أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الأمم المتحدة: غزة تواجه تجويعًا رهيبًا

المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: برنامج الأغذية العالمي لم يتمكن سوى من إرسال 11 قافلة مساعدات إلى شمال غزة هذا الشهر، مع أن الشحنات اليومية ضرورية لمنع المجاعة.

غزة- قالت الأمم المتحدة، الخميس، إنه لا يتم إدخال غذاء كافٍ إلى غزة، إلى جانب استمرار مشاكل التوزيع جراء “الوضع الأمني وقلة التعاون والتنسيق”.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي. في وقت قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن 1.1 مليون شخص يتعرضون لانعدام الأمن الغذائي الشديد في قطاع غزة، حيث تمنع “إسرائيل” دخول المساعدات.
جاء ذلك في منشور لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية – فلسطين على منصة “إكس”، لفت فيه إلى المجاعة في غزة.
وأكد المكتب على أنه “لا بديل عن توزيع المساعدات الغذائية عبر الطرق البرية لتكون كافية لإنقاذ الأرواح، خاصة في مناطق الشمال بالقطاع”.
وأوضح دوجاريك أن رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأرض الفلسطينية المحتلة، أندريا دي دومينيكو، زار أحد المستشفيات الأربعة التي تقدم الخدمة بشكل جزئي في شمال غزة.
وأضاف نقلا عم معلومات تلقاها من دي دومينيكو أن المستشفى يستقبل يوميا حوالي 15 طفلا يعانون من سوء التغذية.
وأكد على ضرورة إرسال شحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة دون انقطاع من أجل إنقاذ حياة الأطفال.
وأشار إلى استمرار منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، بالرغم من إعلان برنامج الغذاء العالمي أن ما يقرب من 70 بالمائة من شمال غزة يواجه “جوعا رهيبا”.
ولفت إلى أن برنامج الأغذية العالمي لم يتمكن سوى من إرسال 11 قافلة مساعدات إلى شمال غزة هذا الشهر، مؤكدا أن الشحنات اليومية ضرورية لمنع المجاعة.
وشدد دوجاريك على أن “المشكلة الأساسية هي عدم إدخال القدر الكافي من الأغذية، وعدم التعاون مع السلطات الإسرائيلية، وعدم كفاية الوقود وعدد الشاحنات”.

تجويع وحشي مستمر

وفي انتهاك للقوانين الدولية، تقيد “إسرائيل” دخول المساعدات إلى غزة، لاسيما عبر البر؛ مما أدى إلى شح إمدادات الغذاء والدواء والوقود في القطاع الذي تحاصره منذ 17 عامًا، وفق الأمم المتحدة.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة، المستمرة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنى التحتية والممتلكات، فضلا عن مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل “إسرائيل” هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، الاثنين، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
وفي نفاق مكشوف وتزييف للحقائق على الأرض ألقى السيناتور الجمهوري الأمريكي ليندسي غراهام، باللوم على حركة حماس، بشأن المجاعة في قطاع غزة، بدلا من “إسرائيل” التي فرضت الحصار ومنعت دخول المساعدات.
وسبق أن قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، إن “إسرائيل” تستخدم الجوع كسلاح من خلال منع دخول المساعدات إلى غزة.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن أطفال وشباب غزة ينتابهم اليأس على نحو متزايد فيما يتعلق بالإمدادات الغذائية.
وقال المتحدث باسم المنظمة جيمس إلدر، في قطاع غزة، إن الأطفال يحلمون بشريحة من الخيار أو يتسولون للحصول على الطماطم.
وأضاف أن الشباب الذين تحدثوا للمنظمة قالوا إنهم يتمنون الموت في الهجوم التالي حتى ينتهي كابوس حياتهم.
وصارت المستشفيات ممتلئة بالأطفال الذين يعانون من الهزال، وباتت الحضانات القليلة التي تعمل تعج بالأطفال المبتسرين، الذين يربطهم بالحياة خيط رفيع.
وأشار إلدر إلى أن أزمة الجوع في قطاع غزة “من صنع الإنسان”.
وأضاف أن هناك المئات من الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية تنظر على الحدود، ولكن لا يسمح لها بالدخول.
وقال “يتم اعتراض المساعدات المنقذة للحياة، ولا كرامة.”
وناشد إلدر السلطات “الإسرائيلية” فتح المعابر الحدودية في الشمال، مشيرا إلى أن هذا يمكن أن ينهي أزمة الجوع في غضون أيام قليلة.
وتقول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن “إسرائيل” ترفض حاليا السماح بدخول جميع قوافلها لغزة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في جنيف، إن على “إسرائيل”، كطرف في الصراع، ضمان توزيع الغذاء على السكان المدنيين دون قيود.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى