أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

العالم يكتفي بالتنديد بمجازر قوات الاحتلال في خان يونس

المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: مد بشري يضطر إلى الفرار من خان يونس للانتقال إلى الحدود مع مصر بحثًا عن مكان آمن.

غزة – تستمر المعارك الشرسة في خان يونس دافعةً آلاف الأشخاص إلى الفرار فيما تتجه الأنظار إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي التي قد تأمر “إسرائيل” بوقف حملتها العسكرية على قطاع غزة من دون أن تكون قادرة على إلزامها به.
وأعربت الأسرة الدولية في الساعات الأخيرة عن قلقها على المدنيين في جنوب قطاع غزة ولا سيما في خان يونس حيث تسبب قصف من دبابات أصاب مركزا يؤوي نازحين تابعا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، باستشهاد عشرات الأشخاص.
ووصف مسؤول في منظمة الصحة العالمية الوضع الغذائي في الشمال “بالمروع تماما”، وقال عمال إغاثة إن حشودا من فلسطينيين جوعى وبائسين تهجم على شحنات المساعدات الشحيحة، ويقول عمال الإغاثة إنهم رأوا أناسًا يبدو عليهم الهزال من الجوع وأعينهم غائرة.
وحذّر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الجمعة من أن الطقس البارد والممطر في غزة يهدد بجعل القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب “غير صالح للعيش على الإطلاق”.
وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة أجيث سونغاي “إننا قلقون جدا أيضا إزاء تأثير الطقس الممطر والبارد في غزة”.
وأضاف “إنه أمر متوقع تمامًا في هذا الوقت من السنة، ويهدد بجعل الوضع غير الصحي أصلا غير صالح لحياة الناس على الإطلاق. ومعظمهم ليس لديه ما يكفي من الملابس أو الأغطية”.
ويعاني معظم سكان قطاع غزة، وعددهم زهاء 2.3 مليون نسمة، الآن من زحام شديد في خان يونس وبلدات شمال وجنوب المدينة بعد أن نزحوا من النصف الشمالي من القطاع في وقت سابق خلال العملية العسكرية لقوات الاحتلال التي دخلت الآن شهرها الرابع.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن 50 فلسطينيًا على الأقل استشهدوا في خان يونس خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وقالت امرأة فلسطينية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة إنه لا توجد منطقة آمنة ولا مكان يلوذون به. وناشدت العالم أن يوقف الحرب التي وصفتها بأنها قتلت الكبار والصغار.
فبعد الولايات المتحدة، نددت فرنسا بهذا لقصف داعية “إسرائيل” إلى “احترام القانون الدولي” من دون أن تتهمها مباشرة بالوقوف وراء هذه الضربة! فيما أعربت برلين عن “قلقها البالغ” حيال “الوضع اليائس” للمدنيين في خان يونس.
وشدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الخميس، على ضرورة زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يواجه حجمًا “لا يمكن تصوره” من المعاناة.
وقال كاميرون إن “المملكة المتحدة وقطر تعملان على إيصال المزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر، حيث سيتم نقل أول شحنة مشتركة تحوي 17 طنًا من الخيام، الخميس”.
وجاء تصريح وزير الخارجية البريطاني أثناء وجوده في المنطقة لبحث الوضع في غزة.

من يعيد الأمل لأطفال غزة؟
وصباح الجمعة، أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس بسقوط 120 شهيدًا في قطاع غزة مساء الخميس والليل الماضي مع وقوع معارك كثيفة في محيط مستشفى ناصر في خان يونس.
وقال أحمد قطرة الذي أصيب في الضربة “ثمة ناس كثر قتلوا. حاولنا أن نخرج لكن رأيت الدبابة تقصف ولا مجال للخروج، قصفونا في مكان يقولون عنه إنه آمن وللأمم المتحدة”.
وأفاد أحد صحافيي وكالة الصحافة الفرنسية أن القصف كان متواصلا الخميس في خان يونس.
وفي الأيام الأخيرة فر آلاف الأشخاص من خان يونس باتجاه مدينة رفح عند الحدود مع مصر إلى حيث انتقلت غالبية النازحين جراء الحرب البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن “مدا بشريًا يضطر إلى الفرار من خان يونس للانتقال إلى الحدود مع مصر” متحدثا عن “بحث متواصل عن الأمن” لسكان غزة منذ بدء الحرب.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، الجمعة، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الوحشية على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي، إلى 26 ألفا و83 شهيدًا و64 ألفا و487 مصابًا.
جاء ذلك في بيان نشرته الوزارة عبر حسابها على منصة “تلغرام”، بحلول اليوم 112 للحرب “الإسرائيلية” المدمرة على القطاع.
وقال البيان إن الوزارة رصدت “ارتكاب الاحتلال 19 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 183 شهيدًا و377 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية”.
وأضاف “لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” حربًا مدمرة على غزة خلّفت كارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 ملايين شخص، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.
إزاء هذه الحصيلة الهائلة والدمار اليومي، رفعت جنوب إفريقيا شكوى عاجلة الشهر الماضي إلى محكمة العدل الدولية تتهم فيها “إسرائيل” بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، المبرمة العام 1948 إثر محرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.
ويتوقع أن تتخذ أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة بعد ظهر الجمعة تدابير عاجلة بغية حماية المدنيين في غزة من دون أن تبت في جوهر القضية. وفيما قرارات المحكمة مبرمة وملزمة قانونًا، إلا أنها لا تملك أي وسيلة لتنفيذها.
وتعهدت حركة حماس الخميس احترام وقف إطلاق النار في حال أمرت به المحكمة ومقرها في لاهاي، في حال أقدمت “إسرائيل” على الخطوة نفسها.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى