أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

حكومة الإطار تعترف: لا انسحاب قريب للقوات الأمريكية

السوداني منح أتباع الميليشيات الولائية في الحديث عن إنهاء الوجود الأمريكي "نصرًا وهميًا يطبلون له ويزمرون" من دون وجود تفاوض حقيقي على انسحاب القوات الأمريكية.

بغداد- الرافدين
اعترفت حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني، بأن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن إنهاء وجود التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن في البلاد قد تستمر لما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في تشرين الثاني.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر كبير في حكومة الإطار التنسيقي، تأكيده استمرار المحادثات حتى انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد نهاية العام 2024، في إشارة إلى أن السوداني منح أتباع الميليشيات الولائية في الحديث عن إنهاء الوجود الأمريكي “نصرًا وهميًا يطبلون له ويزمرون، وهم يفعلون ذلك منذ أسابيع.”.
وأطلقت واشنطن وبغداد في كانون الثاني محادثات لإعادة تقييم تواجد التحالف في العراق.
ويوجد في العراق نحو 2500 جندي أمريكي بينما ينتشر في سوريا زهاء 900 جندي أمريكي، في إطار عمل التحالف الدولي الذي أطلقته واشنطن عام 2014.
وكان مقررا أن يؤدي محمد شياع السوداني زيارة إلى البيت الأبيض في شهر نيسان المقبل ينظر إليها بأن يعدّ قبوله من قبل الإدارة الأمريكية “المعيار الذهبي” ليحظى بتأييد دولي، ومن شأن ذلك أن يعزز حظوظه في تعيينه مجددا بعد الانتخابات العامة في تشرين الأول 2025 في العراق.
ويرى المحلل المتخصص بشؤون العراق مايكل نايتس زميل معهد واشنطن. إن السوداني يريد أن يظهر في البيت الأبيض بمظهر الشخص القوي ذي التأثير الإيجابي. لكن الواقع الحالي المخزي هو أن السوداني لم يتم تعيينه إلا بعد أن استولى القضاء المسيس على انتخابات العراق للعام 2021 لصالح الإطار التنسيقي الذي تقوده عصابة من الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران.
ويوجد اتفاق في الأوساط المراقبة أن المؤشرات على الأرض لا توحي بأي انسحاب قريب للقوات الأمريكية من العراق كما كانت تزعم حكومة الإطار التنسيقي.
وقال مصدر مقرب من الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية “الحقيقة إن السوداني لم تعد لديه أي رافعة سياسية، بعدما انقلبت معظم قوى الإطار عليه، بسبب نواياه الانتخابية.”
ويحظى السوداني بنفوذ محدود على الميليشيات المتحالفة مع إيران. واحتاج إلى دعم تلك الجماعات المنضوية في الحشد الشعبي والإطار التنسيقي للظفر برئاسة الحكومة.
وأجبر الوضع المتقلّب الذي يشهده العراق والمنطقة منذ أسابيع عدّة، السوداني على ممارسة فعل توازن يتمثّل في الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد وصوله إلى السلطة بدعم أحزاب مؤيّدة لإيران.
ويجمع مراقبون سياسيون على أن السوداني يحاول المحافظة على وضعه في رئاسة الحكومة ببعث رسائل خضوع لخطاب الميليشيات، فيما يتحدث بشكل مختلف كليًا مع المسؤولين الأمريكيين.
وقال المحلل نورمان ريكليفس الذي عمل مع الحكومة الأمريكية وكان سابقًا مستشارا لوزير الداخلية في العراق “لا أرى أي فرصة لمغادرة القوات الأمريكية العراق في المستقبل القريب”.
وقال مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور مثنى حارث الضاري أن “هذا الخطاب المعلن (لحكومة العراق) يأتي من نظام سياسي عقدت إحدى حكوماته اتفاقية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة، ومن نظام سياسي يعُد واشنطن صديقًا للعراق”.
واعتبر مسؤول القسم السياسي في الهيئة الرافضة للعملية السياسية في العراق ومخرجاتها أن “ما يجري في العراق هو مقتضيات الصراع الأمريكي الإيراني التخادمي”.
وتساءل الدكتور الضاري “كيف لنا أن نفهم تصريح السوداني في ظل الاجتماعات المستمرة مع السفيرة الأمريكية آلينا رومانوسكي، والتي تكاد تكون أسبوعية لضبط سياسة الحكم؟”.
وبسؤاله عن دوافع الاستهداف الأمريكي لقوات الحشد الشعبي في العراق ما دام هناك “تفاهمات” بين واشنطن وطهران، أجاب الضاري “الدوافع معلومة، فكلنا يعلم أن الصراع بين الدول تنتابه أحيانًا مراحل من التدافع اللين أو الهين”.
واستطرد “عندما تتقاطع مصالح قوتين أو دولتين في مكان أو زمان ما، تبدأ كل واحدة منهما تدفع الأخرى بطريقة ما”.


مايكل نايتس: السوداني يريد أن يظهر في البيت الأبيض بمظهر الشخص القوي ذي التأثير الإيجابي. لكن الواقع الحالي المخزي هو أن السوداني لم يتم تعيينه إلا بعد أن استولى القضاء المسيس على انتخابات العراق للعام 2021 لصالح الإطار التنسيقي الذي تقوده عصابة من الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران

وبيّن “ليس بالضرورة أن يكون هناك جلوس إلى الطاولة وتقسيم للكعكة، فالولايات المتحدة احتلت العراق وهي في المنطقة لأهدافها الخاصة، وإيران أخرجت العراق من معادلة القوة في المنطقة، واستطاعت أن تفرض نفسها قوة كبيرة فيها”.
واعتبر الضاري أن أسباب الضربات الأمريكية للحشد الشعبي في العراق “وجود قواعد اشتباك ينبغي عدم تجاوزها، وأن هناك رسائل متبادلة بين الطرفين (طهران وواشنطن)”.
وكانت صحيفة “بوليتيكو” قد نقلت عن برقية للخارجية الأمريكية أن السوداني صرح لمسؤولين أمريكيين بشكل خاص أنه يريد التفاوض بشأن إبقاء القوات الأمريكية في البلاد على الرغم من إعلانه الأخير أنه سيبدأ عملية إخراجهم من البلاد.
وأبلغ السوداني الجانب الأمريكي عدم أخذ تصريحاته بشأن إخراج القوات الأمريكية على محمل الجد، فهي موجهة للاستهلاك المحلي بغية إرضاء “الجماهير”، الأمر الذي يكشف عن الازدواجية والنفاق السياسي الذي يمارسه السوداني على العراقيين.
وقال أحد كبار مستشاري السوداني لصحيفة بوليتيكو إنه “أبلغ مسؤولين أمريكيين أن إعلان السوداني إخراج القوات الأمريكية من العراق كان محاولة لإرضاء الجماهير السياسية المحلية” وأنه “ملتزم بالتفاوض بشأن الوجود المستقبلي لقوات التحالف الدولي في الأراضي العراقية.”
وسبق أن توخى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان الحذر مكتفيًا بتأكيد بدء “اجتماعات” فرق العمل بين الجانبين.
وأوضح أنّه سيتمّ التحقّق من “ثلاثة عوامل رئيسية”، مشيرًا في هذا الإطار إلى “تهديد داعش والمتطلّبات العملياتية… ومستوى قدرات القوات الأمنية العراقية”. كذلك، تعهّد “التشاور مع شركاء التحالف في كافّة مراحل العملية”.
وأكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية ألكسندر لافرينتيف، أن العراق أخطر روسيا باستعداد الولايات المتحدة لسحب قواتها من البلاد، وأن السؤال الآن كم من الوقت سيستغرق ذلك وما هي إجراءات الانسحاب.
وقال “يمكن أن يتم ذلك في غضون شهر أو شهرين، كما حدث في أفغانستان، أو ربما يمتد لسنوات”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى