أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

السوداني يمنح ميليشيات الإطار التنسيقي نصرًا وهميًا يطبلون له

رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لم تعد لديه أي رافعة سياسية، بعدما انقلبت معظم قوى الإطار عليه، بسبب نواياه الانتخابية.

بغداد- الرافدين
وصف مصدر سياسي مقرب من رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني، التهويل الإعلامي الحكومي أو من قبل أحزاب إيران في العراق عن الانسحاب القريب للقوات الأمريكية من العراق، بمحاولة من السوداني لمنح أتباع الميليشيات “نصرًا يطبلون له ويزمرون، وهم يفعلون ذلك منذ يومين..”.
ويوجد في العراق نحو 2500 جندي أمريكي بينما ينتشر في سوريا زهاء 900 جندي أمريكي، في إطار عمل التحالف الدولي الذي أطلقته واشنطن عام 2014.
وأكد المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” مفضلا عدم الكشف عن هويته، بسبب حساسية عمله، على وجود اتفاق في الأوساط المراقبة أن المؤشرات على الأرض لا توحي بأي انسحاب قريب للقوات الأمريكية من العراق كما تزعم حكومة الإطار التنسيقي.
وقال “الحقيقة إن السوداني لم تعد لديه أي رافعة سياسية، بعدما انقلبت معظم قوى الإطار عليه، بسبب نواياه الانتخابية.”
ويحظى السوداني بنفوذ محدود على الميليشيات المتحالفة مع إيران. واحتاج إلى دعم تلك الجماعات المنضوية في الحشد الشعبي والإطار التنسيقي للظفر برئاسة الحكومة.
وأجبر الوضع المتقلّب الذي يشهده العراق والمنطقة منذ أسابيع عدّة، السوداني على ممارسة فعل توازن يتمثّل في الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد وصوله إلى السلطة بدعم أحزاب مؤيّدة لإيران.
ويجمع مراقبون سياسيون على أن السوداني يحاول المحافظة على وضعه في رئاسة الحكومة ببعث رسائل خضوع لخطاب الميليشيات، فيما يتحدث بشكل مختلف كليًا مع المسؤولين الأمريكيين.
وقال المحلل نورمان ريكليفس الذي عمل مع الحكومة الأمريكية وكان سابقًا مستشارا لوزير الداخلية في العراق “لا أرى أي فرصة لمغادرة القوات الأمريكية العراق في المستقبل القريب”.
وقال مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور مثنى حارث الضاري أن “هذا الخطاب المعلن (لحكومة العراق) يأتي من نظام سياسي عقدت إحدى حكوماته اتفاقية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة، ومن نظام سياسي يعُد واشنطن صديقًا للعراق”.
واعتبر مسؤول القسم السياسي في الهيئة الرافضة للعملية السياسية في العراق ومخرجاتها أن “ما يجري في العراق هو مقتضيات الصراع الأمريكي الإيراني التخادمي”.
وتساءل الدكتور الضاري “كيف لنا أن نفهم تصريح السوداني في ظل الاجتماعات المستمرة مع السفيرة الأمريكية آلينا رومانوسكي، والتي تكاد تكون أسبوعية لضبط سياسة الحكم؟”.
وبسؤاله عن دوافع الاستهداف الأمريكي لقوات الحشد الشعبي في العراق ما دام هناك “تفاهمات” بين واشنطن وطهران، أجاب الضاري “الدوافع معلومة، فكلنا يعلم أن الصراع بين الدول تنتابه أحيانًا مراحل من التدافع اللين أو الهين”.
واستطرد “عندما تتقاطع مصالح قوتين أو دولتين في مكان أو زمان ما، تبدأ كل واحدة منهما تدفع الأخرى بطريقة ما”.


كرم نعمة: روسيا ستكون سعيدة بانسحاب القوات الأمريكية من العراق، لكن موسكو ليست ساذجة لتتعامل مع مزاعم غير حقيقية يطلقها رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني

وبيّن “ليس بالضرورة أن يكون هناك جلوس إلى الطاولة وتقسيم للكعكة، فالولايات المتحدة احتلت العراق وهي في المنطقة لأهدافها الخاصة، وإيران أخرجت العراق من معادلة القوة في المنطقة، واستطاعت أن تفرض نفسها قوة كبيرة فيها”.
واعتبر الضاري أن أسباب الضربات الأمريكية للحشد الشعبي في العراق “وجود قواعد اشتباك ينبغي عدم تجاوزها، وأن هناك رسائل متبادلة بين الطرفين (طهران وواشنطن)”.
وكانت صحيفة “بوليتيكو” قد نقلت عن برقية للخارجية الأمريكية أن السوداني صرح لمسؤولين أمريكيين بشكل خاص أنه يريد التفاوض بشأن إبقاء القوات الأمريكية في البلاد على الرغم من إعلانه الأخير أنه سيبدأ عملية إخراجهم من البلاد.
وأبلغ السوداني الجانب الأمريكي عدم أخذ تصريحاته بشأن إخراج القوات الأمريكية على محمل الجد، فهي موجهة للاستهلاك المحلي بغية إرضاء “الجماهير”، الأمر الذي يكشف عن الازدواجية والنفاق السياسي الذي يمارسه السوداني على العراقيين.
وقال أحد كبار مستشاري السوداني لصحيفة بوليتيكو إنه “أبلغ مسؤولين أمريكيين أن إعلان السوداني إخراج القوات الأمريكية من العراق كان محاولة لإرضاء الجماهير السياسية المحلية” وأنه “ملتزم بالتفاوض بشأن الوجود المستقبلي لقوات التحالف الدولي في الأراضي العراقية.”
وأعلنت الخارجية في حكومة الإطار التنسيقي في بيان الخميس، إطلاق “مجاميع العمل” في إطار “اللجنة العسكرية العليا” المشتركة بين بغداد وواشنطن.
وقالت إنّ هذه “المجاميع” ستعمل على “تقييم تهديد داعش وخطره… وتعزيز قدرات القوات الأمنية العراقية، لصياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق ومباشرة الخفض التدريجي المدروس لمستشاريه على الأرض العراقية”.
وفي واشنطن قالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الدفاع سابرينا سينغ للصحافة إن حجم القوة العسكرية الأمريكية في العراق “سيكون بالتأكيد جزءا من المناقشات مع تقدم الأمور”.
من جهته أكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية “ضرورة الانتقال إلى علاقة ثنائية طبيعية في مجال الأمن”.
وتوخى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان الحذر مكتفيا بتأكيد بدء “اجتماعات” فرق العمل “في الأيام المقبلة”.
وأوضح أنّه سيتمّ التحقّق من “ثلاثة عوامل رئيسية”، مشيرًا في هذا الإطار إلى “تهديد داعش والمتطلّبات العملياتية… ومستوى قدرات القوات الأمنية العراقية”. كذلك، تعهّد “التشاور مع شركاء التحالف في كافّة مراحل العملية”.
وأكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية ألكسندر لافرينتيف، أن العراق أخطر روسيا باستعداد الولايات المتحدة لسحب قواتها من البلاد، وأن السؤال الآن كم من الوقت سيستغرق ذلك وما هي إجراءات الانسحاب.
وقال “يمكن أن يتم ذلك في غضون شهر أو شهرين، كما حدث في أفغانستان، أو ربما يمتد لسنوات”.


ألكسندر لافرينتيف: العراق أخطر روسيا باستعداد الولايات المتحدة لسحب قواتها من البلاد، وأن السؤال الآن كم من الوقت سيستغرق ذلك وما هي إجراءات الانسحاب. يمكن أن يتم ذلك في غضون شهر أو شهرين، كما حدث في أفغانستان، أو ربما يمتد لسنوات

وقال الكاتب كرم نعمة إن روسيا ستكون سعيدة بانسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، لكن موسكو ليست ساذجة لتتعامل مع مزاعم غير حقيقية يطلقها رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني.
في غضون ذلك أطلع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الكونغرس على رد القوات الأمريكية على هجمات الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا.
وقال بايدن في بيانه للكونغرس، الجمعة، إن ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني نفذت هجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا.
وأوضح أن القوات الأمريكية نفذت بناء على تعليماته هجمات ضد المنشآت التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له في العراق وسوريا، ردًا على الهجمات السابقة وخطر الهجمات المحتملة.
واعتبر بايدن أن الهجمات نُفذت بهدف “الردع” وبطريقة “تمنع سقوط ضحايا من المدنيين”.
وأكد أنه وجه بحماية قوات بلاده في العراق وفقا للتفويض الصادر عام 2001 والمتعلق باستخدام القوة العسكرية.
وذكر أن الهجمات نفذت لتعزيز الأمن القومي ومصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وأن واشنطن استخدمت حقها في الدفاع عن النفس بالعراق وسوريا ملتزمة بالقانون الدولي.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى