أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

إهانة علنية لجثامين أموات تكشف القتل على الهوية في بابل

صحة بابل تخالف القوانين وتتنصل من مسؤوليتها تجاه إجراءات دفن جثامين مجهولي الهوية.

بابل – الرافدين

أثار نقل جثامين مجهولة الهوية في سيارة حمل مكشوفة في محافظة بابل استياءًا عراقيًا واستهجانًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي للانتهاك الصارخ لحرمة الأموات والطريقة المهينة في التعامل مع الجثث مجهولة الهوية، بعد انتشار صور لسيارة متبرع لدفن تسع جثث وضعت في أكياس سوداء، بعد تنصل دائرة صحة بابل من مسؤوليتها.

وكشفت صور الجثامين طبيعية عمليات القتل على الهوية التي تنفذها الميليشيات الطائفية في محافظة بابل”

وأفاد مصدر أمني في محافظة بابل أن شرطة المرور قامت بإيقاف سيارة حمل في تقاطع الثورة وسط الحلة بعد أن استوقفهم المنظر البشع لنقل الجثث بحوضها حيث تم التحقق من المعلومات ليتضح أن سائق السيارة يحمل مستمسكات أصولية وهويات مُعرفة عن الجثث وشهادات وفاة.

انتهاك الصارخ لحرمة الأموات وطريقة مهينة في التعامل مع الجثث مجهولة الهوية

وأضاف المصدر أنه تم السماح بعبور السيارة بعد تأكيد استلام الجثث بصورة رسمية من الطب العدلي.

وأكد نشطاء أن السائق قد أبلغ شرطة المرور بأنه قد طلب من صحة بابل إحضار إسعاف، ولكن دائرة الصحة اعتذرت عن عدم وجود إسعاف لمثل هكذا حالات.

وبحسب النشطاء أن السيارة تستلم بين فترة وأخرى مجموعة جثث “مجهولة الهوية” ليتم دفنها بنفس الطريقة.

وقال مدير إعلام صحة بابل علي جبار إن “الإجراء المعمول به عند تجاوز الجثث المجهولة مدة الحفظ القانونية لدى الطب العدلي يتولى متبرع مهمة الدفن”.

وأكد جبار أن “الإجراء الرسمي هو تسليم الجثث للمتبرع لدفنها، ومسؤولية الطب العدلي تقف عند تسليم الجثث، أما طريقة نقل وحفظ الجثث فهي خارج نطاق مسؤوليتنا”.

وعلق مدير عام العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية اللواء سعد معن على الحادثة بقوله إن “ملف العثور على الجثث مجهولة الهوية وإحصاء أعدادها من مسؤولية وزارة الداخلية” مبينًا أن “الجثث مجهولة الهوية يتم الوصول إليها من خلال القطاعات المنتشرة في المحافظة”.

وقرر محافظة بابل علي وعد علاوي تشكيل لجنة تحقيقية في قضية الجثث مجهولة الهوية واستكمال كافة الإجراءات القانونية لدفن الجثث مجهولة الهوية المودعة في الطب العدلي وفق السياقات القانونية.

ويرى مراقبون أن “الجهات الحكومية تكتفي بتشكيل اللجان التحقيقية بعد كل ضجة إعلامية لجرائم الحكومة والميليشيات

ويقول المراقبون إن “نقل الجثث مجهولة الهوية في السيارات المدنية يدل على الكميات المهولة من الجثث التي قد تم التخلص منها بطرق مشابهة للتهرب من المساءلة”.

وأشاروا إلى أن “الآلية التي تعاملت بها صحة بابل مع الجثث تخلو من الإنسانية واحترام الموتى”.

وعبر مدونون وإعلاميون على منصات التواصل الاجتماعي عن سخطهم بالقول “لولا رفض دائرة الطب العدلي في بابل نقل الجثث بسيارة خاصة واضطرار المتعهد نقلها بسيارته لما علمنا أن ظاهرة ما يسمى بـ (الجثث المجهولة) موجودة حتى اليوم”.

وأضافوا “صورة السيارة المحملة بالجثث ليست مشاهد مسربة من فيلم رعب، بل هكذا تبدو شوارع بابل بين الفينة والأخرى في ظل سطوة الميليشيات الطائفية”.

وتساءل المدونون عن تنصل وزارة الصحة عن الواقعة بقولهم “هل من الممكن أن أي شخص متبرع يأخذ الجثث من بابل دون شرط أو قيد يضمن كرامة الميت الأمر الذي يفتح الباب لجرائم أخرى مثل تجارة الأعضاء”.

وأضافوا متسائلين “لماذا في بابل الجثث المجهولة مستمرة بشكل دائم” في إشارة إلى عمليات القتل على الهوية الممنهجة لقاطني بعض المناطق لإحداث تغيير ديمغرافي يراعي المصلحة الإيرانية.

وعبر مواطنون عن امتعاضهم من المشاهدة المؤلمة، مستغربين من الانحطاط الإنساني الذي وصلت إليه الدوائر الحكومية، قائلين “إن الحكومة لا تحترم حياة الأحياء فكيف تطلب ممن ماتت ضمائرهم باحترام حرمة الأموات؟”.

وقالت مستشارة المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب الدكتورة فاطمة العاني إنه “طبقًا للقوانين العراقية ليس مسموحًا بدفن الجثث بالطريقة المتخذة من قبل وزارة الصحة الحالية، ولابد أن تكون هناك طرق واضحة للدفن لوجود احتمالية التوصل لبعض أسر الضحايا في المستقبل خصوصًا أن هناك آلاف العائلات لديها مفقودون أو مغيبون”.

وأضافت العاني في تصريح لقناة “الرافدين” أن “الحكومة تلجأ إلى مصطلح الجثث المجهولة من أجل أن تمعن في إضعاف مكونات الشعب العراقي ولإرهابه لاسيما أن الكثير من المناطق معلوم أسماء المختطفين فيها.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى