أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الأمم المتحدة: الأطفال باتوا يموتون جوعًا في قطاع غزة

فلسطينية تستغرب صمت العالم أجمع تجاه جرائم الحرب والإبادة الجماعية المرتكبة في غزة وتقول: يكفي ظلما نحن لا نعرف النوم ولا نأكل ولا نشرب بشكل طبيعي، نحن لا نعرف أي معنى للحياة ومعاناتنا تتفاقم يوميًا.

غزة- حذر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر من أن الأطفال باتوا يموتون جوعًا في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ نحو ستة أشهر. في وقت يصطف عشرات النازحين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في طوابير طويلة لساعات من أجل الحصول على مياه الشرب.
وتشهد مدينةُ رفح، أزمةً حادةً في المياه، مما فاقم معاناة النازحين، وأصبحت مسألةُ الحصول على المياه أمرًا صعبًا للغاية، بسبب نفاد الوقود وتضرر مرافق المياه جراء القصف “الإسرائيلي”.
وقال “نظرًا لنقص الإمدادات الإضافية والبنية التحتية الفعالة في غزة، فإننا نشهد بكل معنى الكلمة انهيار الظروف التي يعيش فيها الناس”.
وأشار إلى أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنشأ “مركزًا إقليميًا رئيسيًا” في إسطنبول يدعم عمله في منطقة أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، مؤكداً على أن وجودهم هنا مهم.
وأضاف شتاينر أنه سيقيّم الخطوات الواجب اتخاذها والتطورات في المنطقة خلال لقاءاته في تركيا، وتابع “نمر بفترة صعبة، والتنمية توقفت، وهناك المزيد من الصراعات والضغوط”.
وأكمل “الوضع الذي نواجهه اليوم في غزة أصبح يائسًا أكثر فأكثر، وقد شهدنا هذا الأسبوع إحصائيات مثيرة للقلق للغاية فيما يتعلق بظروف المجاعة، فالأطفال والناس يموتون الآن بسبب الجوع”.
ولفت شتاينر إلى أن 70 بالمائة من البنية التحتية في غزة قد دمرت وأن معظم الناس نزحوا، وأن هؤلاء الأشخاص اضطروا إلى الفرار من القصف والاشتباكات.
وذكر أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فقد زميلا كان يعمل منذ أكثر من 30 عامًا في مقر البرنامج الأممي بغزة، وأن ما بين 50 إلى 70 شخصًا معظمهم من أقاربه قتلوا بنفس الهجوم.
وبيّن أن الحرب “تسبب ببؤس كبير، وأكثر شيء مأساوي هو أن كثير من النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء يقعون ضحايا في معظم الأوقات”.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023 تشن “إسرائيل” حربًا وحشية مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
وجراء الحرب وقيود قوات الاحتلال بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، وسط شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، ما أودى بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
ويصطف عشرات النازحين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في طوابير طويلة لساعات من أجل الحصول على مياه الشرب، مع استمرار الحرب المدمرة.
وتشهد مدينةُ رفح، أزمةً حادةً في المياه، مما فاقم معاناة النازحين، وأصبحت مسألةُ الحصول على المياه أمرًا صعبًا للغاية، بسبب نفاد الوقود وتضرر مرافق المياه جراء القصف “الإسرائيلي”.
ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على قطاع غزة، قطعت “إسرائيل” إمدادات الماء والكهرباء والوقود عن نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع متدهورة للغاية وأزمات متفاقمة، جراء حصار متواصل منذ 17 عامًا.
وبعد ضغوط أممية ودولية، سمحت قوات الاحتلال بدخول مساعدات إنسانية محدودة جدا إلى غزة من بينها الوقود للاحتياجات الإنسانية فقط.
وتشتكي النازحة أم علاء من صعوبة الأوضاع المعيشية وتقول إنها “فوق تصور العقل البشري”، في ظل استمرار الحرب المدمرة.
وتشير أم علاء، التي فضلت عدم ذكر اسمها كاملا، في حديث لمراسل وكالة “الأناضول”، إلى أن أزمة النقص الحاد في المياه برفح تفاقم معاناة النازحين بشكل لا يوصف.
وتقول “حتى المياه إن توفرت فهي ملوثة وغير صالحة للشرب، وتحتوي على جراثيم والكثير من الشوائب”.


مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر: الوضع الذي نواجهه اليوم في غزة أصبح يائسًا أكثر فأكثر، وقد شهدنا هذا الأسبوع إحصائيات مثيرة للقلق للغاية فيما يتعلق بظروف المجاعة

وتستغرب أم علاء صمت العالم أجمع تجاه جرائم الحرب والإبادة الجماعية المرتكبة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ناهيك عن أزمتي المياه والغذاء.
وتضيف “يكفي ظلم نحن لا نعرف النوم ولا نأكل ولا نشرب بشكل طبيعي، نحن لا نعرف أي معنى للحياة ومعاناتنا تتفاقم يوميًا”
وتعتبر رفح حاليًا من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في قطاع غزة، بعد إجبار جيش الاحتلال “الإسرائيلي” الفلسطينيين من سكان شمال ووسط وجنوب القطاع، على النزوح إليها، حيث يتواجد فيها حاليا نحو 1.4 مليون فلسطيني، حسب بيانات أممية وفلسطينية.
نقص حاد
ولا تختلف معاناة أم مجدي سالم عن سابقتها مع أزمة نقص المياه، وتقول “نحن نعاني من النقص الحاد في المياه”.
وتوضح سالم أن الحصول على المياه العذبة يحتاج إلى الوقوف يوميًا في طوابير طويلة لساعات حتى يتمكن الشخص من تعبئة جالون واحد فقط.
وتضيف “المياه ذات الاستخدامات الأخرى مثل الاستحمام وغسل الثياب تصلنا مرة واحدة فقط كل 10 أيام عبر خطوط البلدية “.
وتنتشر الأمراض في صفوف النازحين والمواطنين بسبب انخفاض مستوى النظافة الشخصية جراء النقص الحاد في المياه، وفق سالم.
وتشير إلى الأزمات الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، وفي مقدمتها النقص الحاد في مقومات الحياة الأساسية كالمياه والطعام وخاصة الطحين والسكر.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى