أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيبلاد النهرين عطشىتقارير الرافدين

أرض العراق تصحر وجفاف وليس ثمة ما يدعو للاحتفال بيوم الأرض الدولي

خبراء بيئيون يجمعون على أن العراق يواجه موجة تصحر خطيرة تهدد مستقبل الأجيال القادمة، وتنذر بكارثة بيئية وصحية لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الأشكال.

بغداد- الرافدين

تصنّف الأمم المتحدة العراق من بين الدول الخمس الأكثر تضررًا من بعض تداعيات التغير المناخي، وهي تحتفل بيوم الأرض الدولي في الثاني والعشرين من نيسان في كل عام.
ويتوقع بحلول العام 2050، أن يزداد معدّل الحرارة السنوي في العراق بدرجتين ونصف الدرجة المئوية، وفق البنك الدولي. الأمر الذي يتسبب بالمزيد من التصحر والجفاف في بلاد النهرين التي كانت تسمى بأرض السواد لخصوبة أراضيها ووفرة مياهها.
ويعاني العراق منذ سنوات من ارتفاع معدلات التلوث البيئي، وتعد العاصمة بغداد من أسوأ مدن العالم من حيث جودة الهواء والتلوث وفقًا لإحصائية صدرت في التاسع من تشرين الأول 2023 لمرصد “WORLD OF STATISTICS” الذي يصدر إحصائيات عالمية دورية بمختلف المجالات اعتمادًا على بيانات الأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة الفاو ومنظمة العمل الدولية.
وفي كل عام، يجتمع الملايين من الناس من كافة أرجاء العالم في يوم الأرض للاحتفال بالحركة البيئية.
وبدأ هذا الحدث عام 1970 في الولايات المتحدة ويتم الاحتفال به اليوم في جميع أنحاء العالم.
وشهد يوم الأرض الأول خروج 20 مليون شخص إلى شوارع المدن الرئيسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وفي عام 1990، أصبح يوم الأرض حدثًا عالميًا يشارك فيه الآن أكثر من مليار شخص من جميع الأعمار موزعين على نحو 200 دولة.
ويهدف يوم الأرض إلى تسليط الضوء على أهمية حماية البيئة، وكانت الفكرة من يوم الأرض هي جعله وسيلة لإشراك الشعب بقضايا البيئة، ودفع تلك القضايا إلى الأجندة الوطنية.
وتظهر التقارير الدولية أن أرض العراق من أكثر المناطق تضررا بعد احتلاله من قبل القوات الأمريكية عام 2003 حيث ضربت المدن العراقية بآلاف الأطنان من المتفجرات بما فيها الأسلحة المحرمة دوليًا.
ورجح تقرير تنمية المياه حول العالم لسنة 2024 الصادر عن منظمة اليونسكو، أن يكون العراق من ضمن الدول العربية الأكثر تعرضًا لشح المياه بحلول العام 2050، فيما أشار إلى أن التوترات بشأن المياه تؤدي إلى تفاقم الصراعات في جميع أنحاء العالم.
وذكر التقرير الصادر عن منظمة اليونسكو، ولجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية، إلى بيانات صادرة عن معهد الموارد العالمية، إلى أن 25 دولة تتعرض حاليًا لإجهاد مائي مرتفع للغاية سنويًا من بينها العراق، مما يعني أنها تستخدم أكثر من 80 بالمائة من إمداداتها المائية المتجددة لأغراض الري وتربية الماشية والصناعة والاحتياجات المنزلية، وحتى الجفاف قصير الأمد يعرض هذه الأماكن لخطر نفاد المياه”.
وجاء العراق في المرتبة 12 بنسبة 4.74 وهي نسبة مرتفعة جدا، من حيث الدول الأكثر تعرضاً لنقص المياه بحلول 2050.
وقالت الأمم المتحدة إن موجة الجفاف الحالية هي الأسوأ منذ 40 عامًا والوضع “مقلق” على صعيد الأهوار التي خلا 70 بالمائة منها من المياه.
وقال خبراء إن خزين العراق الاستراتيجي الموجود الآن هو ما بين الحرج والمقلق، لافتين الى أن تدني الخزين يرجع الى قلة الإيرادات المائية من دول الجوار التي تقدر بــ 60 بالمائة من استحقاقات العراق بالتزامن مع استمرار التجاهل الحكومي لأزمة المياه وعدم الدخول في مفاوضات حقيقية مع تلك الدول بشأن حصة العراق من المياه.


هذا حالنا تحت وطأة الجفاف والفشل الحكومي
وسبق أن بين برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في العراق، أن المزارعين بحاجة إلى المساعدة للتكيف مع الظروف المتغيرة، من خلال تدابير مثل اعتماد أصناف محاصيل مقاومة للجفاف وأنظمة ري أنسب، وأن تزايد الهجرة المرتبطة بالمناخ واضح بالفعل.
وقال الخبير البيئي، حاتم إبراهيم، إن “العراق يواجه موجة تصحر خطيرة تهدد مستقبل الأجيال القادمة، وتنذر بكارثة بيئية وصحية لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الأشكال”.
وأكد أن “نحو 70 بالمائة من مساحة العراق الصالحة للزراعة مهددة بالتقلبات المناخية وعرضة للتصحر خلال فترة لا تتجاوز السنتين إذا بقي الوضع المائي في العراق على ما هو عليه”.
وتعتبر محافظات ميسان وواسط وذي قار، من أكثر محافظات العراق تضررا، وتليها محافظات ديالى ونينوى والأنبار، والتي سجلت هجرات واسعة من القرى إلى مراكز المدن خلال الفترة الأخيرة.
يشار الى أن أزمة المياه تسببت بإلغاء الخطط الزراعية وانهيار القطاع الزراعي في عموم محافظات العراق، إلى جانب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالثروة الحيوانية.
وأشارت لجنة الزراعة والمياه النيابية، إلى استمرار أزمة الجفاف في العراق وتفاقمها دون أية حلول.
وأكدت اللجنة أن أزمة الجفاف في العراق مازالت تشكل خطرًا وتهديدًا حقيقيًا وتناقض المؤشرات “المطمئنة” التي تتحدث عنها وزارة الموارد المائية مضيفة أن هذه الأزمة ستكون عالية الخطورة خلال فصل الصيف المقبل.
وسبق وأن أعلنت وزارة البيئة في العراق نزوح 68 ألف أسرة من مناطق الأهوار بسبب شح المياه.
وقال وكيل الوزارة، جاسم الفلاحي، إن الجفاف سبب تدهورًا غير مسبوق في الجفاف والتصحر وتقلص الأراضي الزراعية، ما أدى إلى خسارة 68 بالمائة من الأراضي التي كانت صالحة للزراعة، وفقدان السكان سبل العيش بعد أن كانوا معتمدين على الزراعة وتربية الجاموس وصيد الأسماك والطيور، محذرا من أن النزوح الداخلي قد يكون مبررا لإنشاء عشوائيات على أعتاب مدن تعاني من نقص كبير بالخدمات.
وقال قسم الثروة الحيوانية في مديرية زراعة ذي قار، إن تأثيرًا بالغًا خلفته التغييرات المناخية على مربي الجواميس، فالجفاف أدى إلى انحسار المساحات الخضراء التي تضم نباتات القصب والبردي، ما دفع بالمربين إلى شراء الأعلاف من الأسواق، وهو ما انعكس سلبًا على تراجع مستوى التغذية للجواميس، وبالنتيجة انخفاض انتاجها من الحليب، بل وأثر حتى على جودته بحسب قسم الثروة الحيوانية الذي أكد وجود 84 ألف رأس من الجواميس في المحافظة، ثلثها أناث.
وتتركز 50 بالمائة من الجواميس في مناطق الأهوار، ويعد غذائها الأساس القصب والبردي الذي يتطلب نموها أن تغمر الأرض بالمياه.
ووفقًا لإحصائية أعدتها مديرية زراعة ذي قار، فان 6500 رأس من الجاموس، نفقت خلال سنة 2023 جراء شحة المياه وقلة المراعي.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى