أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الحرب الوحشية تحول عيد المرأة إلى قتل وتعذيب الفلسطينيات وإجبارهن على النزوح

“أونروا”: تستمر النساء في غزة في تحمل عواقب هذه الحرب الوحشية، حيث قتل ما لا يقل عن 9000 امرأة، ولا يزال العديد منهن تحت الأنقاض.

غزة- أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، الجمعة، بأن 63 امرأة في قطاع غزة تقتل يوميًا إثر الحرب الإسرائيلية، غالبيتهن أمهات. في وقت أكدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، أن حظر السلاح وفرض عقوبات اقتصادية على “إسرائيل” هو السبيل الوحيد لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وقالت “أونروا”، في بيان صدر بالتزامن مع حلول اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار إنه في هذا اليوم “تستمر النساء في غزة في تحمل عواقب هذه الحرب الوحشية، حيث قتل ما لا يقل عن 9000 امرأة، ولا يزال العديد منهن تحت الأنقاض”.
وأوضحت أنه “في المتوسط، تُقتل 63 امرأة يوميا في غزة، بينهن37 أما تترك عائلاتها وراءها”.
ونعى المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، 8900 امرأة قتلن بدم بارد، فيما يعيش من بقي من النساء في ظروف “إذلال حقيقي” تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلية التي تحاكم في محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
جاء ذلك في بيان صدر عن “الإعلامي الحكومي”، فجر الجمعة، بالتزامن مع حلول اليوم العالمي للمرأة والذي يوافق الثامن من آذار من كل عام.
وتزامن هذا اليوم العالمي في 2024، مع مرور أكثر من 5 أشهر على حرب شرسة تشنها “إسرائيل” ضد قطاع غزة، مثلت بموجبها أمام محكمة العدل الدولية، للمحاكمة بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
وذكر البيان أن “هذا اليوم العالمي يأتي على المرأة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة ليكون مثالا حقيقيًا لإذلال المرأة وقتلها وإطلاق النار عليها وتعذيبها، وإجبارها على النزوح وليس رفع شأنها وتكريمها”.
وأضاف أن هذه المناسبة العالمية تأتي أيضا “في الوقت الذي يقتل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي المرأة الفلسطينية بدم بارد في حرب الإبادة الجماعية، التي يشنها على المدنيين، وفي الوقت ذاته يقف العالم متفرجًا على هذه الكارثة وهذا الانتهاك الخطير ضد المرأة الفلسطينية دون أن يحرك ساكنًا”.
وأشار “الإعلامي الحكومي” في بيانه إلى أنه منذ بدء الحرب الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول 2023، تسببت “حرب الإبادة الجماعية في مقتل 8900 امرأة فلسطينية، وإصابة أكثر من 23 ألفا، وبات هناك 2100 مفقودة مصيرها مجهول، وأكثر من نصف مليون نازحة”.
وكشف أن الحرب الإسرائيلية الوحشية ضد القطاع الفلسطيني نتج عنها حتى الآن وجود “60 ألف سيدة حامل تعيش حياة قاسية وبالغة الصعوبة، تفتقد خلالها لأبسط متطلبات الرعاية الصحية والطبية، ومنهن المئات اللواتي فقد أبنائهن أو مواليدهن أو أجنتهن الذين في أحشائهن نتيجة القصف والخوف والقتل الإسرائيلي”.
وفي ختام البيان، وجه “الإعلامي الحكومي” في غزة تحية للمرأة الفلسطينية بمناسبة يوم المرأة العالمي، ولفت إلى “صمودها في ظل ظروف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال”.
وشدد على أن المرأة الفلسطينية “مثالا ورمزا للصمود والعزيمة، فهي تشارك جنبًا إلى جنب مع الرجل في مختلف مجالات الحياة، وتُقدم تضحيات جسام في سبيل نيل حقوقها وحقوق شعبها وأبنائها”.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول، خلفت حتى الخميس، “30 ألف و800 شهيدا و72 ألفا و298 إصابة، معظمهم أطفال ونساء”، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.

تعيش النساء في ظروف إذلال حقيقي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلية
إلى ذلك أكدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، أن حظر السلاح وفرض عقوبات اقتصادية على “إسرائيل” هو السبيل الوحيد لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
جاء ذلك في منشور على منصة “إكس”، الجمعة، اقتبست فيه منشورًا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال لقائه عائلات فلسطينية فقدت أقارب لها جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.
وقالت ألبانيز “الطريق الوحيد لإيقاف الإبادة الجماعية في غزة هو حظر سلاح وعقوبات اقتصادية على إسرائيل”، فيما دعت إلى تحقيق وقف إطلاق نار فوري في القطاع.
والخميس، التقى وفد يضم عشرة فلسطينيين فقدوا أفرادا من عائلاتهم جراء الهجمات الإسرائيلية على غزة بالأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدولي تحت رعاية مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور.
ويُعرّج يوم المرأة العالمي على قطاع غزة هذا العام، فيما تعيش المرأة الفلسطينية هناك واقعًا مأساويا غير مسبوق، فهي إما أرملة، أو ثكلى أو مفجوعة، وفي أحيان أخرى مفقودة، بفعل الحرب الوحشية المدمرة على القطاع.
ولعل أصعب ما قد يصادف المرأة الفلسطينية في يومها العالمي هذا العام، أن يكون هدفها المنشود استخراج أبنائها الشهداء من تحت الأنقاض، فيما تحلم أمهات أخريات حول العالم بما هو أهم من ذلك بكثير.
تلك هي حكاية نساء غزة بعد نحو 5 أشهر من حرب “إسرائيلية” مدمرة أتت على الشجر والحجر، ولم يسلم منها شبر واحد داخل القطاع المحاصر، الذي تحول إلى أكثر منطقة ملتهبة في العالم.
ورغم مضي 4 أشهر على قصف منزل الفلسطينية أماني جاسر الخور (32 عامًا) من قبل جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، لا تزال تترقب بفارغ الصبر إخراج جثامين أبنائها المفقودين من تحت الأنقاض، لتتمكن من دفنهم.
في يوم المرأة العالمي، تظهر أماني بملامح الحزن والألم على وجهها، وهي تنتظر بفارغ الصبر تلك اللحظة التي تمكنها من تشييع أبنائها الأربعة ومعرفة مكان دفنهم لزيارتهم في أي وقت ترغب.
وتواجه الفلسطينية الخور، معاناة فقدان الأسرة، حيث لم ينج أحد من عائلتها سوى طفلها الصغير.
وبفعل القصف الذي طال منزلها في حي الصبرة بمدينة غزة، المكون من 3 طوابق، اضطرت الفلسطينية إلى النزوح إلى مدينة رفح جنوبي القطاع برفقة طفلها، بعد مقتل زوجها و5 من أطفالها.
ونجت تلك الأم وطفلها من القصف “الإسرائيلي” عندما كانا في زيارة لبيت والدها في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وعند عودتها من الزيارة، فوجئت بقصف منزلها دون سابق إنذار أو تبرير، وتمكن فريق الدفاع المدني الفلسطيني في ذلك اليوم من انتشال جثمان زوجها وأحد أطفالها، فيما بقي الآخرون الخمسة تحت الأنقاض.
وتقيم الخور في الوقت الحالي، في كوخ متواضع مصنوع من الصفيح والقماش، حيث تواجه تحديات الحياة اليومية التي تواجهها في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها جراء فقدان زوجها و5 من أطفالها.
وقالت “المرأة الفلسطينية هي رمز للصمود والصبر، فهي أم لشهداء وجريح، وأخت لشهداء وزوجة لشهداء”.
وأضافت “أنا مستمرة في الحياة رغم فقدان زوجي وأبنائي، معتمدة على إرادتي لتقديم الحياة الأفضل لطفلي الوحيد الذي تبقى لي”.
ولفتت إلى أن” المرأة في قطاع غزة تعرضت لانتهاكات كثيرة خلال الحرب، حيث قتلت العديد منهن، ونزحت البعض الآخر، وتعرضت بعضهن لظروف إنسانية صعبة، بالإضافة إلى الإصابات التي تطالهن وتستدعي رعاية صحية عاجلة”.

من يعيد لي جثامين أطفالي؟
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى