أخبار الرافدين
وليد الزبيدي

أمريكا بعد شهر من “الانتصار”

الحروب تنتهي وإن طالت، لكن آثارها تبقى وأحداثها يوثقها التاريخ، وبعد ما يقرب من عقدين من غزو العراق واحتلاله، ولأن الكثير من الوقائع قد تكدست، فإن التذكير بالمتغيرات السريعة يُعد ضرورة ملحَّة للذين عاشوا تلك الأحداث وللجيل الجديد الذي تغزوه الأخبار والأحداث في كل ساعة وفي كل يوم.
كما قلنا سابقا، فقد وزَّع الرئيس بوش الأمل الواسع والكبير على الأمريكيين في خطاب “النصر” الذي ألقاه في الأول من أيار 2003 قبل مرور شهر على بداية احتلال العراق، لكن فوجئ الأمريكيون، وبالأخص عوائل الجنود والضباط، الذين يخدمون في العراق ضمن قوات المارينز، بتصريح لقائد أمريكي كبير في العراق، يقول فيه “لا قوات تغادر العراق قبل وصول تعزيزات جديدة”.
تحدث الجنرال الأمريكي جيمس كونواي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من مدينة الحلة “جنوب بغداد”، وقال إن هناك بعض الأفراد الذين يعلمون جيدا، أن تلك الهجمات الصغيرة التي يتعرض لها جنودنا هنا في العراق، يمكن أن تتصدر أخبار وسائل الإعلام، وعلى خلفية هذه الهجمات يعكف القادة العسكريون الأمريكيون الكبار حاليا، بدراسة ما ستكون عليه متطلبات بنية القوات الأمريكية في الأسابيع وربما الأشهر المقبلة. نشرت تصريحات كونواي في الأول من حزيران 2003 في صحف أمريكية وعالمية ووزعته كبرى وكالات الأنباء.
كانت البيانات الصادرة عن القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى قد اعترفت بسقوط عشرين قتيلا بين قواتها خلال شهر مايو2003.
ووصل عديد القوات الأمريكية في مختلف مناطق العراق إلى 147 ألف عنصر، في حين بلغ عديد القوات البريطانية 15 ألف عنصر.
في تلك الأثناء بدأت الدبلوماسية الأمريكية أولى تحركاتها لإقناع العديد من الدول للمشاركة في احتلال العراق، ودعم قواتها التي تواجه مقاومة آخذة بالازدياد.
في اليوم ذاته، الذي نشرت الصحف الأمريكية تصريح القائد الأمريكي الصادم لعوائل وأقارب جنود وضباط المارينز في العراق، وجد خبر مأساوي آخر مكانا له في غالبية الصحف الأمريكية، كما ذكر ذلك الكثير من محطات التلفزة داخل الولايات الأمريكية وخارجها، ففي يوم الأحد “عطلة الأمريكيين الأسبوعية في الأول من حزيران 2003” شن المقاومون العراقيون هجوما شرسا ضد دورية للقوات الأمريكية في العاصمة العراقية، ومع غروب الشمس من يوم الأحد، أطلق المقاومون القذائف القاتلة على دورية أمريكية في منطقة الأعظمية ببغداد، واستنادا إلى وكالة أسوشيتد برس الأمريكية التي أبرقت الخبر إلى مختلف أرجاء العالم، فإن جنديا أمريكيا قد قتل جراء الهجوم وجُرح جنديان آخران.
ويذكر موقع صحيفة (u s today) الأمريكية أن جنديا من القوات الأمريكية قتل في الأول من حزيران واسمه (JONATHAN W.LAMBERT) عمره 28 عاما، من قوات المارينز، لكن لم تذكر مكان قتله.
لقد حصل المتغير في الموقف العسكري بسرعة غير متوقعة على الإطلاق، فبينما كان غالبية جنود المارينز على وشك مغادرة العراق “بعد إنجاز المهمة” كما تصوروا، فقد تمكن المقاومون في العراق من قلب المعادلة وإرغام قادة البيت الأبيض على جلب المزيد من القوات.
ومن هنا بدأ مسلسل ارتباك واسع ومتنوع في العراق.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى