أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينعربية

ميليشيات إيران في العراق ترفع ورقة ابتزاز الأردن

الأمين العام لمجلس شيوخ عشائر الثورة العراقية يحيى السنبل: التخادم الأمريكي الإيراني مستمر، وهناك خلاف على ملفات معينة وتوافق في ساحات كثيرة، لذلك تتصدر مجموعة من البرلمانيين من أحزاب ترعرعت ونشأت في إيران، وحتى مَن نشأ كأحزاب سُنية في العراق لا يستطيع العمل إلا بالتبعية لها.

عمان- تدفع الأردن إلى منع تصعيد الميليشيات الولائية في العراق بعد أن استهدفت قاعدة أمريكية شمال شرق الأردن في الثامن والعشرين من كانون الثاني الماضي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، وردت واشنطن بشن غارات على أهداف في العراق وسوريا قتلت فيها مشتاق طالب السعيدي وأبو باقر الساعدي من كبار عناصر ميليشيا “النجباء” و “حزب الله” المنضوية في الحشد الشعبي.
ومع أن الكثير من المراقبين يجمعون على أن مقتل الجنود الأمريكيين كان خارج قواعد الاشتباك المتفق عليها وفق سياسة التخادم الأمريكي الإيراني في العراق، إلا أن هذا الهجوم يعد وفقًا لمراقبين امتدادا للتحدي بين واشنطن وطهران.
ورغم نفي عمان مشاركتها في الغارات الأمريكية على العراق في الثاني من شباط الجاري، إلا أن برلمانيين من الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الأحزاب والميليشيات الولائية، تقدموا بمقترح قانون يلزم وزارة النفط بوقف بيع الخام للأردن وإلغاء الامتيازات الاقتصادية الممنوحة للبلد الجار.
وبموجب اتفاقية بين البلدين، بدأ الأردن مطلع أيلول 2021 استيراد النفط العراقي (خام كركوك) لتلبية جزء من احتياجاته السنوية، بما لا يزيد عن 10 آلاف برميل يوميًا، بمعدل سعر نفط برنت ناقصا 16 دولارا للبرميل الواحد.
وحتى الآن لم يصدر قرار في مسألة النفط، ما يعني أن بغداد تحاول تهدئة الوضع بما لا يضر مصالح البلدين اللذين أعلنا عقب هذه المطالبات توقيع اتفاقية ربط كهربائي، تقوم المملكة الأردنية عبرها بتزويد العراق بـ40 ميغاواط كهرباء في مرحلة أولى.
وقال الأمين العام لمجلس شيوخ عشائر الثورة العراقية يحيى السنبل “عندما بدأ الاحتلال الأمريكي في العراق عام 2003، أصبح هناك خللا في ميزان القوى بالمنطقة، فقد غاب العراق الذي كان صاحب السيادة والقرار المستقل، وأصبحت الأمور بيد إيران”.
وفي 2004، تم تأسيس مجلس العشائر العراقية وكان نواة لمجلس شيوخ العشائر عام 2014، ويضم شيوخًا ووجهاء وأعمدة عشائرية ذات قواعد شعبية من مختلف أطياف الشعب العراقي.
وتابع السنبل “واضح أن أمريكا تخادمت مع إيران في ظل غياب النظام الرسمي العربي بشكل كامل وتخليه عن كامل مسؤولياته، فأصبح البديل هو إيران، ودخلت وسيطرت على العراق”.


يحيى السنبل معلقا على المطالبات البرلمانية بشأن وقف تصدير النفط إلى الأردن: هؤلاء ينفذون مشروعًا إيرانيًا بالمنطقة
وأضاف أن “التخادم الأمريكي الإيراني مستمر، وهناك خلاف على ملفات معينة وهناك توافق في ساحات كثيرة، لذلك تتصدر مجموعة من البرلمانيين من أحزاب ترعرعت ونشأت في إيران، وحتى مَن نشأ كأحزاب سُنية في العراق لا يستطيع العمل إلا بالتبعية لها”.
واستطرد “كحكومة لا تملك إرادة، وكمجلس نواب غير قادر على اتخاذ أي قرار؛ لأنه جاء بتصويت 12 بالمائة (من الشعب)، 6 بالمائة عسكريين مجبورين على التصويت و6 بالمائة من الشعب، هذا ما قالته كل الأحزاب السياسية التي شاركت بالانتخابات”.
وأوضح “إيران عندما رأت تخلي النظام العربي بشكل كامل عن العراق قررت هي أن تبتلعه بأكمله، والسيطرة الإيرانية واضحة بعد أن سيطرت على 4 عواصم عربية”.
واعتبر أن “أمريكا وإيران اتفقا على جعل الساحة العراقية ساحة تصفية للحسابات بينهما، وذلك في ظل غياب الإرادة الوطنية العراقية”.
وتابع “وعندما لا يعي النظام الرسمي العربي أهمية العراق ودوره في المنطقة، والذي يمكن أن يصد كل عمليات الاختراق للأمة، فنحن نسير نحو مستقبل مجهول حتمًا”.
ودعا السنبل إلى “عمل جاد من النظام الرسمي العربي بعد أن دُمرت المقاومة الوطنية العراقية منذ البداية وشارك العرب في تدميرها.. نعم النظام العربي اشترك مع أمريكا والحلفاء وكل دول العالم في ذبح المقاومة العراقية، وهذه هي النتيجة”.
واستطرد “يجب أن يعيدوا حساباتهم، فالولايات المتحدة والتطبيع لن تحمِي الأنظمة العربية وقد رأينا ذلك، من يحمي أرض العرب هم العرب، بعد أن يتفقوا فيما بينهم”.
ومعلقا على المطالبات البرلمانية بشأن وقف تصدير النفط إلى الأردن، قال السنبل “هؤلاء ينفذون مشروعًا إيرانيًا بالمنطقة، وطالبوا منذ زمن بذلك”.
وأردف “بل عملوا محاولات لقطع العلاقات مع الأردن الشقيق. والهدف هو ابتزاز الأردن لصالح إيران ومن أجل لي الإرادة الأردنية المستقلة”.
وقال “يريدون أن يفتحوا أي ملف جديد تستخدمه إيران كورقة ابتزاز للأردن وكورقة أيضا يمكن أن تملكها تجاه الولايات المتحدة، التي تخلت بشكل كامل عن العراق وسلمت ثرواته ومقدراته لإيران”.
وأكد على أن “المكونات العراقية الوطنية ليس في منظورها الإساءة للأردن مطلقا، فهو دولة شقيقة ونحن امتداد لبعضنا وأبناء عمومة، فلا يمكن لعربي أو لعراقي أصيل أن يقف موقفًا مضادا للمملكة”.

محمد المومني: نعلم تمامًا أن قطع النفط العراقي عن الأردن زوبعة في فنجان تحاول جهات مسيسة استخدامها
وزاد بأن “واشنطن لم تنقل المناكفات مع إيران إلى الأردن، ولكن الحكومة العراقية الضعيفة والبرلمانيين الضعاف الذين لا يستندون إلى قواعد شعبية ويستندون إلى أحزابهم، يريدون أن يجعلوا الأردن ورقة مساومة مع النظام الإيراني، ولربما تقوم بمساومة أمريكا عليه حول قضية معينة”.
وختم قائلا “لن ننسى أن الأردن قطع لقمة العيش من فم أطفاله وأرسل للعراق في الحصار الأمريكي، وأعتقد أن الأردن يملك أوراقًا كثيرة ويستطيع مجابهة إيران وأدواتها، وإذا اعتمد عليها سيفشل هذه المحاولات البائسة”.
على الجانب الأردني، قال عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان (الغرفة الثانية للبرلمان) محمد المومني للأناضول إن “علاقات الأردن والعراق تاريخية وعميقة، وهناك بعض الجهات تحاول استغلال الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة لتحقيق مكاسب سياسية”.
وأضاف “البلدان الشقيقان امتداد لبعضهما، ومن غير الممكن أن يلتفتا لادعاءات لا صحة لها في رسم شكل مستقبل العلاقات، فالتماهي في المواقف تجاه أهم وأبرز القضايا يؤكد أن عمّان وبغداد تسيران باتجاه المزيد من التعاضد والتلاحم”.
وحول مسألة المطالبات بإعادة النظر في بيع النفط المدعوم للأردن، قال المومني “نعلم تمامًا أنها زوبعة في فنجان تحاول جهات مسيسة أن تستخدمها للتأثير على قرارات البرلمان، والذي أساسا يرتبط بعلاقات قوية مع نظيره بالمملكة”.
وبيَّن أن “الأردن يحصل من العراق على 10 آلاف برميل نفط يوميًا بأسعار تقل عن أسعار السوق؛ لأنه يخصم منها أجور التأمين والنقل بسبب القرب الجغرافي بين البلدين”.
وأضاف “تلك الكمية تشكل 10 بالمائة من احتياجات المملكة اليومية، ونحن واثقون بأن العمل بهذا الاتفاق المعمول به منذ عام 2021 سيستمر بين البلدين الشقيقين؛ بحكم قوة العلاقات على المستويين الشعبي والرسمي”،

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى