أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

مؤشر هينلي يصنف الجواز العراقي ضمن أسوأ جوازات السفر لعام 2024

التصنيفات العالمية المتخصصة بتقييم رصانة وجودة جوازات السفر تكشف زيف تصريحات حكومة الإطار التنسيقي بشأن تحسين واقع الجواز العراقي عالميًا.

بغداد ــ الرافدين
أثار استمرار تدهور الجواز العراقي تساؤلات الكثير من العراقيين حول مصير الوعود الحكومية بشأن تحسين تصنيف الجواز بالتزامن مع حلوله في مراتب متدنية وفقًا لأحدث تصنيفات جوازات السفر العالمية.
واحتل العراق المرتبة الثالثة قبل الأخيرة في مؤشر “هينلي” لأقوى جوازات السفر لعام 2024 بينما هيمنت دول أوروبية وآسيوية على المراتب الأولى.
وعد موقع “اكسيوس” الأمريكي في تقريره، أن أهمية هذا التصنيف تكمن في تسلط الضوء على الفجوة المتزايدة بين امتيازات السفر التي يحظى بها أشخاص من مختلف الدول، والتي يشار إليها في بعض الأحيان باسم “امتياز جواز السفر”.
وأضاف أن مواطني الدول التي تحتل المراتب الأولى في تصنيف شركة “هينلي وشركائها”، بإمكانهم السفر بحرية أكبر من غيرهم في كافة أنحاء العالم.
ولفت التقرير إلى أن هذا التصنيف يستند على بيانات من الاتحاد الدولي للنقل الجوي.
ويتعارض التصنيف الأخير الذي حل فيه جواز السفر العراقي في المرتبة الثالثة قبل الأخيرة عالميًا، مع تطلعات العراقيين في استرداد مكانة الجواز العراقي الدولية والاعتبارية بين الدول، كما ينسف أي طموحات بأن يمارسوا حقهم الطبيعي في المعاملة بالمثل بناءًا على الضعف السياسي والاقتصادي مع الدول الأخرى.
ويرجع متخصصون أسباب بقاء جواز سفر العراق في مراتب متأخرة عالميًا إلى التدهور الأمني والاقتصادي فضلًا عن الصراع السياسي المستمر.
ويؤكد المتخصصون على ضرورة تغيير الصورة النمطية التي تطبع على المسافر الحامل لجواز السفر العراقي والناتجة عن ضعف حكومات ما بعد 2003 في الدفاع عن مواطنيها في الخارج.

د. حامد الصراف: سمعة الجواز العراقي أصبحت رهن عبثية وفساد نظام المحاصصة المقيت والأطراف النافذة والخارجة عن القانون

وقال الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور حامد الصراف، إن سمعة الجواز العراقي أصبحت رهن عبثية وفساد نظام المحاصصة المقيت والأطراف النافذة والخارجة عن القانون.
وأضاف الصراف في حديث لقناة “الرافدين” أن هناك تقصير واضح من قبل الحكومة في الحفاظ على مكانة الجواز العراقي بين الدول.
وأكد أن سوء استخدام الصلاحيات في منح الجوازات الاعتيادية والدبلوماسية سيدفع المجتمع الدولي إلى إيقاف التعامل مع الجواز العراقي.
وتكشف تصنيفات الجواز العراقي المتدنية زيف تصريحات مديرية الأحوال المدنية والجوازات والإقامة في وزارة الداخلية في حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني، والتي أكدت على أن الجواز الإلكتروني يعد نقلة نوعية ومن المؤمل أن يحرز تقدمًا في التصنيف العالمي لما يحتويه من معلومات موثوقة ودقيقة وبالإمكان اعتماده كوثيقة رسمية ومسجلة في منظمة الإيكاو العالمية.
وقال الوكيل الأقدم في وزارة الداخلية حسين العوادي، إن النسخة الإلكترونية من جواز السفر العراقي ستنهي عمليات التزوير وستضع العراق في التصنيفات العالمية.
فيما كشفت هيئة النزاهة الحكومية عن جملة من المؤشرات السلبية لعمل منظومة الجواز الإلكتروني فضلًا عن تشخيصها لمشاكل تقنية وأخرى فنية إلى جانب شبهات فساد في العقد مع الشركة المسؤولة عن عمل المنظومة.
وسبق أن تحدثت مصادر نيابية عن صفقة فساد كبرى بقيمة 4.5 مليار دولار لصالح شركة “أفق السماء” في عقدها مع وزارة الداخلية لإصدار الجواز الإلكتروني الذي تحصل بموجبه على نسبة 90‎ بالمائة من الأرباح مقابل 10‎ بالمائة فقط لصالح وزارة الداخلية وخزينة الدولة.
وانتقد العراقيون البروباغندا الإعلامية لوزارة الداخلية في تسويق جواز السفر الإلكتروني بعد إخفاقه في تحقيق أي نقلة في مرتبة العراق المتأخرة في تصنيفات أفضل جوازات السفر في ظل استمرار العمل بالنسخة القديمة إلى جانب النسخة الجديدة في خطوة تبين التخبط الحكومي وسوء الإدارة.
وقال مدير المركز العراقي الاقتصادي السياسي وسام حدمل الحلو، إنه وسط مواصلة التصريحات الفضفاضة من جميع الحكومات المتعاقبة على إدارة البلد، وعمل الجهات والوزارات المختصة بالجواز العراقي وعلى الرغم من الوعود المتكررة، إلا إنها لم تجد نفعًا من تصنيف جواز السفر العراقي.
وأضاف أن قائمة تصنيفات جوازات السفر العالمية، أصبحت أكثر إثارة للاهتمام خاصة لمحبي السفر والترحال.
وتبوأ جواز السفر العراقي المراتب الأخيرة في تسلسل جوازات السفر العالمية، بحسب تصنيفات سابقة لشركة الاستشارات السويسرية هينلي بارتنرز.
ويساعد مؤشر جوازات السفر العالمية، الذي يستند إلى 17 عامًا من البيانات، الأفراد والحكومات الأثرياء على تقييم قيمة المواطنة حول العالم بناء على جوازات السفر التي تتيح دخول دول أكثر دون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول.
وبحسب مؤشر هينلي يحق لحاملي جواز السفر العراقي السفر بدون تأشيرة مسبقة إلى 29 دولة فقط حول العالم، متحفظا بمركزه الأخير بعد جواز السفر السوري.
وأكد مؤشر “باسبورت إندكس” التابع لشركة آرتون كابيتال للاستشارات المالية العالمية، أن الجواز العراقي ما زال في المراتب الأخيرة في ترتيب جوازات السفر العالمي.
ويعتمد مؤشر “باسبورت إندكس” على إمكانية السفر بدون تأشيرة إلى بقية الدول، فضلًا عن حرية الحركة والتنقل بين الدول، ومعيار استقرار البلد أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا.
ويعبر تصنيف جوازات السفر عن رفاهية البلدان واستقرارها، كما يكشف عن صون كرامة الإنسان عند تنقله بين دول العالم.
ويكتشف المواطن أهمية بلده من جواز سفره الذي يتيح له التنقل بحرية بين بلدان العالم، إلا أن غالبية العراقيين يتهكمون على جواز سفرهم بالقول “كرامتنا مهدورة في داخل بلدنا، فكيف تريد من دول العالم أن تصون كرامة المسافر العراقي”.
وعادة ما يتناقل العراقيون فيديوهات عن تعرضهم للإهانة عند السفر إلى إيران وهي الأقرب إليهم عند الرغبة بالسفر، كما تعرض مسافرون عراقيون لإهانات في لبنان ودول أخرى.
وانتقد المواطن أبو مصطفى واقع الجواز العراقي الحالي مقارنة بالجواز السابق قبل العام 2003 والذي كان يسمح لحامليه السفر بحرية وكرامة بمختلف أنحاء وبلدان العالم فضلا عن التسهيلات الكبيرة في الحصول على تأشيرات الدخول للدول الأوربية.


وتحدث أبو مصطفى الذي يقيم في دولة السويد عن دور الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية الحالية والذي أوصل الجواز العراقي إلى أدنى مستوياته.
وأضاف خلال اتصال هاتفي لبرنامج “صوتكم” الذي تبثه قناه “الرافدين” عن نهج حكومات الاحتلال في جمع الثروات والأموال على حساب تدمير البلاد والمواطن العراقي.
وفي موازة تدهور مكانة الجواز العراقي تتزايد المخاوف من توجه بعض الدول إلى عدم اعتماد جوازات السفر الدبلوماسية التي تتيح التنقل في دول كثيرة بدون تأشيرة دخول بسبب ارتفاع عدد حامليها.
وكشفت النائبة سروة عبد الواحد عن حصول عارضات أزياء ومشاهير في تطبيق “تيك توك” على جواز سفر دبلوماسي، فيما أشارت إلى مخاطبة وزارة الخارجية لتوضيح آلية منح تلك الجوازات.
وقالت إن أعداد حائزي جواز السفر الدبلوماسي في العراق تفوق حاملي هذه الفئة من الجوازات في دول العالم بأسرها.
وحمل صحفيون وناشطون عراقيون السلطات الحكومية المسؤولية عن تراجع ترتيب جواز السفر العراقي بعد فضائح الفساد الأخيرة التي تركزت بمنح الجواز الدبلوماسي لشخصيات غير دبلوماسية وبشكل عشوائي.
فيما تكتفي وزارة الخارجية في حكومة الإطار التنسيقي بالإعلان عن تشكيل لجنة ثلاثية لتدقيق الجوازات الدبلوماسية على خلفية إثارة وزارة الداخلية جدلًا واسعًا مع إعلانها عن إصدار أكثر من 4000 جواز سفر دبلوماسي خلال عام واحد، وهو ما عد بابًا جديدًا للفساد في البلاد ويزيد من تدهور مكانة الجواز العراقي عالميًا.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى