مجزرة جديدة على أبواب رفح وسط عجز دولي عن مواجهة غطرسة نتنياهو
الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، يطالب بوقف إطلاق نار إنساني فوري في قطاع غزة.
غزة- قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” إن هجوم “إسرائيل” على رفح يعني المزيد من المعاناة والقتلى المدنيين. في وقت قيادي بحماس إن “قرار إسرائيل البدء في إخلاء رفح سيؤدي لتعليق المفاوضات الخاصة بالرهائن”.
وأكدت الوكالة الأممية في منشور عبر منصة “إكس” على أن الوكالة ستحافظ على وجودها في رفح لأطول فترة ممكنة وستواصل تقديم المساعدات المنقذة لحياة الناس.
ودعا الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى “وقف إطلاق نار إنساني” فوري في قطاع غزة.
وقال بوريل في منشور عبر منصة “إكس” الاثنين، إنه “وفقا للمديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، سيندي ماكين، فإن السيناريو الذي كان يخشى كثيرا قد أصبح حقيقة”.
وأضاف بأن “هناك مجاعة تامة في شمالي غزة، وهي تتجه نحو الجنوب”.
وشدد على “ضرورة التنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن رقم “2728”، ووقف إطلاق النار من أجل تبادل الأسرى وإيصال المساعدات الإنسانية لأولئك الذين أوشكوا على الموت بسبب الجوع”.
وطالب بإلزام “إسرائيل” بتوفير “الوصول الكامل والآمن والسريع دون أي عوائق للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع”.
وفي وقت سابق الاثنين، ألقت طائرات قوات الاحتلال، منشورات ورقية في أجواء مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، تطالب القاطنين في المناطق الشرقية للمدينة بإخلائها والتوجه نحو منطقة المواصي غربي القطاع.
وزعم جيش الاحتلال في المنشورات التي سقطت على الأحياء الشرقية لمدينة رفح، أنه “وسع المنطقة الإنسانية في منطقة المواصي غربًا”.
ومنطقة المواصي تقع في غربي قطاع غزة وتمتد حدودها عرضا من دير البلح (وسط) إلى أقصى جنوبي رفح (جنوب)، ولجأ إليها مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين خلال الأشهر الماضية، ولا يتوفر فيها أي من مقومات الحياة ولا يمكنها استيعاب المزيد من النازحين، حسب مصادر محلية فلسطينية.
ويثير هذا التهديد قلقًا دوليًا واسعًا على مصير المدنيين، بما في ذلك من الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، والتي أكدت معارضتها لعملية في رفح ما لم تقترن بخطط لحماية المدنيين.
ورداً على سؤال بشأن عدد من سيتمّ إخلاؤهم، قال متحدث عسكري في جيش الاحتلال الإسرائيلي “التقديرات هي نحو 100 ألف”.
المجزرة مستمرة وسط تواطؤ دولي
ووصف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في حديثه لصحيفة “نيويورك تايمز”، مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، المتواصلة بوساطة قطرية ومصرية بـ “المتأزمة”.
وأضاف أن تعهّد نتنياهو باجتياح رفح أدى إلى “تصعيد حماس من موقفها” خلال المفاوضات الجارية.
وبقيت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع في منأى عن العمليات البرية الإسرائيلية التي بدأت في السابع والعشرين من تشرين الأول في قطاع غزة. لكنها تتعرّض بشكل منتظم لغارات جوية وقصف مدفعي.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي إن “إسرائيل” لم تقدّم “خطة موثوقة لتأمين حماية حقيقية للمدنيين”، محذّرا من أنه “في غياب خطة كهذه، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح، لأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول”.
وتشكّل رفح نقطة العبور البرّية الرئيسة للمساعدات الإنسانية الخاضعة لرقابة إسرائيلية صارمة والتي تدخل بكميات ضئيلة تؤكد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية أنها لا تكفي إطلاقا نظرا إلى الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع، رغم أن إسرائيل سمحت مؤخرا بزيادة عدد شاحنات المساعدات عب رفح ومعابر أخرى.
وحذّرت الأمم المتحدة من أن هجوما على المدينة سيُسدّد “ضربة قاسية” لعمليات إدخال المساعدات الإنسانية.
وتأتي الدعوة الى الإخلاء في رفح غداة انتهاء اجتماع في القاهرة بشأن مقترح للهدنة، من دون تحقيق تقدّم ملموس مع تشبّث كلّ من “إسرائيل” وحماس بمواقفهما.
وتبذل دول الوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة جهودا منذ أسابيع لإنضاج اتفاق تهدئة يشمل الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة لقاء إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
لكن المحادثات ستتواصل على الأرجح في قطر حيث يُتوقّع وصول مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي ايه” وليام بيرنز. ووفقا لما أوردته وسائل إعلام مصرية الأحد، من المقرّر أن يعود وفد حماس إلى القاهرة الثلاثاء.
وأكّد مسؤول كبير في حماس لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ الحركة “لن توافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقفًا دائما للحرب”.
على الأرض، تواصلت أعمال القصف والمعارك في مناطق مختلفة من القطاع.
وأعلنت فرق إنقاذ ومسعفون ليل الأحد الاثنين استشهاد 16 شخصًا من عائلتين في غارات إسرائيلية على مدينة رفح بعد ساعات على مقتل الجنود الإسرائيليين.
وتعرّضت مدينة غزة (شمال) للقصف الأحد، كما وسط القطاع وجنوبه، بما في ذلك مدينة رفح ومدينة خان يونس المجاورة.