أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

تحذير أمريكي متأخر عن ترك السيادة العراقية بيد ميليشيات إيران

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر والجنرال باتريك رايدر من البنتاغون يحذران إيران من عدم احترام السيادة العراقية.

بغداد- الرافدين
تحول تصريحان لكبار المسؤولين الأمريكيين عن السيادة العراقية المنتهكة من قبل إيران، إلى موضع تساؤل عن صحوة “الضمير المتأخرة” بعد أن وضعت القوات الأمريكية مفتاح السيادة العراقية بيد إيران.
وتساءل مراقبون عراقيون عن دلالة تأكيد المسؤولين الأمريكيين عن السيادة العراقية في هذا الوقت وبعد أيام من زيارة رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة.
وقالوا إن الحديث عن السيادة العراقية من قبل المسؤولين الأمريكيين نوع من الخداع السياسي بمجرد أن نسمع ميليشيات مشاركة في حكومة السوداني تتحدث بشكل علني عن الولاء لإيران.
يأتي ذلك في وقت قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر بعد هجوم على القوات الأمريكية في العراق وسوريا من قبل ميليشيات مرتبطة بإيران “يبدو واضحًا أن إيران لا تحترم السيادة العراقية”.
وعبر عن قلق السلطات الأمريكية لأن الهجوم وقع بعد ساعات من زيارة السوداني لواشنطن.
وأضاف “لقد أوضحنا تماما لإيران، وأوضحنا تماما للجماعات الوكيلة لإيران أننا سندافع عن مصالحنا، وسندافع عن أفرادنا، ولا يزال هذا هو
الحال”.
ودعا الجيش الأمريكي حكومة الإطار التنسيقي إلى اتخاذ خطوات لحماية القوات الأمريكية في كل من العراق وسوريا بعد إحباط هجومين شنهما مسلحون متحالفون مع إيران الاثنين.
وقال الجنرال بالقوات الجوية الأمريكية باتريك رايدر، خلال تصريحاته من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) “هذه الهجمات تعرض جنود التحالف والجنود العراقيين للخطر. ندعو حكومة العراق إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان سلامة القوات الأمريكية في العراق وسوريا من هجمات هذه الجماعات”.
وأضاف “إذا استمرت هذه الهجمات فلن نتردد في الدفاع عن قواتنا كما فعلنا في الماضي”.
وللولايات المتحدة نحو 2500 من العسكريين في العراق و900 في شرق سوريا.
واتهمت واشنطن إيران في الماضي بتمويل وتوجيه الميليشيات المسلحة التي تهاجم القوات الأمريكية في العراق وسوريا.
يشار إلى أن طهران تهيمن بشكل كبير على مركز القرار السياسي في العرق من خلال وكلاءها في الحكومة وأحزابها الطائفية والميليشيات المسلحة الموالية لها التي تعمل تارة على زيادة الضغط وتارة أخرى على تهدئة التوتر خدمة للمصالح الإيرانية.
ووصف مراقبون سياسيون حرص واشنطن على السيادة العراقية بـ”الزيف المكشوف” مؤكدين على أن الولايات المتحدة هي أول من انتهكت السيادة العراقية في احتلال العراق، ثم “تخادهما” المستمر مع إيران لاستمرار الوضع على ماهو عليه.
وأكد معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن العراق اليوم وبعد مرور 21 سنة على الاحتلال الأمريكي، بات أكثر من كونه مجرد وكيل لإيران، أو يدور في فلكها.
وأوضح المعهد في تقرير له، أن تحقيق السيادة العراقية بعد عقود من الاضطرابات ليس أمرًا يسيرًا، مؤكدًا على ضرورة المساعدة في إضعاف الوجود الإيراني في العراق، ووقف تبييض الأموال لصالح نظام طهران، ووجوب ضمان أن يكون القطاع المالي العراقي أقل تعرضا للتلاعب.
وطرح المعهد في تقريره، توصيات لصناع السياسة في الاتحاد الأوروبي، شدد فيها على ضرورة عدم ترك العراق عالقًا ما بين قوة إقليمية وأخرى دولية، مشيرًا إلى أن ذلك يعرضه لتهديد سيكون بمثابة كارثة على جميع المستويات.
وتساءل المستشار القانوني الدكتور معمر الكبيسي “كيف يمكن الحديث عن استعادة السيادة والعراق أصبح مغنما لمن هب ودب”؟


المستشار الدستوري الدكتور معمر الكبيسي: كيف يمكن الحديث عن استعادة السيادة والعراق أصبح مغنما لمن هب ودب؟
وقال “كيف نتحدث عن السيادة واتفاقيات العراق إطارية وقد انعدمت السيادة تجاه الدول المتعاقدة لإمكانية تنصلها من التزاماتها الدولية تجاه العراق دون إلزام”.
وسبق أن حذرت الإدارة الأمريكية رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني، من مغبة ترك أنظمة الدفاع الجوي للقوات العراقية تحت السيطرة التسليحية والتدريبية الإيرانية.
وأوصلت واشنطن رسائل حازمة عبر مسؤولين أمريكيين بما فيهم السفيرة ألينا رومانوسكي لحكومة الإطار التنسيقي تحذرها من صفقة تعمل عليها حكومة السوداني بشأن تزويد القوات العراقية، بأنظمة دفاع جوي إيرانية.
وأعلنت حكومة السوداني أنها تبحث عن أنظمة دفاع جوي جديدة، وأرسلت لجانًا إلى عدة دول للتفاوض بشأن العقود. وفي حين أنه من غير الواضح من أين ستحصل بغداد في نهاية المطاف على هذه الأنظمة، إلا أن إيران وكوريا الجنوبية قد تكون أفضل الدول المرجحة لهذه الصفقة وفق بول إيدون المتخصص بالشؤون العسكرية والسياسية في دول الشرق الأوسط.
وأبدت إيران اهتمامًا في بناء القدرات الدفاعية الجوية للجيش في العراق فضلا عن ميليشيات الحشد الشعبي التي تفضلها طهران على القوات الحكومية، وأعربت مؤخرًا عن اهتمامها بإجراء تدريبات دفاع جوي مشتركة مع الدول الحليفة.
وينظر خبراء عسكريون عراقيون إلى الرغبة الإيرانية ببناء القدرات الدفاعية للجيش العراقي، إلى أنها استحواذ وسيطرة على العقيدة العسكرية العراقية، وآخر ما تفكر به طهران هو تطوير الجيش العراقي الذي خاضت معه حربًا لثماني سنوات.
وعارضت الولايات المتحدة حصول العراق على مثل هذه القدرات المتطورة من إيران، خاصة إذا قام أفراد إيرانيون بتشغيل هذه الأنظمة المتقدمة لأنهم قد يعرضون العمليات الجوية “للتحالف في العراق” للخطر إذا كانت هناك جولة أخرى من الأعمال العدائية بين القوات الأمريكية ووكلاء الميليشيات الإيرانية.
وذكرت واشنطن أن حكومة السوداني ستخاطر بتكبد عقوبات أمريكية بموجب قانون محاربة أعداء الولايات المتحدة من خلال قانون العقوبات “كاتسا” إذا قدمت بغداد مثل هذا الطلب الكبير إلى طهران.
وسبق أن بحث وزير الدفاع ثابت العباسي، مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال زيارة إلى طهران الصفقات التسليحية والتعاون الأمني.
ونقل العباسي عن رئيسي تأكيده على “دعم طهران للمساعي التي يبذلها العراق لإعادة بناء البلاد من جميع النواحي”. وثمّن العباسي “دعم إيران للعراق وشعبه”.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” عن رئيسي قوله، إن “العراق يجب ألا يتحوّل إلى مكان للتآمر أو التهديد ضد جيرانه”.
واعتبر رئيسي أن الحدود المشتركة بين إيران والعراق “حدود الصداقة والتعاون”، مؤكدًا أن بلاده “تعتبر أمن العراق من أمنها”.
كما بحث العباسي مع نظيره الإيراني محمد رضا آشتياني، سبل تطوير العلاقات الثنائية بما يخدم المؤسسة العسكرية، خلال لقاء جمعهما في إطار زيارة أجراها لطهران.

التبعية تهين الشرف العسكري
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى