أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

شرطة الاحتلال تدنس الأقصى في الجمعة الثانية من أقدس شهور المسلمين

ما قامت به حكومة الاحتلال يأتي تنفيذًا لرؤاها الاستيطانية الهادفة للسيطرة على المسجد الأقصى، وإرضاء للمستوطنين الذين يعملون صباح مساء للسيطرة عليه.

القدس – قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه أخلت 152 إصابة من المسجد الأقصى إلى مستشفيات القدس. حيث أُصيب عشرات الفلسطينيين، فجر الجمعة، في اقتحام شرطة الاحتلال لساحات المسجد الأقصى قبيل عيد الفصح اليهودي.

يأتي ذلك فيما ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 41 منذ مطلع العام الجاري بإطلاق نار لشرطة الاحتلال في الضفة الغربية والقدس ، بحسب مصادر فلسطينية، في مقابل مقتل 14 شخصًا على الأقل في هجمات فلسطينية مسلحة داخل إسرائيل.

وقال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني إن المواجهات مستمرة في باحات المسجد، وإن قوات الاحتلال استخدمت القوة المفرطة ضد المصلين.

وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان، أن “أحد حراس المسجد أُصيب برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في عينه”.

إصابة عشرات الفلسطينيين، خلال اقتحام شرطة الاحتلال لساحات المسجد الأقصى

وأفاد شهود عيان بأن قوات شرطة الإحتلال دخلت إلى ساحات المسجد الأقصى ولاحقت المصلين، واعتدت عليهم بالضرب. كما أطلقت وابلًا من قنابل الصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط في ساحات المسجد.

وذكر الشهود أن قوات الإحتلال اعتقلت عشرات الشبان من داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى بعد اقتحامه. وكان آلاف المصلين قد أدوا صلاة الفجر في المسجد، واعتكف العشرات من المصلين فيه خلال ساعات الليل.

وفي بيان سابق، قالت شرطة الاحتلال، إنه “عند قرابة الساعة 4:00 فجرًا، بدأ العشرات، بعضهم ملثمون، بمسيرة في باحة الحرم القدسي، حاملين أعلام حركة حماس والسلطة الفلسطينية، وأطلقوا عدة مفرقعات وألعاب نارية في الهواء وألقوا الحجارة”.

وأضافت “بدأ المشتبه بهم بجمع الحجارة والألواح الخشبية وأغراض أخرى بقصد الإخلال بالنظام؛ وبعد الصلاة، بدأت أعمال شغب عنيفة شملت إلقاء الحجارة وإطلاق المفرقعات والألعاب النارية”.

وتابعت “بعد قيام خارقي القانون بإلقاء الحجارة نحو حائط المبكى واستمرار أعمال الشغب العنيفة وتكثيفها، اضطرت قوات الشرطة لدخول الحرم القدسي، والعمل على تفريق وصد المنتهكين العنيفين والسماح للمصلين الآخرين بمغادرة المكان بأمان”.

وتعهدت الشرطة، في بيان آخر، بالسماح بصلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان بالمسجد الاقصى.

و قال رئيس وزراء حكومة الاحتلال نفتالي بينيت في تصريح مكتوب، إنه يعمل على “تهدئة الخواطر في الحرم الشريف”.

وفي المقابل، أدانت الرئاسة الفلسطينية اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، ودعت إلى “تدخل دولي فوري الهجمات الإسرائيلية”.

جاء ذلك في تصريح للناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا”.

وأضاف أبو ردينة “ما يحدث من اقتحام للمسجد الأقصى ودخول قوات الاحتلال إلى المسجد القبلي تطور خطير وتدنيس للمقدسات، وهو بمثابة إعلان حرب على شعبنا الفلسطيني”.

وقال إن “المطلوب هو التدخل الفوري من كافة الجهات الدولية لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الهمجي على المسجد الأقصى، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة”.

وتابع أن الشعب الفلسطيني “لن يسمح لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بالاستفراد بالمسجد الأقصى وسيدافع عنه مهما كلف الأمر”.

أما وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، فقالت إن ما جرى في المسجد الأقصى، يدفع باتجاه اندلاع “حرب دينية”.

وقالت في بيان لها “ما قامت به حكومة الاحتلال يأتي تنفيذاً لرؤاها الاستيطانية الهادفة للسيطرة على المسجد الأقصى بساحاته ومرافقه ومبانيه ومساجده، وإرضاء للمستوطنين الذين يعملون صباح مساء للسيطرة عليه”.

وأدان البيان ما قال إنه “استباحة للمسجد الأقصى بشكل عام، وتدنيس للمسجد القبلي، وتحطيم نوافذه واقتحامه بالأحذية”.

وفي ذات السياق، ندد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية، باقتحام المسجد الأقصى. حيث قال “أمام العربدة الصهيونية واقتحام المسجد الاقصى المبارك، هناك خياران فقط إما الاحتلال والبطش والقرابين في المسجد الأقصى، أو الرباط وترسيخ إسلامية القدس ومسجدها الأقصى”.

وأضاف “نحن الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية من يقرر، وقرارنا الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وحمايته مهما كان الثمن. فلا مكان للغزاة في قدسنا وأقصانا وسوف ننتصر في صراع الإرادة والهوية مهما طال الزمن”.

يُذكر أن مستوطنين و”جماعات الهيكل” اليهودية  أطلقت دعوات لحشد أكبر عدد من المقتحمين للمسجد، كما أعلنت اعتزامها ذبح قرابين “عيد الفصح” الذي يبدأ الجمعة ويستمر أسبوعًا في ساحات المسجد الأقصى، وحثت أتباعها على محاولة القيام بذلك.

وبينما تنفي إسرائيل السماح بذبح القرابين داخل المسجد، فإن الاقتحامات الجماعية ما زالت قائمة، وهو ما ينذر بعودة مشاهد عنف عاشها الأقصى خلال رمضانات سابقة.

واستبعد مراقبون تحدثوا لوكالة الأناضول، حدوث عمليات تقديم القرابين، داخل المسجد، لكنهم حذروا من أن التوتر الحالي واستمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد، قد يؤدي لاندلاع صراع جديد.

ورغم النفي الإسرائيلي، قوبلت الدعوات لاقتحام الأقصى وذبح القرابين برفض فلسطيني وعربي وإسلامي واسع.

واستمرارًا للتوترات الحاصلة في المسجد الأقصى، أدى نحو 60 ألف فلسطيني، صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان، في المسجد الأقصى، بمدينة القدس المحتلة، رغم قيود قوات الاحتلال.

وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس، لوكالة الأناضول إن نحو 60 ألف مصلٍ، أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى. ويعتبر هذا العدد، أقل من المعتاد في مثل هذا الوقت، من شهر رمضان.

وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات إلى مداخل البلدة القديمة وإلى مداخل الحرم ومنعت الشبان من الدخول إلى البلدة القديمة.

كما أغلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلي شوارع في محيط البلدة القديمة، ووضعت المتاريس الحديدية عند مدخل باب العامود.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال أعاقت عمل طواقم الإسعاف التي وصلت إلى منطقة باب الأسباط.

نحو 60 ألف فلسطيني، يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان، في المسجد الأقصى رغم قيود قوات الاحتلال.

كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 3 من أفراد الشرطة الإسرائيلية خلال المواجهات في المسجد الأقصى.

وكان شهود عيان فلسطينيون قالوا إن نحو 30 ألف مصلّ أدوا صلاة الفجر في المسجد الأقصى اليوم قبل انفجار الوضع، وتحدثوا عن نصب شبانٍ متاريسَ لصد أي محاولات لمواجهة أي اعتداء من جماعات الهيكل التي هددت باقتحام المسجد لتقديم القرابين اليوم مع حلول عيد الفصح اليهودي.

وفي ردود الفعل، قالت الرئاسة الفلسطينية إن اقتحام الأقصى ودخول الاحتلال المسجد القبلي تطور خطير وتدنيس للمقدسات وإعلان حرب، وأكدت أن الشعب الفلسطيني لن يسمح لقوات الاحتلال والمستوطنين بالاستفراد بالمسجد الأقصى وسيدافع عنه.

وطالبت الرئاسة الفلسطينية الجهات الدولية بتدخل فوري لوقف العدوان الإسرائيلي الهمجي على الأقصى.

كما قالت الخارجية الفلسطينية إن ما تعرض له الأقصى يكشف حقيقة نوايا الاحتلال لفرض السيادة الإسرائيلية على الأقصى وتقسيمه، واتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بالكذب بشأن الحفاظ على الوضع القائم.

واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن ما يجري من عدوان إسرائيلي على المسجد الأقصى، هو تصعيد خطير يتطلب أعلى إسناد للمعتصمين في المسجد ولأهل القدس، وإشعال النار في وجه الاحتلال على امتداد فلسطين التاريخية.

وأدانت الجبهة صمت المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته المختلفة عما يجري من هجمة إسرائيلية متواصلة على الشعب الفلسطيني، خصوصًا في مدينة القدس، ودعت الشعوب العربية إلى التحرك الفوري والعاجل لنصرة مدينة القدس والمسجد الأقصى وإسناد الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال.

من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى جريمة عدوانية يتحمل الاحتلال كامل المسؤولية عنها.

وشددت الحركة أنه ما لم يكف الاحتلال يده عن الأقصى ويوقف عدوانه فإن المواجهة ستكون أقرب وأصعب مما يظن.

وأشارت حركة الجهاد -في بيان صحفي- إلى أن الاعتداء على المصلين محاولة فاشلة من قبل سلطات الاحتلال لإفراغ المسجد الأقصى بهدف تدنيسه من قبل المستوطنين المتطرفين.

كما أدانت اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس في فلسطين اقتحام الأقصى، ودعت إلى تدخل دولي لوقف التصعيد الإسرائيلي.

وأدانت حركة حماس الاعتداءات الوحشية لجنود الاحتلال الإسرائيلي على المصلين في المسجد الأقصى المبارك، ودعت حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية والداخل للوقوف إلى جانب الأهالي في القدس وإسنادهم.

الخارجية الأردنية تدين بشدة اقتحام الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين

وفي السياق ذاته، أدانت الخارجية الأردنية بشدة اقتحام الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين.

كما عبرت الخارجية الصينية عن قلقها بشأن الخسائر المدنية الناجمة عن تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وطالبت جميع الأطراف المعنية بممارسة الهدوء وضبط النفس لمنع التصعيد وخروج الوضع عن السيطرة.

بدوره عبّر المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند عن القلق العميق إزاء تدهور الوضع الأمني في القدس، وحث سلطات الطرفين على الحد من التصعيد فورًا ومنع المزيد من استفزازات المتشددين، ودعا وينسلاند القادة السياسيين والدينيين من جميع الأطراف للمساعدة في تهدئة الأوضاع، وأكد أن الأمم المتحدة على اتصال وثيق مع كل الأطراف وشركائها الأساسيين في المنطقة لتهدئة الأوضاع.

من جانبه، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش جدد التأكيد على ضرورة ممارسة القوات الإسرائيلية لأقصى درجات ضبط النفس.

وأشار دوجاريك إلى أنه يجب التحقيق بسرعة وبشكل شامل في كل حالة استخدام للقوة.

وفي إطار إجراءات تصعيدية، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد قررت إحكام إغلاقها العسكري للأراضي الفلسطينية بدءًا من اليوم الجمعة حتى فجر يوم الأحد بحلول عيد الفصح اليهودي.

وأعلن منسق عمليات الاحتلال أن القرار جاء بعد تقييم الوضع الأمني، إذ سيتم فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية وإغلاق المعابر مع قطاع غزة قبل عيد الفصح اليهودي.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى