أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

قوات الاحتلال تحول غزة لمختبر أسلحة فتاكة محرمة دوليًا

يجمع خبراء عسكريون على أن المجازر الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال في صفوف المدنيين في غزة ترجع إلى حد كبير إلى استخدام أنظمة لا أخلاقية مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

غزة- خلال حربها على غزة، عملت “إسرائيل” التي تواجه دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية، على تحويل القطاع إلى ساحة لاختبار أسلحتها الجديدة القادرة على استخدام برامج الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى اختبار أنظمة جوية وبحرية وأخرى ذكية، مطوّرة محليًا أو مستوردة من الولايات المتحدة.
ومنذ عام 2021 تستخدم “إسرائيل” أنظمة الذكاء الاصطناعي في المنظومات الحربية، وتواصل العمل على تطويرها. من دون أي معايير أخلاقية عالمية، كما لا تتردد في استخدام أنظمة وأسلحة محرمة دوليًا من أجل تنفيذ أهدافها في احتلال البلاد وإبادة الشعب الفلسطيني على أرضه.
وقد استطاعت خلال السنوات الماضية تطوير أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل “الخيميائي” Alchemist و”رأس الحكمة” Depth of Wisdom و”البشارة” The Gospel و”مصنع النار” Fire Factory، وذلك في مختبرات ومعامل الوحدة 8200 التابعة لوكالة المخابرات “الإسرائيلية”.
وفي الوقت الذي تعمل فيه منظومة “مصنع النار” على استهداف تجمعات لا تقل عن خمسة أشخاص، لمنع وقوع أضرار جانبية ووفيات في صفوف المدنيين، إلا أن منظومة “البشارة” التي تم اختبارها لأول مرة في هجمات غزة الأخيرة، لا تعمل بنفس هذه الصيغة.
هذا الأمر مكّن قوات الاحتلال الإسرائيلي من قصف 15 ألف هدف في أول 35 يومًا من حربها المتواصلة على غزة، مقابل 6 آلاف هدف قصفت في هجمات 2014 التي استمرت 51 يومًا.
فمنظومة “البشارة” المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على تحليل مصادر المعلومات القادمة من العناصر البشرية ووسائل استخبارية أخرى مثل صور الطائرات بدون طيار، وبيانات المراقبة، والتحليل الجغرافي، ومراقبة التحركات والأنماط السلوكية للأفراد والتجمعات السكانية الكبيرة، وتحديد واكتشاف الأهداف من خلال تحليل مجموعات كبيرة من المعلومات.
وفي الوقت الذي تمكنت فيه منظومة “مصنع النار” من اكتشاف خمسين هدفًا سنويًا خلال السنوات الماضية، استطاعت منظومة “البشارة” اكتشاف ما لا يقل عن 100 هدف يوميًا، تم قصف نصفها.
وعليه، يتفق الخبراء على أن الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين في الهجمات الأخيرة على غزة ترجع إلى حد كبير إلى استخدام الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

الوحشية الإسرائيلية تستهدف الأطفال والنساء
وأعلن جيش الاحتلال الذي يواصل الحرب في شهرها الخامس، أنه تمكن خلال هجماته على غزّة، ولأول مرة، من توفير معلومات استخباراتية وأهداف في الوقت الحقيقي بما يتماشى مع الوضع التشغيلي المحدث للقوات البرية.
كما أعلن الجيش تمكنه من نقل المعلومات المتعلقة بالأهداف الميدانية إلى مركز إدارة العمليات في القيادة الجنوبية بشكل فوري، في إطار ما يعرف بمشروع “عامود النار”، ومن ثم تم تنفيذ مئات الهجمات بشكل فوري بالتعاون مع القوات الجوية والبحرية.
خلال الفترة الماضية، دخلت 39 طائرة مقاتلة أمريكية متطورة من طراز F-35 إلى سلاح الجو “الإسرائيلي”، هذا الطراز المنتج خصيصًا لإسرائيل يسمى F-35I – Adir “أدير”، كما ومن المقرر شراء 75 طائرة من هذا الطراز ابتداءً من عام 2027.
وفي عام 2018، أفاد الجيش “الإسرائيلي” أنه أول من استخدم طائرة F-35 فعليًا في أعمالٍ قتالية، فيما أشارت تقارير صحفية في مصادر مختلفة أن سلاح الجو “الإسرائيلي” استخدم 35 من الطائرات المذكورة في الهجمات على غزة.
ومنذ بداية الهجمات على غزة، عمدت الولايات المتحدة بسرعة إلى تحديث “ملفات بيانات المهمة” MDF، التي يمكن وصفها بأنها “عقل” طائرات (F-35I) الإسرائيلية، وسلّمتها إلى تل أبيب.
وفي تشرين الثاني 2023، أعلن جيش الاحتلال اعتراض صاروخ كروز يعتقد أنه أطلق من قبل ميليشيا الحوثيين في اليمن، وتم إسقاطه بواسطة مقاتلة من طراز “أدير” (F-35I).
من ناحية أخرى، استخدم الطيران الإسرائيلي لأول مرة، صواريخ جو أرض تدعى “السقوط الحر” (غير موجّهة)، بواسطة مقاتلات “أدير”.
فيما واصلت “إسرائيل” إسقاط مئات القنابل التي تزن 907 كلغم من طائرات (GBU-31) “الخارقة للتحصينات” في هجماتها الأخيرة على غزة.
وتسلمت القوات الجوية الإسرائيلية الطائرة بدون طيار من طراز “الشرارة” Spark التي طوّرتها شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة وشركة الطيران التابعة لها في أيلول 2023.
ولا توجد الكثير من المعلومات حول الجيل الخامس من طائرة “الشرارة”، ولكن تقدّر تقارير صحفية أنها تزن حوالي 55 كيلو غرامًا ويبلغ طول جناحيها 5 أمتار، وتستخدم في جمع المعلومات الاستخباراتية ودعم القوات البرية ومهمات كشف الأهداف.
وفي مجال الأسلحة البحرية، تمثل الجديد في استخدام القوات الإسرائيلية طرّادات من طراز “ساعر 6″، التي اشترتها من ألمانيا في نيسان 2015.
وقد أدخلت البحرية “الإسرائيلية” تعديلات على الطرادات “ساعر 6″، لدمجها مع صواريخ “باراك 8” ونظام القبة الحديدية المستخدم ضد الأهداف الجوية.
وتعمل في البحرية “الإسرائيلية” 6 طرّادات من طراز “ساعر 6″، بحمولة قصوى تبلغ 1900 طن، وطاقم مكوّن من 70 فردًا، وبإمكان الطرّاد حمل طائرة هليكوبتر واحدة من طراز (MH-60 Seahawk) وصواريخ يصل مداها إلى 7400 كيلومتر.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى