أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

شركة تأمين مطار بغداد متهمة بتهريب الدولار والمخدرات

المدرب الأمني في مطار بغداد رولاندو هارو: يمكنك الدخول إلى داخل المطار دون أي تفتيش أمني، وهناك 3 أو 4 ثغرات كبيرة.

بغداد – الرافدين
أثارت تصريحات وزير النقل الأسبق والنائب في البرلمان الحالي عامر عبد الجبار حول شركة (بزنس إنتل – Bizins lntel) لتأمين مطار بغداد الدولي جدلًا في الشارع العراقي، بعد اتهامه لها بالفساد واستخدامها في تهريب العملة والمخدرات إلى الخارج.
ووصف وزير النقل الأسبق واقع سلطة الطيران المدني في العراق بالفوضى بسبب تعاقد حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني مع شركة “بزنس إنتل” والتي يملكها شخص أفغاني مسجلة في كندا لتأمين مطار بغداد الدولي، الذي يتعامل مع حوالي مليوني مسافر سنويًا.
وأضاف أن سلطة الطيران المدني في حكومة السوداني أقصت شركة الأمن البريطانية “جي فور إس” والتي تملك خبرة واسعة في أمن المطارات ومسؤولة عن تأمين نحو 120 مطار في العالم، فضلًا عن عدم تسجيل خرق واحد في مطار بغداد أثناء توليها حمايته، واستبدلتها بشركة لا تملك نشاطات مماثلة في مجال الطيران، ولا تمتلك رخصة لممارسة أعمالها من وزارة الداخلية في العراق.
وكانت شركة “بزنس إنتل” وقت التعاقد معها مسجلة في ولاية أونتاريو وفقًا لسجلات الأعمال الكندية، وأدرجتها مواقع بحث تابعة لجهات ثالثة كشركة سياحية أو شركة إلكترونيات.
ويتضمن سجل عمل الرئيس التنفيذي للشركة الأفغاني حفيظ أوكي بيع شراشف أسرّة ومناشف للفنادق وإدارة منظمة مدنية متخصصة في توفير الأطراف الصناعية في مدينة قندهار الأفغانية في التسعينيات من القرن الماضي.
وعلى الرغم من فسخ التعاقد معها مطلع العام 2023 بسبب كثرة الشكاوى ضدها والشبهات التي تحوم حول طريقة التعاقد معها، إلا أنها لا تزال على رأس عملها في مطار بغداد.
ومازالت الشركة تعمل في مطار بغداد، رغم القرار الحكومي بفسخ التعاقد معها، وأن القرار وصل إلى مكتب مدير عام سلطة الطيران المدني عماد الأسدي لكن المدير العام لم يعمم الأمر على الأقسام في السلطة لتنفيذ الأمر بإلغاء العقد ومحاسبة المقصرين.
واكتفى الأسدي بإرسال كتاب إلى الشركات الأمنية بالسؤال عن أسماء الشركات التي تختص بأمن الطيران.
وكانت تقارير دولية قد كشفت وجود مخالفات عديدة مسجلة ضد الشركة، بضمنها تأخر الشركة بدفع رواتب ومستحقات الموظفين والخبراء فيها، وملاحظات بشأن آلية عملها ووجود ثغرات خطيرة في أمن المطار، بعد ورود شكاوى من موظفين داخل الشركة تثبت صحة هذه المعلومات.
وقال المتعاقد الأمني وخبير تدريب الكلاب البوليسية الأوغندي إنوسنت أودار (37 عامًا) إنه طرد من العراق في أواخر أيلول من عام 2023 بعد أن اشتكى هو وخمسة من زملائه للشرطة العراقية من ظروف عملهم وحاولوا إخبارها بأن أكبر مطار في عاصمة بلاد الرافدين في خطر.
وأضاف أن الذين عملوا مع وحدة الكلاب البوليسية في الشركة أكدوا أنها لا تملك ما يكفي من الكلاب لاكتشاف المتفجرات، وإن الكلاب المتوفرة كبيرة السن ومريضة.
وفي تحقيق موسع أجراه صحفيون في مشروع الإبلاغ عن الفساد والجريمة العابرة للحدود (OCCRP)، كشف أن شركة “بزنس إنتل” لم تدفع رواتب أكثر من 10 من الموظفين السابقين والحاليين لأشهر عديدة.
وقال موظفون في الشركة: إن “عدم دفع رواتب الموظفين يعد خرقًا أمنيًا، وقد أصبحنا محبطين، ولم نعد قادرين على التركيز في العمل”.
وقال آندي هيغنز وهو خبير طيران بريطاني عمل في “بزنس إنتل” لأكثر من ستة أشهر “بمجرد أن تتوقف عن دفع رواتب موظفيك فإنهم يصبحون عرضة للرشوة والضغوطات”.
وأشار إلى أن أمور الموظفين ازدادت سوءًا كل شهر، وصاروا يخشون على أمن المطار.
من جانبه قال رولاندو هارو وهو خبير أمني من البيرو يعمل مدربًا أرضيًا في مطار بغداد، إنه راجع أمن المطار بناء على طلب الإدارة وكتب تقريرًا في بداية العام 2023، أكد فيه أنه “يمكنك الدخول إلى داخل المطار دون أي تفتيش أمني، وهناك 3 أو 4 ثغرات كبيرة”.
وسبق أن طالبت النائبة في البرلمان الحالي عالية نصيف هيئة النزاهة بالتحقيق في الطريقة التي منح فيها عقد “بزنس إنتل”، فالشركة لم توفر إثباتًا لخبرتها في أمن وسلامة الطيران، كما لم يكن لديها أكثر من موظفين اثنين، فضلًا عن أن الحكومة في العراق مارست ضغوطًا لا مبرر لها على الموظفين للموافقة على العقد.
وعن الشبهات التي تحوم حول رئيس سلطة الطيران المدني عماد الأسدي يقول وزير النقل الأسبق عامر عبد الجبار إنه “منذ سبعة أشهر قدم إلى السوداني كتابًا يثبت وجود قضايا فساد سابقة ضده، وصدور أمر قضائي يمنعه من تسلم أي منصب مستقبلًا”.
وأضاف أن السوداني أصدر أمرًا بإلغاء تعيين الأسدي، لكن الأمر لم ينفذ إلى الآن، مشيرًا إلى أن حكومة السوداني تتعمد تعيين شخصيات تفتقر إلى الكفاءة والمهنية، ما ساهم في إحداث فوضى داخل سلطة الطيران المدني في العراق.
وسبق أن أدلى موظفون من داخل مطار بغداد بشهادات عن سيطرة ميليشيا حزب الله في العراق على مطار بغداد من خلال موظفين تابعين لها على مناصب ومواقع مهمة وحساسة داخل المطار، في مقدمتها السيطرة على عمليات تفتيش أمتعة المسافرين ومرافق تقدم خدمات للمسافرين
وتشير مصادر عدة إلى وجود جهات مرتبطة بالميليشيات تستحوذ على عقود الخدمات والتسيير في المطار، وسيطرة الميليشيات من خلال الأموال التي تحصل عليها من تجارتها غير العسكرية، حيث تقوم بدور دولة رديفة في الظل وتفرض على المستوردين أجورًا أعلى من أجل تسريع عمليات إيصال البضائع بالإضافة إلى وجود لجان اقتصادية ومكاتب في بغداد تابعة للميليشيات يمكن للشركات الخاصة أن تعقد معهم الصفقات التي تتجاوز القنوات القانونية للبلد.
وانتقدت مجلة “ايكونومست” الأسبوعية البريطانية غياب الإجراءات الرسمية من حكومة رئيس محمد شياع السوداني لمكافحة تهريب الأموال على الرغم من إعلانه تنظيف البلاد من الفساد، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإغلاق “منفذ التهريب” في إشارة إلى مطار بغداد الدولي.
وكانت ميليشيات قد قامت بخطف أحد المسؤولين العراقيين في أمن المطار لمدة يومين وإطلاق سراحه دون الكشف عن المزيد من التفاصيل، فيما كشف سياسي عراقي أن مطار بغداد الدولي بات خاضعًا لسيطرة ميليشيا حزب الله اللبنانية وكتائب حزب الله العراق، مبينًا أن هذه الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني تنفذ عمليات تهريب للسلاح والإرهابيين وغسيل الأموال عبر مطار بغداد.

واجهة العراق بحماية وهمية
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى