أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

استمرار مذبحة أطفال غزة يغطي العالم بالعار الإنساني

منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف": الأطفال في دولة فلسطين علقوا في دائرة مأساوية ومفرغة من العنف لفترة طويلة جدًا. .

غزة- بصوت مرتفع يصرخ الرضيع سند العربي، وهو مستلق على سرير أحد مستشفيات غزة، من الآم يعانيها في جسده جراء إصابات تعرض لها إثر غارة “إسرائيلية” على منزلهم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ولم يستطع الرضيع ذي السنتين من عمره أن يعبر عن أوجاعه إلا من خلال البكاء والصراخ، في ظل نقص العلاج والمستلزمات الطبية بفعل حصار قوات الاحتلال الخانق على القطاع وأهله، في تجاهل وانتهاك صارخين للنداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية ذات الصلة.
في وقت طالبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” بوقف قتل الأطفال في فلسطين، كما يجب وقف إطلاق النار فورا.
جاء ذلك في بيان لأديل خضر، المديرة الإقليمية لليونيسف، نشره حساب المنظمة الأممية على منصة “إكس”.
وأشارت خضر، إلى أنه “خلال الـ72 ساعة الماضية، قتلت إسرائيل ثلاثة أطفال في مدينة طولكرم بالضفة الغربية، و14 آخرين على الأقل بمدينة رفح” جنوبي قطاع غزة.
وأستشهد 13 فلسطينيًا بينهم 9 أطفال، بقصف إسرائيلي على منزلين شرقي رفح، وفق حصيلة أولية كشفتها مصادر طبية وبيان للدفاع المدني في القطاع.
فيما أكد شهود عيان لمراسل وكالة “الأناضول”، أن طواقم طبية وفرق الدفاع المدني انتشلوا عددا من القتلى، بينهم أطفال ذكور وإناث، من البناية المستهدفة.
وتتمسك “إسرائيل” باجتياح رفح بزعم مواجهة آخر معاقل حركة حماس، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة.
وشددت المسؤولة الأممية أن “الأطفال في دولة فلسطين علقوا في دائرة مأساوية ومفرغة من العنف لفترة طويلة جدًا”.
وحذرت من أن “حرب غزة تؤثر بشكل غير متناسب على الأطفال”.


خلال الـ72 ساعة الماضية، قتلت “إسرائيل” ثلاثة أطفال في مدينة طولكرم بالضفة الغربية، و14 آخرين على الأقل بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة

وتتواصل الحرب المدمرة على غزة مخلفة أكثر من 110 آلاف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
كما تواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
وتحلم عائلة الرضيع سند العربي بالحصول على العلاج والرعاية الصحية العاجلة خارج القطاع، بعد أن أصيب ببتر في جزء من يده اليسرى، وكسور في يده اليمنى، وجروح غائرة في وجهه، نُقل على إثرها إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط القطاع.
وكان “سند” نزح مع أسرته من مدينة غزة إلى مخيم النصيرات في السابع عشر من تشرين الثاني الماضي، بعد دعوات من جيش الاحتلال “الإسرائيلي” بمغادرة المناطق الشمالية والتوجه جنوبا بوصفها “مناطق آمنة”، على حد زعمه.
ولكن المنزل الذي نزحوا إليه تعرض للقصف “الإسرائيلي” ما أسفر عن مقتل 10 أفراد من عائلته وإصابة آخرين من بينهم والده.
وغابت الابتسامة من وجه “سند” واستبدلتها يد الغدر الإسرائيلية بجراح وندوب باتت منتشرة في أنحاء جسمه، وصرخات ودموع تملأ عينيه ووجهه البريء الذي لم يعتد من قبل إلى على الملاطفة والمداراة والقبلات من قبل ذويه.
وقالت ميرا العربي، عمة الرضيع “نزحنا من مدينة غزة إلى مخيم النصيرات، وأصيب سند هناك وقتل العديد من أفراد العائلة وجُرحت وقُتل طفلان آخران لي”.
وأضافت “الوضع في مستشفيات غزة مأساوي، وسند يحتاج لرعاية طبية عاجلة، طرف يده مصاب واليد الأخرى تحتاج لعلاج فوري”.
وشددت على أن “سند يعاني من جروح عميقة في وجهه، حيث تغيرت ملامح وجهه الطفولية وتحولت إلى ندوب بسبب الإصابات التي تعرض لها”.
وناشدت الفلسطينية جميع دول العالم والجهات الرسمية “للتحرك وتوفير العلاج الطبي الضروري له في ظل وضعه الصحي الصعب”.
وتأمل العربي في أن “يتعافى الطفل وألا يتعرض لإعاقة مستدامة تلازمه طوال حياته”.
وشددت أن العناية الطبية الملائمة والمتابعة الدقيقة يمكن أن تساعد في شفاء جروحه وتقليل الآثار الباقية للإصابة.
وتعاني مستشفيات غزة من أوضاع مأساوية صعبة بسبب توقف العديد منها عن العمل، ونفاذ الأدوية والمستلزمات الطبية، وانقطاع التيار الكهربائي.
ومنذ الحرب على قطاع غزة، أخرج الاحتلال الإسرائيلي 32 مستشفى عن الخدمة و53 مركزاً صحيًا، واستهدف 159 مؤسسة صحية، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى