أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

غزة تتضور جوعًا ومفاوضات وقف العدوان لم تصل إلى انفراجة مع اقتراب رمضان

المقاومة الفلسطينية ترفض التصريحات الأمريكية عن اتفاق وشيك وتراها محاولة لإبعاد اللائمة عن "إسرائيل" إذا انهارت المحادثات دون التوصل لاتفاق.

غزة– انهارت الثلاثاء محادثات استضافتها القاهرة بين حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) ووسطاء بهدف التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بينما تبقت أيام فقط لوقف القتال قبل أن يحل شهر رمضان.
وقال باسم نعيم القيادي في “حماس” لوكالة “رويترز” إن الحركة قدمت مقترحها بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار إلى الوسطاء خلال يومين من المحادثات وتنتظر الآن ردا من “الإسرائيليين” الذين غابوا عن هذه الجولة.
وأضاف نعيم أن “نتنياهو لا يريد اتفاقًا، والكرة في ملعب الأمريكان” للضغط عليه من أجل التوصل إلى اتفاق.
وقال مصدر لوكالة “رويترز” في وقت سابق إن “إسرائيل” قاطعت المحادثات لأن حماس رفضت طلبها بتقديم قائمة بأسماء جميع الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وأوضح نعيم أن هذا يستحيل بدون وقف إطلاق النار أولا بالنظر إلى أن الرهائن موزعون في أنحاء منطقة الحرب ومحتجزون لدى فصائل مختلفة.
وعُلقت آمال على أن تكون محادثات القاهرة المحطة الأخيرة قبل التوصل إلى أول وقف طويل الأجل لإطلاق النار في الحرب، وهو هدنة مدتها 40 يومًا يتم خلالها إطلاق سراح عشرات المحتجزين وضخ المساعدات إلى غزة للحيلولة دون وقوع مجاعة، وذلك قبل شهر رمضان.
وتقول واشنطن، الحليف الداعم لحرب الإبادة على غزة وأحد رعاة محادثات وقف إطلاق النار، إن اتفاقًا قبلت به “إسرائيل” مطروح بالفعل على الطاولة وإن الأمر متروك لحماس لقبوله. وترفض حماس هذه التصريحات وتراها محاولة لإبعاد اللائمة عن “إسرائيل” إذا انهارت المحادثات دون التوصل لاتفاق.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب “الإسرائيلية” على القطاع إلى “30 ألفا و631 شهيدًا”.
وأفادت في تقريرها الإحصائي لليوم الـ151 من الحرب بـ”ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان “الإسرائيلي” إلى 30 ألفا و631 شهيدا و72 ألفا و43 إصابة” منذ السابع من تشرين 2023.
وأضافت أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 97 شهيدًا و123 مصابًا، خلال الـ 24 ساعة الماضية”.
وشددت الوزارة على أنه “لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم”.
وتواصل “إسرائيل” حربها المدمرة ضد قطاع غزة رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية تسببت الحرب العدوانية بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل حوالي 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
ويسيطر الجوع حاليًا على قطاع غزة المحاصر حيث تضاءلت إمدادات المساعدات بشدة خلال الشهر الماضي، بعدما تقلصت بالفعل بشكل حاد منذ بداية الحرب. وباتت مناطق كاملة من القطاع محرومة تمامًا من الغذاء. وتعج المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في غزة، والمكتظة بالفعل بمصابي الحرب، الآن بأطفال يتضورون جوعًا حتى الموت.

من يحاسب العدوان على تهديم بيوت الله

ويرقد الطفل أحمد كنعان وقد صارت عيناه غائرتين ووجهه شاحبًا على سرير في مستشفى العودة في رفح ملتحفا سترة صفراء. وخسر الطفل نصف وزنه منذ بداية الحرب وصار يزن الآن ستة كيلوجرامات فقط.
وقالت عمته إسراء كلخ “بتزداد حالته سوءا. الله يستر من اللي جاي”.
كما قالت ممرضة إن هؤلاء الأطفال الهزيلين يتدفقون الآن على المستشفى بأعداد غير مسبوقة، وأضافت “نواجه عددًا كبيرًا من المرضى يعانون من سوء التغذية”.
والوضع في شمال غزة هو الأسوأ، إذ لا تستطيع وكالات الإغاثة أو كاميرات وسائل الإعلام الوصول إليه. وتقول سلطات الصحة في غزة إن 15 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية أو الجفاف في أحد المستشفيات.

وقالت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء إن سوء التغذية “متفاقم بشكل خاص” في شمال القطاع.
وذكر ريتشارد بيبركورن ممثل المنظمة في غزة والضفة الغربية أن طفلا من بين كل ستة أطفال دون الثانية من العمر يعاني من سوء تغذية حاد هناك.
وأوضح “كان هذا في كانون الثاني. لذا من المرجح أن يكون الوضع أسوأ اليوم”.
وتقول وكالات الإغاثة إن توزيع المساعدات بات مستحيلا مع انهيار القانون والنظام، وإن السماح بدخول الأغذية وتأمين عمليات توزيعها يقع على عاتق قوات الاحتلال التي اجتاحت قواتها بلدات غزة وتقوم بدوريات فيها.
وقالت أديل خضر، المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “لا بد وأن الشعور بالعجز واليأس بين الآباء والأطباء، الذين يدركون أنه يتم منع المساعدات المنقذة للحياة والموجودة على بعد بضعة كيلومترات فقط، هو أمر لا يحتمل”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى