أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

إيران تبلغ ميليشياتها في العراق: استمرار حكومة الإطار أهم من دعم غزة

رسالة إيرانية لميليشياتها الولائية في العراق: عليكم بالتهدئة ومنع تجدد الصراع في البلاد لمنع إضعاف حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني وبالتالي التفريط بـ "حكم المذهب" للعراق.

بغداد- الرافدين
أجمعت أوساط سياسية عراقية وعربية على أن إذعان الميليشيات الولائية في العراق وسوريا ولبنان للرسالة الأمريكية الصارمة، يكشف من دون مواربة أن المشروع الإيراني في المنطقة يزيف الوقائع ولا علاقة له بغزة أو القضية الفلسطينية بقدر هيمنته على دول عربية لتنفيذ مشروعه الممثل بـ”الهلال الشيعي”.
وشددت الأوساط في تعليق على ما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بأن رسائل تحذيرية سرية أمريكية وصلت إلى إيران، انصاعت بموجبها جميع الميليشيات الولائية، في إشارة لا تقبل الشك بأن هذه الميليشيات وظيفتها تنفيذ مشروع الهيمنة الإيرانية على المنطقة وليست مهتمة بالأساس بالقضية الفلسطينية.
وقال سياسي عراقي “إن أعداء الميليشيات الولائية هم القوى الوطنية الرافضة للهيمنة الإيرانية سواء في العراق أو سوريا أو لبنان، وليس إسرائيل كما تزعم هذه الميليشيات”.
وأشار السياسي العراقي متحفظًا على ذكر اسمه، إلى الجملة الشهيرة التي ذكرها أبومهدي المهندس بأن “إسرائيل” ليست العدو الأول وإنما “السنة العرب”.
وشدد بقوله “إن عناصر الميليشيات جبناء مع نتنياهو وجرائمه في غزة، لكنهم شجعان في التفنن بعمليات القتل على الهوية في العراق”.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين لبنانيين وعراقيين تم اطلاعهم على المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وإيران، قولهم إن الرسالة الأمريكية كان لها التأثير الواضح على إذعان الميليشيات.
وقال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “ربما أدركت إيران أن مصالحها لا تخدم من خلال السماح لوكلائها بقدرة غير مقيدة على مهاجمة القوات الأمريكية وقوات التحالف”.
واتخذت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بادين، نهجا حذرا مماثلا مع طهران، فقد استهدفت القوات الأمريكية وكلاء إيران في العراق وسوريا، لكنها لم تضرب الداخل الإيراني.
وللتأكيد على التوجيه الجديد، أرسلت إيران وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني إلى لبنان وسوريا والعراق للقاء المسؤولين المحليين وأعضاء الميليشيات.
وفي حديثه لـ”واشنطن بوست”، قال مسؤول عراقي له علاقات وثيقة مع ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران “إن إيران تبذل قصارى جهدها لمنع توسع الحرب والتصعيد من الوصول إلى نقطة اللاعودة”.
وأضاف أن زعماء الميليشيات استجابوا لطلب إيران التي قامت بتدريبهم وتسليحهم.
غير أن المعلق السياسي العراقي مصطفى سالم قال “لم تصل ميليشيات خامنئي في العراق لمرحلة تأكل بها نفسها، لأن سيطرة إيران عليها قائمة، مع إمكانية جرهم لحرب ضد العراقيين لإشغالهم.”
وأضاف “لم يكن صعبًا على قاآني منعهم من ضرب الأهداف الأمريكية، لكنه لن ينجح في وقف صراع المصالح والمنافسة بينهم، مع احتكار ميليشيات معينة للأسلحة الجديدة”.
وفي العلن، أشاد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بالميليشيات خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى لبنان وسوريا ووعد بمواصلة دعمهم.
لكن في السر، اعتمد المبعوثون الإيرانيون نبرة “جبانة”، عندما حذروا من أن الحرب مع إسرائيل ستقود لعواقب وخيمة في المنطقة.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قد أدى زيارة إلى لبنان وسوريا التقى خلالها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الأسد، تهدف إلى الطلب من زعماء الميلشيات الولائية الاستمرار والالتزام بسياسة “الصبر الاستراتيجي” والتأكد من أنهم يستمرون بالعمل في إطار التنسيق المشترك.


مصطفى سالم: منع قاآني ميليشيات خامنئي من مهاجمة القوات الأمريكية، لأن الهدف لم يكن نصرة غزة، بل إيهام المقاومة الفلسطينية لإطالة امد المعركة، وتوفير التبرير والغطاء للعدو الإسرائيلي لزيادة وحشيته في قصف غزة وقتل وتهجير سكانها

وذكرت مصادر إعلامية عربية بأن عبد اللهيان جمع آراء ما أسماه بـ “قادة جبهة المقاومة” حول المرحلة المقبلة لرفعها إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي أرسل عبداللهيان بهذه المهمة على ضوء خلافات شديدة داخل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وأجهزة القرار الإيرانية حول الخطوة التي يجب اتخاذها تجاه الهجمات الأمريكية، بعد مقتل زعماء ميليشيات وعسكريين إيرانيين في العراق ولبنان وسوريا.
وكشف عضو في حزب الله تحدث لـ”واشنطن بوست” عن ملخص الرسالة الإيرانية للجماعة، وكان مفادها “نتنياهو محصور في الزاوية الآن.. لا تعطيه مخرجًا.. دعونا لا نعطيه فائدة شن حرب أوسع نطاقًا، لأن ذلك سيجعله منتصرًا”.
إلا أن المراقبين يفسرون هذا الكلام بذريعة واهية، تسقط الشعارات الإيرانية عن تحرير القدس.
وقال مصطفى سالم “منع قاآني ميليشيات خامنئي من مهاجمة القوات الأمريكية، لأن الهدف لم يكن نصرة غزة، بل إيهام المقاومة الفلسطينية لإطالة امد المعركة، وتوفير التبرير والغطاء للعدو الإسرائيلي لزيادة وحشيته في قصف غزة وقتل وتهجير سكانها”.
وفي العراق، كانت الرسالة مختلفة بعض الشيء، وقال المسؤولون الإيرانيون إن تجدد الصراع في البلاد يهدد بإضعاف حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوادني وبالتالي التفريط بـ “حكم المذهب” للعراق.
وانصاعت الفصائل والميليشيات الولائية المنضوية في الحشد الشعبي لتعليمات صارمة من إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس الإيراني، بإيقاف الهجمات على القوات الأمريكية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن عدة مصادر إيرانية وعراقية إن زيارة قاآني إلى بغداد أدت إلى توقف الهجمات التي تشنها ميليشيات ولائية تعمل وفق تعليمات إيرانية.
ووصفت المصادر هذا بأنه علامة على رغبة طهران في الحيلولة دون نشوب صراع أوسع نطاقًا.
وقالت المصادر إن قاآني التقى بممثلي عدة ميليشيات مسلحة في مطار بغداد يوم التاسع والعشرين من كانون الثاني، بعد أقل من 48 ساعة من اتهام واشنطن لهذه الميليشيات بالوقوف وراء مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في موقع البرج 22 العسكري بالأردن.
وأبلغ قاآني، الذي قُتل سلفه في هجوم بطائرة مسيرة أمريكية بالقرب من المطار نفسه قبل أربع سنوات، الميليشيات بأن سفك الدماء الأمريكية يخاطر برد أمريكي عنيف.
وأضافت المصادر أن قاآني أبلغ الفصائل المسلحة أنه يتعين عليها أن تبتعد عن المشهد لتجنب شن ضربات أمريكية على كبار قادتها أو تدمير بنيتها التحتية الرئيسية أو حتى الانتقام المباشر من إيران.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى