أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الموت جوعًا يلاحق سكان غزة عند بحثهم عن وجبة طعام

المساعدات البرية التي تصل شمال قطاع غزة قليلة جدًا ولا تكفي أحدًا، حيث يتزايد عدد من ضحايا الجوع خلال الأيام القادمة.

غزة- لم تعد الطفولة في قطاع غزة تحظى بأي قسط من البراءة، جراء الحرب الوحشية الإسرائيلية المتواصلة التي خلفت مجاعة غير مسبوقة، أعقبها انتشار واسع لسوء التغذية والجفاف الذي لحق بأطفال غزة.
وناشدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، المجتمع الدولي إنقاذ سكان شمال القطاع من الجوع والموت ثمنًا لوجبة طعام، قائلة إن “قصف تجمعات الجياع أصبح روتينًا يوميًا تمارسه إسرائيل”.
وأكدت الوزارة في بيان، الثلاثاء، أن “المساعدات البرية التي تصل شمال قطاع غزة قليلة جدًا ولا تكفي أحدًا”، محذرة من أن يشهد العالم “أكبر عدد من ضحايا الجوع خلال الأيام القادمة”.
وقالت إن “الجوع سيفتك بكل سكان شمال قطاع غزة” بسبب قلة المساعدات.
وأضافت أن “قصف تجمعات الناس الجياع أصبح روتينًا يوميًا يمارسه الاحتلال ويراه المجتمع الدولي على الشاشات، وثمن وجبة من المساعدات القليلة قد يعني الموت المحقق”.
وأطلقت صحة غزة في بيانها نداء لإغاثة سكان الشمال “لا تتركوهم فريسة للجوع والقصف والمرض، الأطباء سيموتون، والتمريض هناك سيموت، وسيشهد العالم أكبر عدد من ضحايا الجوع خلال الأيام القادمة”.
ومع دخول الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة شهرها السادس، عانى سكان القطاع ولاسيما مناطق الشمال والوسط حصارًا شديدًا جعل الغذاء شحيحًا حتى باتوا على حافة مجاعة حقيقية، أودت بحياة نحو 27 شخصًا أغلبهم من الأطفال بسبب الجفاف وسوء التغذية.
وبجانب الموت جوعًا، لاحق الموت السكان عند بحثهم عن وجبة طعام أو في سبيل الحصول على المساعدات التي تسمح قوات الاحتلال بدخولها إلى تلك المناطق على فترات متباعدة.
وفي التاسع والعشرين من شباط الماضي، أطلقت قوات جيش الاحتلال النار على مئات الفلسطينيين خلال تجمعهم جنوب مدينة غزة في انتظار الحصول على مساعدات إنسانية في شارع الرشيد (مجزرة الطحين)، ما خلف 118 شهيدًا و760 جريحًا، بحسب وزارة الصحة في القطاع، في واحدة من أعنف عمليات الاستهداف التي تمارسها القوات “الإسرائيلية” ضد سكان القطاع.
وفي محاولة لتدارك الأزمة، تواصل دول عربية وأجنبية تعاونها من أجل إنزال المساعدات جوا على مناطق شمال القطاع إلا أنها تظل غير كافية ولا تسد الاحتياجات العاجلة للفلسطينيين.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023، تشن قوات الاحتلال “الإسرائيلي” حربًا مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.


غزاوية تخشى موت ثالث أولادها جوعًا بعد فقدان ولديها
ومنذ شهرين، يواجه الطفل فادي الزنط، (6 سنوات)، تدهورًا في حالته الصحية، حيث يفقد وزنه بشكل متسارع بسبب نقص الدواء والغذاء المخصص له في شمال قطاع غزة.
وفي مستشفى “كمال عدوان” في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، يُعالج الطفل الزنط الذي يُعاني من سوء التغذية ونقص العلاج الضروري نتيجة لمرض التليّف الكيسي الذي يُعاني منه منذ ولادته.
هذا المرض الوراثي يجعل الطفل بحاجة ماسة لنوع معين من الغذاء والعلاجات التي نفدت من المخزون في شمال القطاع، والتي تتمثل بالخضروات والفواكه والبيض والمكسرات، وهناك أيضا أطعمة أخرى مهروسة تكون مفيدة لجسده.
ويعيش الطفل داخل المستشفى منذ شهرين على جهاز “التبخيرة” الذي يساعد في فتح مجرى التنفس، ويتلقى المحلول الوريدي الضروري.
وبجانب طفلها الذي تظهر على ملامحه الضعف الشديد، تجلس والدته التي ترتسم على محياها علامات الحزن والقلق، خوفًا على فقدان طفلها.
وتظهر على وجه الأم آثار التعب والإرهاق، حيث يعكس ذلك الصراع الذي تمر به كأم لطفل يواجه تحديات صحية خطيرة، فضلا عن أنها تحمل في قلبها آلام الفقدان.
وفقدت الأم، بنفس المرض، شقيقين لفادي في السنوات الماضية، ما يجعل هذه المحنة تزيد من عبء معاناتها وقلقها.
وتقول والدة الزنط “طفلي فادي يعاني من مرض التليف الكيسي، وفي الشهرين الماضيين تدهور وضعه الصحي ما دفعه للإقامة في المستشفى”.
وأضافت أن هذا المرض يتطلب رعاية صحية وعلاجًا مناسبًا وغذاء صحيًا، وهذا ما ينقصه في شمال قطاع غزة الذي يعاني من مجاعة.
وأكدت أن “فادي يعاني من وضع صحي صعب وأخشى عليه من الفقدان، يعتمد في الوقت الحالي داخل المستشفى على المحلول وجهاز التبخيرة الذي يحتاج لتيار كهربائي بشكل دائم، وهذا ما نفقده أيضا في قطاع غزة المحاصر والذي يعاني من الحرب”.
وأشارت إلى أن “الغذاء الصحي غير متوفر، ما يسبب مضاعفات صحية خطيرة عليه بعدما فقد كيلوجرامات من وزنه”.
وأوضحت أنها تخشى فقدان طفلها، كما فقدت اثنين آخرين خلال السنوات الماضية بنفس المرض.
وتتمنى الفلسطينية أن يتم توفير الغذاء والعلاج لطفلها، ومعالجته في الخارج، وأن تنتهي الحرب الإسرائيلية على القطاع التي أدت لوفاة العديد من الأطفال بسوء التغذية ونقص العلاج.
والسبت، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة وفيات سوء التغذية والجفاف في القطاع إلى 25 بعد وفاة فلسطينيتين إحداهما رضيعة.
وتابعت “الحصيلة المعلنة لشهداء سوء التغذية والجفاف تعكس ما يصل للمستشفيات فقط”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى