ولا شك أن التخلف عن القيام بهذا الواجب؛ هو مظنة العقوبة الربانية، قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وعاش الفلسطينيون في قطاع غزة، ليل الأحد – الإثنين واحدة من أعنف ليالي الحرب، بعد أن كثف جيش الاحتلال غاراته الجوية والمدفعية على جميع المناطق، لاسيما في مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، إضافة لاندلاع حرائق في مصانع ومنازل لعدة ساعات ودمار مادي هائل.
وأفاد شهود عيان بأن الطائرات الحربية والآليات المدفعية نفذت خلال اللية الماضية وساعات الصباح “عشرات الغارات العنيفة على مناطق متفرقة من القطاع، خاصة مخيمات النصيرات والبرج والمغازي (وسط)”.

أين ضمير العالم؟
وأشاروا إلى أن “دبابات قوات الاحتلال أطلقت عشرات قنابل الإنارة في منطقة جباليا شمال القطاع، قبل أن تتراجع لعدة مئات من الأمتار من تلك المنطقة”.
من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن “طائرات الاحتلال نفذت أكثر من 50 غارة متتالية بينها مجموعة من الأحزمة النارية العنيفة بين مخيمات النصيرات والبريج والمغازي”.
وأضاف المكتب “جيش الاحتلال يرتكب مجازر جديدة بحق المدنيين والأطفال والنساء لاسيما وأن هذه المخيمات مكتظة بالسكان وبيوت المواطنين متلاصقة”.
ومساء الأحد، أعلنت وزارة الصحة في غزة “استشهاد 70 فلسطينيا” إثر قصف “إسرائيلي” على مخيم المغازي وسط القطاع.
وقال متحدث وزارة الصحة أشرف القدرة “بلغ عدد ضحايا مجزرة مخيم المغازي 70 شهيدًا”.
وذكر القدرة في بيان آخر أن “ما حدث في مخيم المغازي هو إبادة جماعية لمربع سكني مكتظ يتجمع فيه عدد من العائلات من أماكن مختلفة”.
وفي مدينة خانيونس جنوب القطاع، استشهد 23 فلسطينيًا وأصيب عدد آخر في قصف استهدف منزلاً في منطقة “معن” شرق، وفق مصادر طبية فلسطينية.
وأشار القدوة إلى أن المنظومة الصحية في غزة تعاني بشدة، فأكثر من 23 مستشفى خرجت عن الخدمة وعدد كبير من الجرحى فقدوا حياتهم لعدم وجود مستلزمات طبية للتعامل مع إصاباتهم.
وطالب الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية بضرورة إرسال المستلزمات الطبية والأدوية للقطاع وإخراج الجرحى للعلاج بالخارج وإدخال مستشفيات ميدانية مجهزة إلى غزة لإنقاذ الأعداد الهائلة من الجرحى.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى