أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

المالكي يفتح باب الانتماء لميليشيا جديدة باسم “جيش المختار”

التيار الصدري يحذر رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي من قيام المالكي بتشكيل ميليشيا جديدة ويطالب بإقالة الفياض.

بغداد- الرافدين

حذر مصدر سياسي في التيار الصدري حكومة مصطفى الكاظمي من قيام رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في تشكيل ميليشيا جديدة باسم “جيش المختار”.
وقال المصدر أن المالكي فتح باب التسجيل للانتماء لميليشيا المختار في أماكن محددة في بغداد من بينها فندق الرشيد، وبعض المحافظات.
واعتبر ان المالكي يستعد في هذا المشروع لمواجهات مستقبلية سواء مع التيار الصدري أو مع قوى وميليشيات أخرى، من أجل المحافظة على سطوته ومكاسبه داخل العملية السياسية.
وكان المالكي قد أعترف في التسريبات الصوتية بانه مستعد لحماية نفسه ومكتسباته من العملية السياسية عبر جمع آلاف العناصر المسلحة حوله.
ولم يعرف بعد إذا كان ميليشيا “جيش المختار” ستكون ضمن ميليشيات الحشد الشعبي كذريعة لتشكيلها.
وسبق وان أطلق المالكي على نفسه أثناء رئاسته للوزراء على مدار دورتين ما بين 2004 إلى 2014 لقب “مختار العصر”.
ويتزامن تحذير المصدر السياسي في التيار الصدري، مع دعوة صالح العراقي المعروف بـ “وزير الصدر”، الكاظمي، إلى إقالة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض وحل الفصائل المسلحة وإخراج عناصرهم وأفراد الحشد من المنطقة الخضراء وسط بغداد.
وقال في تغريدة على تويتر إن “الفياض متحزب ورئيس كتلة” وبالتالي فإن وجوده في المنصب سيؤدي “لتسييس” الحشد الشعبي.
وكان قد قتل ما لا يقل عن ثلاثين من أنصار الصدر بالرصاص وأصيب نحو 600 بجروح خلال اشتباك دامية في المنطقة الخضراء مع ميليشيات في الحشد الشعبي.
ومساء الخميس اندلعت اشتباكات مسلحة في محافظة البصرة جنوبي العراق بين عناصر من ميليشيا العصائب برئاسة قيس الخزعلي، وسرايا السلام التابعة للتيار الصدري.
وترى قيادات في التيار الصدري أن معركة التيار مع المالكي والخزعلي لم تنته بعد، وأن المواجهات متوقعة في أي وقت.
وكتب أحمد علي أحد أهم نشطاء التيار الصدري “المالكي لن يجازف بالاعتقالات والتصادم في الوقت الحالي، ولكن سيحاول ان يحد من نشاط التيار، بالإضافة الى اخراج ممثلين التيار الصدري بالدولة من وكلاء ومدراء عامين.”
وعبر علي عن توقعه ان المالكي وداعميه في الإطار التنسيقي سيشترون ذمم الكثير لكسبهم بالانتخابات القادمة، واول خطوة حاليا هي تأسيس مليشيات جيش المختار”.
ومن أجل التغطية على تحركاته في تأسيس الميليشيا الجديدة، دعا المالكي قادة القوى في العراق إلى التهدئة والركون للاستقرار.
وقال المالكي وبالتزامن مع فتح باب الانتساب الى ميليشيا جيش المختار “إن صوتي وموقفي مع القادة وإنني أقف دوماً إلى جنب نداء التهدئة والركون للاستقرار”.
وحذر من “مشاعر استرخاص سفك الدماء لأن الدم إذا سال ظلماً ترك حقدا وصدعاً يصعب معالجته ويطول أثره فتعالوا إلى كلمة سواء”.
ويجمع مراقبون على أن المالكي طالما استخدم أسلوب الخطاب المخاتل وإعلان عكس ما يضمر، إلا انه بات ورقة محروقة ومفضوحة في الشارع العراقي، وكشفته أكثر التسريبات الصوتية.
وكتب الناشط في التيار الصدري أحمد علي “الخلافات لا تنحصر بين التيار الصدري وبين أحزاب الإطار بل ثمة خلافات كثيرة بين قوى الاطار نفسها كون قوى غير متفقة الرؤية ولا الاهداف، فالمالكي يريد رئاسة الوزراء من جديد على الرغم من كون بقية قوى الاطار التنسيقي لا تريد عودة المالكي من جديد لأن السنوات الأخيرة من حكمه أثبتت رغبته في احتكار السلطة”.
وأضاف “ما لم تتدخل إيران مع مختلف أطراف الإطار التنسيقي لتجنب الصدام مع التيار الصدري وتجنب الانخراط في أي صراع شيعي- شيعي، فإن الوضع في العراق يتجه نحو المجهول. ومع ذلك، لا يمكن لإيران- التي تؤثر على العراق تغيير مسارها السياسي لأن قوتها في التدخل ليست كما كانت”.
بينما يرى الكاتب السياسي رمضان البدران أن “حالة الفصائل المنفلتة في داخل العراق ليست وليدة يوم وليلة، بل هي من مكملات النفوذ السياسي والنفوذ الخارجي في داخل العراق، ووفرت مرحلة دخول داعش فرصة واسعة لتزايد هذه الميليشيات وتكاثرها ولحصولها على قانون يضفي عليها الشرعية في الوجود والحركة وفي التأثير أيضا”.
غير الكاتب فاروق يوسف يدعو إلى المعادلة الصفرية لإنقاذ العراق من الأحزاب الحاكمة ومن خلفها الميليشيات التابعة لها.
وكتب يوسف ما حدث مؤخرا ليس جرس إنذار. بل هو بداية النهاية. لا بد أن تُطوى صفحة الأحزاب. ليس لأنها عاجزة عن تأليف حكومة تدير شؤون المواطنين في المرحلة المقبلة، بل لأن وجودها صار أشبه بالغيمة السوداء التي تحجب الشمس.
وأضاف “لم يعد بإمكان العراقيين أن يعيشوا حياتهم بطريقة سوية في ظل وجود الأحزاب والقوانين التي ترعى مصالحها ومصالح المنتفعين منها الذين يقيم معظمهم خارج العراق”.
وشدد بقوله “كانت هناك حرب مؤجلة بين شعبين. شعب محروم وشعب مترف. معادلة صنعتها الأحزاب. لذلك فما لم تتخل الأحزاب عن السلطة فإن تلك الحرب ستقوم في أيّ لحظة. ما حدث في الأيام الماضية هو جزء من تلك الحرب، غير أنه الجزء الذي يشبه الصفعة. كانت هناك حرب شيعية – شيعية وهي الباب الذي يطل على انهيار النظام”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى