أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

“لعنة بلاد النهرين” تحل على 600 ألف جندي أمريكي شاركوا في احتلال العراق

شبكة "سي بي إس" الأمريكية تكشف أن الجنود الأمريكيين العائدين من العراق وافغانستان يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة حيث انتقلت أعراض القلق والكآبة والرغبة في الانتحار إلى أفراد في عوائلهم.

بغداد- الرافدين
كشف تقرير تلفزيوني عن إصابة 600 ألف من الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في احتلال العراق وافغانستان، باضطراب ما بعد الصدمة، حيث ظهرت أعراض القلق والخوف والتهيج والاكتئاب والرغبة بالانتحار عليهم.
وأكد تقرير لبرنامج “ستون دقيقة” في شبكة “سي بي إس” الأمريكية بأن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة كالقلق والاكتئاب انتقلت من الجنود إلى أفراد في أسرهم كالأطفال والزوجات.
وعرض البرنامج أوضاع الجنود الذين خدموا في افغانستان والعراق على مدى العقدين الماضيين، وتأثير انتشارهم واضطراب ما بعد الصدمة على عائلاتهم.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون أمريكي خدموا في العراق على مدار أكثر من عقد. وإلى جانب ملايين العراقيين الذين قتلوا أو شردوا بسبب الصراع، لقي آلاف الأمريكيين حتفهم أو جرحوا في العراق.
وشاركت عائلة جندي أمريكي شارك في عمليات احتلال العراق وأفغانستان هواجسها مع فريق برنامج “ستون دقيقة”
وكان تشاك روتنبيري جنديًا من مشاة البحرية شارك في حرب احتلال العراق وأفغانستان.
ويتذكر روتنبيري أنه كان في دورية عندما داس أحد زملائه من مشاة البحرية على عبوة ناسفة، مما أدى إلى إصابة الجندي بجروح خطيرة. ولم يستطع إلى اليوم التخلص من تلك الصدمة.
وقالت زوجته ليز كان يعاني من إصابة في الدماغ واضطراب ما بعد الصدمة.
وأضافت “كان يختبئ في الغرف الخلفية، وكنت أجده يبكي، ولم يفهم سبب بكائه”.
وانتقل الاكتئاب إلى ولده الذي حاول الانتحار وهو في سن الثانية عشرة.
وتكررت قصة تشاك روتنبيري مع عدد آخر من الجنود حيث شارك أفراد من عائلاتهم فريق البرنامج في سرد أوضاعهم النفسية الكئيبة.
وتساءل عسكري آخر شارك في احتلال العراق، عما إذا كان الاكتئاب شائعًا بين عوائل العسكريين الآخرين.
وقال “كل من تحدثت إليهم، الاكتئاب والقلق شائع جدًا بينهم”.

جريمة بحق العراقيين مازالت آثارها مستمرة

ويتذكر كيف انهم كانوا لا يفرقون بين العسكريين والمدنيين في عمليات القتل التي جرت في العراق، الأمر الذي انعكس على أوضاعهم النفسية لاحقًا. لأنهم على الأغلب خرقوا القانون الإنساني والأخلاقي في عمليات قتل المدنيين في العراق.
وقال كيفن توماس، وهو جندي من مشاة البحرية شارك في احتلال العراق، إنه كان في دورية ليلية مع جنود آخرين عندما تلقوا مكالمة عبر الراديو تفيد بأن طائرة هليكوبتر تحطمت. ما رآه كان محفورًا في ذهنه.
“ماذا رأيت؟” سأل المذيع توماس. قال “حطام، مذبحة، جثث… 25-30 من مشاة البحرية”.
وبعد ستة أشهر، عاد توماس إلى منزله مع في هيوستن. وقال إنه بدأ يشرب الخمر بكثرة وأصبح يتجنب الآخرين، وعزل نفسه في منزله. وكان غير مدرك تماما لما كان يحدث له.
وفقد وظيفته وثقة عائلته. وفي نهاية المطاف، ضرب زوجته آنذاك ووجهت إليه تهمة جناية الاعتداء.
وبعد 21 عاماً من غزو القوات الأمريكية للعراق، أصبحت تلك الحرب بمثابة لعنة حلت على الجنود الأمريكيين وأسرهم. ومن غير المرجح أن ينسوا الحرب طالما هم على قيد الحياة.
وبالنسبة للعراقيين لاتزال عواقب الحرب جزءًا لا مفر منه من حياتهم اليومية، متمثلة بالفشل والفساد السياسي السائد في البلاد.
وقال ماكلولين وهو جندي آخر شارك في احتلال العراق “فكرة خوض الحرب مروعة، وعندما يتحدث الناس عن ذلك على شاشة التلفزيون، فإنهم يتحدثون عن شيء غير حقيقي بالنسبة لهم”.
وأضاف “عندما يصبح الأمر حقيقيًا بالنسبة لك، فإنه يظل حقيقيًا طوال حياتك. بالنسبة لي، كانت التجربة عنيفة ومرهقة وحزينة، فقد كانت مهمة سلاح مشاة البحرية هي قتل الناس وتدمير الأشياء”.
وأوضح “لم أقرر غزو العراق، وليس لدي أي مشاعر سلبية تجاه العراقيين على الإطلاق، الأشخاص الذين ماتوا وذهبوا، أحبهم أيضاً”. وأردف “أشعر بالإحباط من الأشخاص الذين اختاروا القيام بالغزو. لقد كان الناس في العراق يعيشون حياتهم. وأشعر بالإحباط من الأشخاص الذين اتخذوا هذا القرار. وأعني، لقد أرسلونا لغزو البلد الخطأ”.
ولا يدرك معظم الأمريكيين أن الحرب كانت حقيقية إلا عندما شاهدوها على شاشات التلفزيون. ويتحسر فريتز، الذي تقاعد من سلاح الجو برتبة رقيب أول، لرؤية أفراد من الجيش، وقد فقد أحد أطرافه، أو كان مصابًا باضطراب ما بعد الصدمة.
وقال “لدينا أشخاص يعانون إصابات، وهذا يعني أن الأمر سيكون جحيماً بالنسبة لهم لبقية حياتهم. وفي غضون ذلك، كما نعلم الآن، لم يكن العراق يمثل تهديداً لنا، وأنا منزعج من ذلك حتى يومنا هذا، لأن أعضاء خدمتنا تم استخدامهم كبيادق”.
وأضاف “أعرف شخصين كانا ضابطين، خلال حرب احتلال العراق، وهما يمران بأوقات عصيبة مع اضطراب ما بعد الصدمة، في الوقت الحالي، والشعور بالذنب، لأن أفراد كتيبتهما فقدوا حياتهم”.
وشدد بقوله “لكنهم ماتوا ليس بسببهم، إنه بسبب القادة السياسيين الذين أرسلوهم للحرب بناء على كذبة”.
وقال “إنهم من يجب أن يكونوا مصابين باضطراب ما بعد الصدمة، لكنهم ليسوا كذلك. وإنهم يتفرغون لكتابة الكتب، والحصول على وظائف مربحة”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى