أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

الأمم المتحدة تدين اعتقال مئات الأطفال العراقيين بتهم متعلقة بـ “الأمن القومي”

الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلح: ما يثير القلق يتمثل في الزيادة الكبيرة في عدد الأطفال الذين يتم تجنيدهم واستخدامهم، من قبل الميليشيات بما فيها حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

بغداد- الرافدين
قالت الأمم المتحدة، إن أطفال العراق يواجهون انتهاكات جسيمة وأن الحكومة العراقية تحتجز المئات منهم منذ سنوات بتهم مرتبطة بـ “الأمن القومي” بدلا من معاملتهم كضحايا.
وكشف تقرير للممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلح، بأن هناك 668 طفلا معتقلا في سجون حكومة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني.
وأعرب عن قلقه من احتجاز 668 طفلا بتهم مرتبطة بالأمن القومي، في وقت يتحتم على الحكومة أن تتعامل مع الأطفال كضحايا، والاستمرار في القيام بخطوات من أجل تسهيل إطلاق سراحهم وتعافيهم وإعادة إدماجهم في المجتمع.
وذكر التقرير أن الانتهاك المتمثل بمنع الحصول على المساعدات الإنسانية ما بين عامي 2021 و2023، وهو ما يشكل ثاني أكثر الانتهاكات الجسيمة انتشارا خلال تلك الفترة الزمنية.
وأضاف أن ما يثير القلق يتمثل في الزيادة الكبيرة في عدد الأطفال الذين يتم تجنيدهم واستخدامهم، من قبل الميليشيات بما فيها حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
ولفت إلى أن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة حول الأطفال يذكر كل الأطراف بالتزاماتها لتطبيق القانون الدولي ويدعوها، إلى الإفراج، من دون شروط، عن جميع الأطفال الذين تم تجنيدهم.
وأشار إلى أنه خلال الفترة ما بين تموز 2021 إلى أيلول 2023، ظل قتل الأطفال وإلحاق الأذى الجسدي بهم يمثل الانتهاك الأكبر الذي طال 236 طفلا تم التحقق منهم.
وأضاف أن “استخدام الذخائر المتفجرة ووجود مخلفات الحرب من المتفجرات، خصوصًا في المدن المنكوبة غرب وشمال العراق، تعتبر الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى قتل وتشويه الأطفال، وهو ما يمثل 65 بالمائة من إجمالي عدد الضحايا بين الأطفال”.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة فيرجينيا جامبا إن “جروح الماضي تؤثر على جيل المستقبل، وأن مخلفات الحرب من المتفجرات لا تزال قضية حاسمة في العراق، حيث إنه في غالبية الأحيان يتعرض الأطفال للأذى نتيجة انفجار هذه الأجسام عن طريق الخطأ في حال حملوها أو داسوا عليها خلال رعي الماشية أو اللعب”.


أسماء الكاظمي: تأثيرات الحروب والوضع الأمني على أطفال العراق وصلت مراحل متقدمة من التردي وبلغت آثارها السلبية على المجتمع العراقي مستويات قياسية أثرت على نشوء الطفل العراقي

وأضافت “إنني أشجع الحكومة وبدعم من المجتمع الدولي، على المضي قدمًا في رفع الذخائر المتفجرة والتوعية بمخاطر الالغام ومساعدة الضحايا”.
وكان باحثان قد أجمعا على أن ما لحق بالعراق من جرّاء الاحتلال وتداعياته؛ شكل صورًا مرعبة لدى جميع الأطفال الذين بات أغلبهم يعاني من حالات الخوف المزمن والرعب والانهيارات النفسية والعصبية، وذلك نتيجة الوضع الأمني المتدهور، وتوالي عمليات التفجير والقتل بموازاة حرمان الأطفال من الدراسة وفي ظل فقدان أبسط وسائل العيش اليومية من قبيل الخدمات، الكهرباء، والماء الصالح للشرب، والرعاية الصحية.
وأكد الباحثان الدكتورة أسماء الكاظمي المختصة بعلم النفس والدكتور أيمن العاني مسؤول قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين، على أن العراق بات من أسوء البلدان بالنسبة للمرأة والطفل، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 80 بالمائة من الأطفال يعانون من العنف أو من تداعياته.
وقدمت الدكتورة أسماء الكاظمي ورقة بحثية بعنوان “الآثار النفسية والاجتماعية للحروب والنزاعات على أطفال العراق”، بيّنت فيها أن تأثيرات الحروب والوضع الأمني على أطفال العراق وصلت مراحل متقدمة من التردي وبلغت آثارها السلبية على المجتمع العراقي مستويات قياسية أثرت على نشوء الطفل العراقي الذي ينمو متأثرًا بالوضع النفسي والصحي الرديء، بالإضافة إلى ما يلحق به من آثار نفسية واجتماعية ناجمة عن “صدمة ما بعد الفوضى” ذات التأثير المباشر على أدمغة الأطفال والتي تقود بدورها إلى تأثيرات طويلة الأمد، فضلاً عن الخوف من المستقبل وعدم الثقة بالبيئة والمحيط الاجتماعي التي تولد حالة من عدم التوازن الانفعالي.


الدكتور أيمن العاني: العراق بات من أسوأ البلدان بالنسبة للمرأة والطفل، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 80 بالمائة من الأطفال يعانون من العنف أو من تداعياته

واستعرضت أرقامًا وإحصاءات تتعلق بواقع أطفال العراق، وتكشف جانبًا من معاناتهم في ظل إهمال وتجاهل حكوميين في معالجة مشكلات المجتمع العراقي وانعدام سبل الحل لأزمة البلاد على كافة مستوياتها.
وتحدث الدكتور أيمن العاني مسؤول قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين عن “أطفال العراق بالأرقام مع تتبع لمسار أوضاع الطفل في العراق خلال 2023″؛ في الورقة التي تناولت تفصيلات تتعلق بواقع الأطفال في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2023.
وشدد على أن العراق بات من أسوأ البلدان بالنسبة للمرأة والطفل، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 80 بالمائة من الأطفال يعانون من العنف أو من تداعياته.
وكشف مسؤول قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين عن أن أعداد الأطفال في السجون الحكومية المعلنة يقدّر بأكثر من تسعة آلاف طفل، منهم أكثر من 1000 طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره، وأن معظمهم ممن اعتقلوا بناء على أدلّة واهية، يعانون من الاكتظاظ الشديد ومن ظروف احتجاز سيئة للغاية ويتعرضون لشتى أنواع التعذيب وبأساليب وحشية.
وتطرق إلى واقع حال أطفال العراق النازحين، واليتامى، والمنخرطين في الأعمال التي لا تناسب أعمارهم، والنسبة التي تتجاوز الـ40 بالمائة من مجموع الأطفال في العراق الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، فضلاً عن المخاطر التي تواجه ملايين الأطفال من مثل القتل، والخطف، والتجنيد من قبل الميليشيات، وجرائم الاتجار بالبشر، والعنف الأسري، وغير ذلك.

أي تعليم يمكن أن يحصل عليه هذا الطفل؟
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى