أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الدكتور مثنى الضاري: الجهود الرسمية والشعبية العراقية تكاتفت لنصرة فلسطين منذ بداية القرن العشرين

مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق يستعرض محطات تأريخية من جهود العراقيين في الدفاع عن فلسطين والقدس في محاضرة وثقت مواقف وشخصيات وطنية ضمن فعاليات (مجلس الخميس الثقافي).

عمان- الرافدين
استعرض مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور مثنى حارث الضاري؛ محطات تأريخية من جهود العراقيين في الدفاع عن فلسطين والقدس في القرن العشرين؛ في محاضرة وثقت مواقف وشخصيات كثيرة، ضمن فعاليات (مجلس الخميس الثقافي)، في ديوان الهيئة بالعاصمة الأردنية عمان، بحضور جمع من أبناء الجالية العراقية وضيوف الهيئة في الأردن.
وبيّن الدكتور الضاري في مستهل محاضرته أن الاهتمام العراقي بفلسطين وقضاياها يعود إلى ما قبل الحرب العالمية 1914 عن طريق عدد من علماء العراق ورجال فكره، مبينًا أن هذا الاهتمام أخذ بالتنامي والتحول إلى الطور الشعبي، ولا سيما في مرحلة سنوات ما بعد الاحتلال البريطاني وثورة العشرين وما تبعهما من أحداث وترتب عليهما من آثار وتداعيات شغلت العراقيين بعموماتها وتفصيلاتها.
وأشار إلى أن جهود العراقيين في الدفاع عن القدس والأقصى خاصة وفلسطين عامة؛ لا يمكن حصرها؛ لكثرتها وتنوعها؛ في المجالات السياسية والعسكرية والثقافية والعلمية والإنسانية، فضلًا عن عدم اقتصارها على مستوى واحد فهي جهود رسمية وشعبية وجهود مشتركة بينهما، مبينًا أنّ الجهود العراقية المتعلقة بالقضية الفلسطينية تنوّعت وتكاثرت، واتسمت بصفات عدة، من أبرزها مشاركة مكونات الشعب جميعًا فيها، ونشاط قادة الفكر والثقافة الجاد والفاعل فيها، من العلماء، والمفكرين، والأدباء، والشعراء، والصحفيين، والسياسيين، فضلًا عن الفئات والشرائح المجتمعية من الطلاب والشباب، والنساء، وشيوخ العشائر، والنقابات المهنية الممثلة للمحامين، والمعلمين، والأطباء، والمهندسين والعمال، وغيرهم.
وعرض مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين نماذج من جهود العراقيين في نصرة فلسطين وقضيتها، ولا سيما ما يتعلق بالجهود الشعبية على المستويين الجماعي (المؤسسي) والفردي، مبينًا أن من صور الجهود الجماعية؛ المؤتمرات، واللجان والجمعيات، والتجمعات الجماهيرية، والفتاوى والكتابات الشرعية، ومذكرات الاحتجاج، والرسائل والبرقيات، علاوة على الجهود الفردية لعلماء العراق ودعاته ومفكريه ونخبه في المجالات المختلفة ولا سيما علماء الدين.
وتناولت المحاضرة أمثلة لهذه الجهود، من قبيل: المؤتمر الإسلامي في القدس سنة 1931، والمؤتمر الإسلامي العام في القدس سنة 1953، والمؤتمر الإسلامي العام في القدس في سنتي 1952 و1953، والمؤتمر الإسلامي العام في بغداد سنة 1962، إلى جانب لجنة الشباب الموصلي، ولجنة الأحزاب العراقية للدفاع عن فلسطين، فضلاً عن جمعية إنقاذ فلسطين التي تأسست في كانون الأول سنة 1947 وتعد المثال الأبرز والأشهر على الصعيدين العراقي والعربي.
ومن نماذج الفتاوى والكتابات الشرعية التي اهتمت المحاضرة بها؛ فتاوى العلماء والجمعيات الإسلامية في مختلف المدن العراقية، وفتاوى وكتابات الشيخ محمد حبيب العبيدي، وفتوى (رابطة علماء العراق) سنة 1967 التي صدرت بعنوان (نداء من جمعية رابطة العلماء في العراق إلى الشعب العراقي الكريم خاصة والعالم الإسلامي عامة)، فضلاً عن استعراض جهود العلماء من أمثال الشيخ محمد حبيب العُبَيْدي، والشيخ أحمد الراوي الذي شارك علماء بغداد والعراق في إصدار الفتاوى العامة المتعلقة بالقضايا المهمة في العراق وخارجه، ومنها فتوى إعلان الجهاد لتحرير فلسطين، ثم انضمّ إلى (لجنة الدفاع عن فلسطين) وأسس فرعًا لها في مدينة سامراء وترأسه، والأستاذ محمود فهمي درويش وهو من الشخصيات المهمة في العراق في القرن العشرين الميلادي، على المستويات الفكرية والثقافية والعلمية والأدبية، واللواء الحاج محمود شيت خطاب أحد أكثر الشخصيات العراقة شهرة فيما يتعلق بنصرة ودعم فلسطين.
وخُتمت المحاضرة باستعراض مجموعة من الوثائق والصور والمواقف والمؤلفات التي توثق الجهود العراقية في سبيل الانتصار للقضية الفلسطينية والتثقيف لها، وحشد الدعم للدفاع عنها ونصرتها.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى