أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

خيام النازحين في غزة تتحول إلى حلقات لحفظ القرآن الكريم

ظروف النزوح وحرب الإبادة على قطاع غزة، لم تمنع الفلسطينيين من استئناف عمل مراكز تحفيظ القرآن الكريم، من داخل المخيمات ومراكز الإيواء بمدينة رفح التي يتواجد فيها أكبر عدد من النازحين.

غزة- بصوت خاشع تتلو مجموعة من الفتيات الفلسطينيات آيات من القرآن الكريم أمام معلمتهن، في خيمة مخصصة لتحفيظ وتعليم القرآن داخل أحد مراكز إيواء النازحين في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.
ظروف النزوح وحرب الإبادة “الإسرائيلية” على قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول الماضي، لم تمنع الفلسطينيين من استئناف عمل مراكز تحفيظ القرآن الكريم، ولكن هذه المرة من داخل المخيمات ومراكز الإيواء بمدينة رفح التي يتواجد فيها أكبر عدد من النازحين مقارنة ببقية مدن القطاع.
وفي كل مركز إيواء خصص متطوعون فلسطينيون خيمة أو غرفة لتحفيظ وتعليم القرآن الكريم، باتت تشهد إقبالا كبيرا من جميع الأعمار وخاصة الأطفال والنساء.
وفي “مدرسة القدس” التي تؤوي آلاف النازحين، تجمع المعلمة انتصار العرابيد عشرات الأطفال يوميًا في حلقات لتحفيظ القرآن وتوضيح أحكام تلاوته، في محاولة لتعويض هؤلاء الأطفال عن توقف التعليم منذ بداية الحرب.
تقول العرابيد “نزحنا من بلدة جباليا شمال قطاع غزة، ومتواجدون هنا في هذه المدرسة منذ أسابيع طويلة، ولاحظت فراغًا كبيرا لدى الأطفال والنساء”.
وتضيف “فكرت في افتتاح حلقات لتحفيظ وتعليم القرآن الكريم، ووجدت ترحيبًا كبيرًا بالفكرة من النازحين والمسؤولين عن مركز الإيواء”.
بدأت المعلمة بتحفيظ النساء في البداية ونجحت في استقطاب 80 امرأة كانت تجمعهم في 5 حلقات يوميًا بعد صلاة العشاء ولمدة ساعة أو ساعتين، وأجرت اختبارات لهن، وعدد كبير منهن نجح في حفظ من 5 إلى 15 جزءًا من القرآن الكريم، كما تقول المعلمة الفلسطينية.
وفي مرحلة ثانية توجهت المعلمة لتحفيظ الأطفال من الذكور والإناث، وانضم إلى حلقاتها عشرات ومنهم من أتم حفظ 5 أجزاء من القرآن، وبعضهم كان يحفظ 15 جزءا ونجح في تثبيت حفظهم خلال الأسابيع الماضية.
وتقول “نريد أن نوصل رسالة للجميع إنه رغم تدمير الاحتلال الإسرائيلي للمساجد إلا أن رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم) علمنا أنه أي مكان في أرضنا هو طاهر وعبارة عن مسجد، وسنواصل من خلال هذه الأرض تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه”.
وتتابع “سوف نكمل حتى لو قُصفت مدارسنا وقصفت مساجدنا وقصفت بيوتنا، أي دار يمكن أن نعود لنحفظ فيها القرآن. لن يوقفنا شيء عن تعليم القرآن أو تعليم حرف لولد من أولادنا”.
وفي زاوية خيمة تحفيظ القرآن، كان الطفل محمود صيام (7 سنوات) يجتهد لينتهي من حفظ سورة “النبأ” من الجزء الثلاثين في القرآن الكريم لينتهي بذلك من حفظ الجزء كاملا بعد أسبوع من التحاقه بمركز التحفيظ.
ويقول صيام “نحاول أن نملأ وقت فراغنا بحفظ القرآن الكريم، فنحن لا نذهب إلى المدرسة منذ 3 أشهر”.
ويضيف “انتهيت من حفظ الجزء الأخير من القرآن كاملاً، وسأبدأ غدا بحفظ الجزء التاسع والعشرين، أتمنى أن أنتهي من حفظ القرآن كاملا في أسرع وقت”.
من جانبه، يقول عبد المعطي الأخرس، رئيس دار الإتقان لتحفيظ القرآن، بمدينة رفح، إن مؤسسته أنشأت 70 مركز تحفيظ في المخيمات ومراكز الإيواء بالمدينة.
ويضيف الأخرس “قمنا بإنشاء هذه المراكز بعد أيام قليلة من وصول النازحين إلى مدينة رفح”.
ويشير إلى أن هذه المراكز لقيت إقبالا كبيرا من النازحين وباتت تضم الآلاف من الطلبة من جميع الأعمار الأطفال والكبار والنساء.
ويتابع الأخرس “الجميع هنا متمسك بحفظ وتعلم القرآن الكريم والجميع يدرك أن التمسك بالقرآن هو طريق للنجاة من هذه المعاناة والمأساة التي يعيشها شعبنا”.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023 يشن الجيش الاحتلال “الإسرائيلي” حربًا مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس “24 ألفا و620 شهيدًا و61 ألفا و830 مصابًا وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى