أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

الكاظمي المهادن للميليشيات يشكو من “تكبيل أيادي” حكومته

مصطفى الكاظمي يدرك أنه يقود حكومة افتراضية سلطتها الحقيقية لا تخرج عن المنطقة الخضراء، ولا يمكن له مس اللادولة الممثلة بالميليشيات الولائية.

بغداد – الرافدين

أعتبر مصدر سياسي عراقي ذرائع رئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي بـ”تكبيل أيدي” حكومته، بانها هروب للأمام لا ينطلي على العراقيين.
وقال المصدر في تصريح لـ”الرافدين” ان الكاظمي يدرك تماما أنه يقود “حكومة افتراضية” سلطتها الحقيقية لا تخرج عن المنطقة الخضراء، وأنه لا يمكن مس اللادولة الممثلة بالميليشيات الولائية.
وتساءل المصدر الذي فضل عدم الكشف عن أسمه “من كبل أيدي الكاظمي وحكومته، عندما قصفت الميليشيات منزله، ولم يجرؤ على كشف الفاعلين”.
وسبق وأن قامت ميليشيات مدعومة من إيران بقصف منزل الكاظمي بطائرة مسيرة، وتوعد رئيس الحكومة بعدها بكشف الفاعلين وتقديمهم للمحاكمة من دون أن يفي بوعده.
وأضاف المصدر ألا يجدر بالكاظمي الذي بقي صامتا على إطلاق سراح الميليشاوي قاسم مصلح، أن يكشف من أرغمه على إطلاق سراح مدان بعمليات ارهابية وخطف وقتل لناشطين في ثورة تشرين. قبل أن يزعم تكبيل أيدي حكومته.
وكان مصدر برلماني قد عزا إطلاق مصلح إلى صفقة تمت تحت الكواليس، أو أن حكومة الكاظمي وجدت نفسها في موقف عاجزة فيه عن الالتزام بتعهدات رئيس الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة، الأمر الذي يعلي من سلطة الحشد الشعبي بوصفه دولة مسلحة موازية للدولة العراقية.
ويجمع عراقيون على أن تجربة الفترة الماضية توصلنا إلى قناعة أن الكاظمي لا يريد مواجهة مع الميليشيات وقوى السلاح المنفلت، لأنه ليس قادرًا على دفع ثمنها ولا يمتلك الثقة المطلقة لحسمها لصالح الدولة. لذلك بقي مهادنًا لصلف الميليشيات وإن وصل إلى إهانته علنا في الشارع وفي وسائل الإعلام. وان تعبير تكبيل يد حكومته مجرد ذريعة لا أهمية لها وفق ما يحدث في العراق من فساد مستشري وفشل سياسي مستمر.
وسبق وأن زار الكاظمي قيادة الحشد الشعبي وارتدى زيهم الميليشياوي في مهادنة مكشوفة، كما شارك الكاظمي في احتفالية نظمتها ميليشيا بدر إحدى أكبر الميليشيات التي مارست القتل على الهوية منذ عودة عناصرها من إيران بعد احتلال العراق.
وندد الكاظمي، الثلاثاء، بما قال إنها محاولات لـ”تكبيل أيدي” حكومته، وحذر الجميع من “الخسارة” جراء استمرار أزمة تشكيل الحكومة الجديدة منذ سبعة أشهر.
وقال الكاظمي، خلال جلسة حكومته الأسبوعية “بعد 7 أشهر على الانتخابات لم يتم تشكيل حكومة جديدة، والبعض دأب على تبني مفهوم العرقلة ويسعى جاهدا إلى محاولة تكبيل أيادي الحكومة الحالية بدلا من البحث عن الحلول للانغلاق السياسي”.
وتابع “آثرنا الصمت حتى لا نؤثر على سياق التفاهمات السياسية بشأن تشكيل الحكومة، وألا نكون طرفا فيها”، وفق بيان صادر عن مكتب الكاظمي.
ويشير الكاظمي بحديث العرقلة إلى قرار أصدرته المحكمة الاتحادية العليا قبل يومين وقضت فيه بعدم دستورية مشروع قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية.
وقدمت الحكومة هذا المشروع إلى البرلمان لتمريره كحل مؤقت لتسيير أعمال الدولة، على اعتبار أنها حكومة تسيير أعمال وليس بمقدورها تمرير الموازنة المالية للعام الجاري.
وأضاف الكاظمي “في غياب الموازنة العامة بسبب التأخير في تشكيل الحكومة، عملنا على قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي لتوفير الحد الأدنى من حاجيات الشعب في ظل أزمة غذائية عالمية، كما أن فصل الصيف قادم ونحتاج لتوفير الوقود لمحطاتنا الكهربائية”.
إلا ان مصادر سياسية ترى ان المشروع قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي، يعد بوابة واسعة للفساد والاستحواذ على المال العام.
وتعزو المصادر رفض أحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي للمشروع، لا يمت بصلة للمصلحة العامة، وإنما لأنهم خارج توزيع حصص الفساد في هذا المشروع المالي الضخم الذي تبناه خصمهم اللدود التيار الصدري.
ويطالب خبراء الاقتصاد بتخصيص أموال تلك المشاريع في خطط اقتصادية مستدامة في إعادة تشغيل المصانع العراقية ودعم الزراعة، وليس تخصيص أموال ضخمة للاستيراد من إيران.
ودعا الكاظمي السياسيين إلى “مراجعة المواقف”، وقال إن “الأزمة بين القوى السياسية هي أزمة ثقة، وهي من أوصلتنا إلى انسداد سياسي”.
واستدرك “لكن هناك فرصة لاستعادة الثقة وتعزيزها مع الشعب، وإلا فإن الجميع سيعاني من الخسارة ولا رابح من فقدان الثقة”.
وأجريت في العاشر من تشرين الأول 2021، انتخابات برلمانية مبكرة غير حاسمة، الا ان القوى السياسية عجزت لحد الان في انتخاب رئيس الجمهورية واختيار رئيس الوزراء، بسبب الخلافات على توزيع حصص الحكومة بين الفرقاء من التيار الصدري والإطار التنسيقي.
وتستبعد قوى سياسية وشعبية استعادة الثقة ما بين الشارع العراقي والقوى والأحزاب الحاكمة، لأن العملية السياسية برمتها لم تقم على مشروع وطني، بقدر قيامها على تقسيم المجتمع العراقي، وأن لا ثقة بـ”لصوص الدولة” التي طالب ثوار تشرين بأسقاطهم.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى